مأزق النظام الإيراني هو عدم قدرته على فهم رغبات شعبه الحقيقية فمنذ أن تمت الانتخابات الرئاسية وتم تنصيب أحمدي نجاد رئيسا وسط رفض التيار الإصلاحي لتزوير الأصوات والتلاعب بها وهذا النظام يمضي قدما في تحدياته الداخلية والخارجية.
أشهر مضت والتيار الإصلاحي يتسيد الشارع رافضا الاعتراف بحكومة نجاد ولم تجد أجهزة الأمن والاستخبارات سبيلا لمداواة جروح الرافضين سوى بالقمع المتمثل في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين إلى حد وصل فيه إلى القتل وإراقة الدماء مع تأليب مؤسسة المحافظين برموزها ضد مطالب الإصلاحيين الواقعية الرافضة للاتجاهات المتطرفة التي تنفذها حكومة نجاد.
لم يجد النظام سبيلا للهروب من مشاكله الداخلية سوى استعداء الدول الأخرى وإلصاق التهم بها وهي محاولة مكشوفة تقوم بها الأنظمة الضعيفة أمام شعبها للتخفي وعدم حل مشكلاتها وحين تصل إلى مرحلة من فقد الرشد في تلبية مصالح شعوبها.
هجوم المسؤولين الإيرانيين وإعلامها على المملكة نضعه في هذا السياق فالنظام جامح يصنع أعداء له ليقوي مواقفه الداخلية وليزيح الأعباء عن كاهله هربا من الاستحقاقات الشعبية وأيام المساءلة الشعبية.
يدرك الشعب الإيراني أن النظام في مأزق حقيقي جراء إخفاقاته المتكررة والقدرات التي من المفترض أن توضع في خدمة شعبه تم تحويلها إلى إثارة المشكلات والقلاقل لدول العالم ومن ضمنها دول الإقليم ولعل دعمها للتمرد الحوثي أكبر دليل على تخبطها ومقاربتها السياسية لدول المنطقة.
لا نعتقد أننا في سبيل تقديم النصائح للنظام الإيراني لكننا نذكره أن أخطاء الماضي يجب عدم تكرارها وعليه أن يهتم بشعبه وأن يتصالح مع جماهيره وأمته وأن ينأى بنفسه عن إثارة الأحقاد ونصب المكائد لدول المنطقة.
مأزق الداخل لا يمكن الخلاص منه بتصديره للخارج وهي سياسة عقيمة أثبتت فشلها في كافة الدول على مدار التاريخ البشري ولا مناص من تحقيق رغبات الشعوب في الحرية والعدل والمساواة وأي بديل غير ذلك معناه السقوط في معادلات سياسية لا يمكن التحكم في نتائجها ونحن في المملكة حريصون على أن يعيش شعب إيران في استقرار بعيدا عن المهالك.
