DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جيران آخر زمن!

جيران آخر زمن!

جيران آخر زمن!
 جيران آخر زمن!
أخبار متعلقة
 
من المفترض ان تكون علاقة الجيران ببعضهم قوية يربطها التآلف والمحبة والإخاء فالجار للجار . . ولكن الوضع في هذه الآونة مختلف عن تلك العبارة وغيرها فحقوق الجيران المستنبطة من الشريعة الإسلامية والتقاليد والعادات التي أنشأتها هذه الشريعة باتت تتلاشى أمام مغريات الوقت ومتغيراتة ، وحين نتحدث عن تلك الحقوق لا يستوجب أن نتطرق لها من جانب شرعي فحسب بل إن ذلك جزء من السلوكيات والممارسات اليومية التي تتطلب مناقشتها من جوانب متعددة لا سيما وأن حال الجيرة والجيران تدهورت بصورة ملفتة للانتباه خاصة في المدن الكبيرة وصارت القطيعة التامة وعدم معرفة الجار ديدن أغلب أناس هذا العصر في هذه المدن بل ان الموضوع قد ينحى الى جوانب أكثر تعقيداً ويصل إلى الخلافات والعدوانية والتحاسد بين الجيران وبين هذه وتلك نواجه صوراً محزنة لما آلت إليه علاقات الجيرة هذه الأيام . تكاتف تقول فاطمة العلي: إن العصر والتمدن احدث فجوة كبيرة في علاقة الجيران وأصبح الجار لا يعلم عن جاره شيئاً تصل الى أن الشخص قد يموت جاره ولا يعلم عن ذلك ، مشيرةً الى أن هذا الوضع يحتاج الى وقفة جادة بدءاً من الأسرة وأفرادها مرورا بالمدرسة والمسجد ،فحين تتكاتف كل هذه المقومات وتبدأ بالحث على حقوق الجار فإن الحال سيتبدل تدريجياً فالابن حين يرى والده ومعلمه يوصيان على الجار سيمنح هذا الجانب جزءاً من وقته وهكذا الفتاة حين تشاهد والدتها تزور الجيران بين فترة واخرى سينطبع هذا السلوك لديها وحتماً ستعمل به في مستقبلها اقتداءً بوالدتها . ايقاع الأذى وتتطرق نورة سلطان الى أن الجار في هذا الوقت لم يقف عند حد عدم معرفته أو ارتباطه مع جاره بل تعدى ذلك الى ايقاع الأذى به من نواحي متعددة ،فهناك من لا يبالي في قضية ازعاج من حوله من الجيران فتجده يرفع أصوات التلفاز دون أي اعتبارات أخرى ، كذلك تجد من يرمي بالنفايات امام منزل جاره في حين أن تعاليم الشريعة السمحة لا تقر إلحاق الضرر بأي أخ لك مسلم ، وفي أي مكان فكيف حين يكون المتضرر هو الجار الذي أوصت تلك التعليمات على الاهتمام به ، ومن هنا يجب على الشخص الانطلاق نحو احترام الجار ومنحه حقوقه البسيطة ومن ثم نبدأ بمعالجة عدم التواصل والقطيعة . مريض نفسي وتذكر أم صالح أن هناك قصصا تتناقلها النساء عن مواقف سلبية يقوم بها بعض الأشخاص تجاه جيرانهم ،مؤكدة أن هناك شكاوى ترِد الجهات المختصة في هذا المجال كأن يكون الجار متعاطيا للمخدرات ويضايق جيرانه بالتصرفات غير السوية والتجمعات المريبة تضطرهم الى تقديم الشكوى ، وتضيف: إن هناك ساكنا في الحي الذي نقطنه لديهم مريض نفسي وكان يؤذي الجيران كثيراً وخاصة الاطفال، الأمر الذي جعل صاحب المنزل يطالب جاره بوضع حل للمشكلة إلا انه لم يلتفت لها وظل الحال كما هو عليه الى ان كاد ذلك المريض النفسي ان يقتل احد الاطفال بعدها قرر الجار المتضرر الرحيل من مسكنه ومغادرة ذلك المكان والملفت للنظر أن والد المريض النفسي لم يعتذر لجاره ولم يمنعه من الرحيل حتى لو كانت مجاملة . رحيل وتروي هدى بسام قصة اخرى حدثت لأحد سكان الحي الذي تقطنه حيث تقول هناك شخص كان يتواصل مع عدد من جيرانه ويعتبر من اقدم سكان الحي وفي احد الايام حلت أسرة في منزل مجاور لمنزله ،وهبّ في اول يوم وأقام لهم وليمة ودعا لها عددا من سكان الحي وبعد اسبوع بدأ الجار الجديد يحدث بعض التصرفات التي تزعج جاره كأن يقوم أبناؤه برفع صوت مسجل السيارة ويوقفون سياراتهم امام منزله فاشتكى الى والدهم ولكن دون جدوى واستمر الوضع كما هو بل تطور الأذى وأصبح الأطفال يعتدون على اطفاله وبعد مدة قرر هذا الرجل بيع منزله الذي يملكه تاركاً الحي لمستأجر ( جاره ) بعد ان توقفت كل السبل في إصلاح الحال معه او رحيله . مصالح الدنيا وتتحدث منى محمد أن سبب تهرب كثير من الجيران عن التعرف على جيرانهم والتواصل معهم يعود الى حرصهم على المصالح واحتياجات الدنيا ضاربين بهذا الجانب المهم عرض الحائط ، وتضيف: إن البعض منهم يخشى أنه في حال معرفة هذا الجار أو ذاك ،فإن ذلك يجعله عرضة لتقديم مساعدة أو اقراض مبالغ مالية لجاره وهذا غالباً ما يقع به أصحاب الاموال والثراء ،أما البسطاء فالاسباب لديهم متعددة ابرزها عدم المامهم بحقوق الجار أو تناسيهم للتوصيات الاسلاميه في هذا الجانب وهنا يأتي دور خطباء الأئمة الذين يجب عليهم أن يذكروا الناس بهذه الحقوق بين فترة وأخرى .