DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شجر المانجروف

فك شيفرة المانجروف الوراثية يدعم المخزون الغذائي بالمملكة

شجر المانجروف
شجر المانجروف
أخبار متعلقة
 
شجرة القرم أو المانجروف شجرة عجيبة وهبها الله القدرة على التكيف وتحمل أصعب الظروف بمختلف أشكالها وتنوعها فهي تتحمل الحرارة العالية والمياه المالحة ومختلف الظروف المناخية وهي توازن النظام البيئي البحري وتمد كائنات البحر بالغذاء وتسمح لها بالتكاثر . والدراسات حول هذه الشجرة تبعث بالأمل من خلال الاستفادة من خلاياها وأنسجتها الوراثية بتطعيم أشجار تتواجد في الحقول وتنمو بيننا ولا تتحمل حرارة أو ملوحة زائدة وإن تحقق ذلك ستكون هناك نهضة زراعية تصل بإذن الله للاكتفاء الذاتي للغذاء ودعم المخزون الغذائي في المملكة والغذاء العالمي أيضاً ولذلك لا يقتصر أهمية هذه الشجرة على البيئة البحرية فقط بل تتعدى أهميتها نطاق الماء لتصل الى اليابسة ويستفاد منها في تطوير نباتات أخرى فبيئتها تعتبر أمانة يجب المحافظة عليها. وأوضح عضو مجلس الشورى وأستاذ التقنية الحيوية الزراعية بجامعة الملك فيصل الدكتور جميل بن محمد آل خيري أن الظواهر العلمية والتطورات الحديثة في العلوم الحيوية وأهمها العلوم الكيميوحيوية الجزيئية والتحوير الوراثي بواسطة وسائل الهندسة الوراثية وزراعة الخلايا والأنسجة والتي في مجملها تسمى التقنية الحيوية أو بايوتكنولوجي biotechnology تمكن العلماء من نقل المورثات من كائن الى كائن آخر وبالتالي نقل الصفات المشفرة فيها بغض النظر عن الصلة الوراثية بين الكائنات. فيمكن مثلاً إنتاج نبات يحتوي على مورثات منزوعة من بكتيريا أو فطريات أو حيوان أو من نبات آخر. حينها يطلق على النبات الجديد المحتوى على المورثات المستعارة بالنبات المحور (المعدل) وراثياً وتسمى العملية بالتحوير (التعديل) الوراثي. ونظراً لأهمية هذه التقنية تتسابق الأمم حسب إمكانياتها وتوجهاتها العلمية من خلال أنشطة المؤسسات العلمية والجهات الحكومية والتجارية إلى المساهمة في دعم وتطوير شتى مجالات التقنية الحيوية والاستفادة منها على المستوى العلمي والاقتصادي والسياسي. وبين دكتور آل خيري أن المملكة تقع في منطقة صحراوية حارة قاحلة تنتشر في أراضيها ومياهها كائنات فطرية تشمل البكتيريا والفطريات والنباتات والحيوانات تطورت لتتحمل هذه الظروف المناخية القاسية ويعود سبب تحملها ذلك هو احتوائها على مورثات (جينات) تتحكم في البنية التحتية للكائن وإنتاجه للمركبات الكيميائية وبالتالي جميع الصفات الظاهرية بما فيها القيمة الغذائية وتلك التي تضمن لها تحمل الظروف البيئية والأمراض السائدة. معظم نباتات المحاصيل المستخدمة في غذاء الإنسان أو إنتاج الأعلاف لا تتميز بتحملها للحرارة والجفاف والملوحة لعدم احتوائها على المورثات المسئولة عن تلك الصفات مما يحد من زراعتها في المناطق الصحراوية الجافة. ومن هنا تكمن أهمية نبات المانجروف المنتشر في مياه سواحل المملكة لاحتوائه على مورثات تكسبه تحمل الحرارة والملوحة العالية وبالتالي نمو في مياه البحار. وقال إن المانجروف يعتبر من أهم النباتات التي ينظر لها علمياً كمخزون وراثي ثمين تمتاز به بيئة المملكة. ولو تمكن علماء التقنية الحيوية من التعرف على المورثات المشفرة لصفات تحمل الحرارة والملوحة واستئصالها من نبات الشورى ونقلها إلى نباتات المحاصيل الغذائية الرئيسة مما يكسبها هذه الصفات وبالتالي إمكانية زراعتها تحت الظروف البيئية السائدة بالمملكة. وتابع آل خيري إن هذا الأمر يسهم في جهود التوصل للاكتفاء الذاتي للغذاء إضافة الى دعم المخزون الغذائي العالمي لذا يعتبر فقدان نبات المانجروف من سواحل المملكة نتيجةً للتوسع العمراني وتقلص مساحات نموه وتدمير البيئة المناسبة لنموه خسارة كبرى لثروة عظيمة من المورثات يمكن الاستفادة منها عبر الأجيال. وأكد عضو مجلس الشورى أن دراسة الجين الوراثي وإعداد خارطة وراثية لنبات المانجروف لمعرفة جميع الصفات المشفرة في مجموعة مورثاتها ضرورة لم تتحقق بعد وقد تؤدي لاكتشاف مورثات مفيدة في أغراض صناعية وطبية وزراعية. وتبعاً يتحمل المجتمع عبء الحفاظ على هذه الأمانة البيئية ومنع التعدي على بيئة هذا النبات الهام وراثياً. وأشار الدكتور آل خيري الى أن المانجروف ثروة وراثية لا تقدر بثمن يلزم عدم غض النظر عن تدمير بيئته وخسرانه للأبد ولازال بالإمكان إنقاذه وما يحتويه من مورثات وذلك من خلال سن وتطبيق التشريعات القانونية الكفيلة بالمحافظة عليه ومنع التعدي عليه أو على بيئته. وكذلك اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية والملحة والتي من أهمها تخصيص محميات لنبات المانجروف على سواحل المملكة ليستفيد منها أحفادنا في اكتشاف أسرار هذا النبات الشامخ الذي منَّ الباري عز وجل به على هذا الوطن الغالي وبهذا نكون قد حققنا جزءاً يسيراً من تطلعات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين واهتماماتهما حفظهما الله بحماية البيئة ... ونكون قد سعينا لصيانة الأمانة البيئية للأجيال القادمة.