عزيزي رئيس التحرير
عدت من بعيد أيها القريب.. فكانت الجمعة..
يوما اطل.. فأضاء.. فتساءلت عن اسمه، ولونه، ونبضه، وعشقه الايام!
يوما بهيجا ابتسم له الوطن، فالتاريخ.. فالمجد الذي بات من اسمائه.. سلطان!
يوما ضج بالعواطف، وازدحم بالكلمات.. فتبارت في وصفه اقلام الكتاب، وتغنت به بلابل الشعراء!
يوما رق في مشاعرنا فسمت، وتعاظمت به وطنيتنا.. فغدونا خفقة الاكوان!
انه يوم عودة ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة علاجية تكللت بمنة الله بالنجاة، فمن سلطان هذا الذي.. راح مدحة الرجال، وكلمة كل مقال؟ هذا الرجل.. يرتفع به نسبه الى اسرة اصابت سؤددا.. في ادارة دولاب التاريخ لصالح الارض، والانسان في الجزيرة العربية! دللت على ذلك الوقائع، والاحداث والايام.
ومنذ طفولته الباكرة ابدى نباهة، ونبوغا دعمهما بالتحصيل العلمي، وتجارب الميدان مما اهله ذلك لأن ينتخبه والده اميرا على الرياض وهو لا يزال شابا يافعا، ثم ليعين بعدها وزيرا للزراعة في اول حكومة للملك سعود - رحمه الله - سنة 1373هـ، فوزيرا للمواصلات سنة 1375هـ، فوليا للعهد سنة 1426هـ، وحمل هذه المهام... بكل مهنية، ووطنية، واخلاص، وتضحية... رجل كان.. جمع هذه المسؤوليات الجسيمة لهو جدير ان يتهادى حبه الشعب! وخليق ان ننفعل له بالولاء في يوم الوفاء! وحق ان تصفه الاجيال تتلوها الاجيال بالمهندس البارع الذي ساهم وابتكر في بناء الدولة السعودية الحديثة!
يا أخا الدفاع: انتقلت بالجيش.. من الطور التقليدي الى الطور العصري المهاب!
وكم رمينا بك نحور الأعداء.. وفي المقابل كم جذبنا بك قلوب الاصدقاء!
انسانيتك.. هي التفاتة الشمس في ليل الحيارى.. انسانيتك كم اختصرت اوجاع المكروبين وكم حاصرت آلام المغلوبين! وكم غيرت من جغرافيا الفقر في القرى والمدن!
ابتسامتك حدود جمالية للوطن.. كما انستنا ابتسام الورد والصباح لايزال طفلا جميلا! بل ماذا عسانا ان نقول وفرحة الجهات لاتحد.. رحلت.. متألما فكانت فرحتنا.. منقوصة بل كأن الوطن نابه ما نابك فاستلقى بجانبك على سرير الاستشفاء.. وحين عدت عاد للوطن نبضه، وحرارته، وعوافيه! عدت يا سيدي فعاد لنا الحظ الجميل، وعادت لنا الفرحة الوطنية المسافرة.. فحمدا لله على نعمة العود.. ومرحبا بك يا سلطان الخير لمواصلة الخير.. في وطن الخير!
خالد بن فهد البوعبيد ـ الاحساء