DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لا يمكن تغافل الإجراء الإيراني الأخير، بدخول قوات عسكرية للأراضي العراقية واحتلال بئر نفطية ورفع العلم الإيراني عليها، فالعراقيون أنفسهم ـ حتى الموالين لطهران ـ شجبوا الخطوة، ومهما قيل أمس، عن انسحاب إيراني جزئي من منطقة الحقل، وان مفاوضات ستبدأ لترسيم المنطقة الحدودية الصحراوية بين البلدين، إلا أن الدلالات تبقى محيرة للغاية. ليس خفيّاً على أحد، أن العراق سقط بصمت إيراني، في إطار مرحلة الثأر من النظام السابق، وتصفية الحسابات، أمريكياً لم يكن بوسع الولايات المتحدة رغم كل قوتها، التهاون في الحصول على إشارات إيرانية ـ كان لها ثمنها بالطبع ـ لتمرير عملية ضرب العراق واحتلاله، وإيرانياً كانت طهران في أمس الحاجة للانتقام من نظام فرض عليها الحرب، وخرّب أجندتها الإقليمية، ليتم بعد ذلك اعتلاء مقربين منها السلطة، كان أول قراراتهم الإقرار بدفع تعويضات لإيران عن فترة الحرب.. لتتم بعدها أشرس حملة تغلغل استخباراتي، واختراق عسكري وميليشيوي شهدها العراق، لترسم الخارطة العراقية باستغلال لوحة الفسيفساء العرقي والطائفي، بما يضمن بقاء نزعات التقسيم سيفاً مسلطاً على العراق الكبير. التحليل السياسي، يشير إلى رغبة طهران في أن تظل اللاعب الرئيس في المعادلة الإقليمية، وأن معالجة ملفها النووي بالشكل الذي تريده الولايات المتحدة والغرب، سيكون متعباً للغاية، وبدلاً من أن تحاول استقطاب دول الجوار الخليجي أو تطمينها عملياً، بإبداء حسن نوايا على الأقل، وحل إشكالية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، عادت مرة أخرى لتمارس احتلالاً جديداً ولحقل نفطي هذه المرة بالعراق، تدعي ملكيتها له، وكم كان مثيراً أن يخرج قائد القوات المسلحة الإيرانية في بيان له مدعياً أن «قواتنا موجودة على أرضنا، وعلى أساس حدود دولية معروفة، وهذه البئر تعود إلى إيران». ليتضح الهدف النهائي، والذي يبدو أنه محاولة أخرى لتصدير الأزمة الداخلية عبر العراق هذه المرة.. بعدما تم استغلال الشأن الداخلي اليمني للتدخل بشكل استوجب إدانته يمنياً قبل أن تكون هذه الإدانة عربياً. المشكلة أن الخطاب الإيراني المشتت، يقفز على الحقائق الجغرافية والسياسية، ويحاول خلق حالة من الفوضى في المنطقة، بدلاً من المساعدة على حمايتها وإعادة ترتيبها بما يليق وشعوبها، وبهذا الجوار التاريخي المفروض منذ قرون. الخطوة الإيرانية العلنية في العراق تدعو للأسف، وربما تكون أحرجت عراقيي الطابور الخامس الذي جاء مع دبابات الاحتلال وعليها، وجعلتهم لا يعرفون كيف يعالجون الموقف بغير الدعوات والمطالبات والمناشدات، ويبدو أن هذه كانت نتيجة لم يتوقعوها أبداً.