DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد الوهاب أبو زيد

عبد الوهاب أبو زيد

عبد الوهاب أبو زيد
عبد الوهاب أبو زيد
أخبار متعلقة
 
حين تسول لك نفسك أن تقدم على قراءة رواية محلية ما، فسيكون عليك أن تتحلى بقدر غير يسير من الصبر لتتغلب على انزعاجك ولتخفف من تبرمك وربما سخطك من كم الأخطاء الهائل في اللغة والنحو والإملاء التي لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الرواية منها، وذلك إذا ما تجاوزنا وأغفلنا الأخطاء والملاحظات التي تكتنف الجانب الفني لكتابة السرد عموما. أتذكر أنني اقتنيت إحدى الروايات المحلية قبل سنوات لإحدى الكاتبات وقد اصطحب نشر الرواية تلك بكثير من الصخب والضجيج لكم الجرأة غير المسبوق فيها. لن أنكر أن ما دفعني لاقتناء الرواية والتخطيط لقراءتها، كشأن الكثيرين غيري كما أرجح، هو الفضول لمعرفة ما ورد فيها، غير أنني لم أستطع أن أتجاوز الصفحات الأولى من الرواية بسبب كم الأخطاء الفادحة التي تزدحم بها صفحاتها. تلك الرواية كانت الأولى لكاتبتها، ولعلها تكون الأخيرة، مما يجعلنا نتسامح معها ونلتمس لها شيئا من العذر وإن على مضض. ولكن المشكلة تكمن في أن هذا الأمر غير مقتصر على الكتاب الذين يخطون خطواتهم الأولى في ميدان الكتابة بل إنه يمتد ليشمل كتابا مكرسين ومعروفين وذوي صيت تجاوز النطاق المحلي وفرض صداه في الأوساط الثقافية العربية، وربما ذهب في المستقبل القريب أو البعيد (من يدري؟) إلى أبعد من ذلك. حاليا أقرأ آخر روايات أحد أبرز الأسماء الروائية في ساحتنا المحلية، وقد هالني ما رصدته على صفحاتها من أخطاء عديدة، لا تكاد تخلو منها صفحة من الصفحات في الأبعاد اللغوية المختلفة التي أشرت إليها سلفا في صدر المقال. الكاتب بطبيعة الحال ليس مطالبا بأن يكون ضليعا في اللغة ومتمكنا تمكنا تاما من أدواتها، ولكنه مطالب كما أرى ويتوقع منه ألا يخرج على قرائه بأي كتاب إلا بعد مراجعته وتصحيح ما يعتريه من أخطاء على يد أحد المختصين باللغة. دور المراجعة والتحرير هذا يفترض أن تقوم به دار النشر التي تطبع الكتاب ولكن هذا غير متحقق ولا يتوقع له أن يتحقق في المدى القريب. لذا فلا مفر من أن يتكفل الكاتب بهذا العبء إذا ما كان حريصا على كمال عمله وإتقانه.