DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ماجد بن عبد الله السحيمي

ماجد بن عبد الله السحيمي

ماجد بن عبد الله السحيمي
ماجد بن عبد الله السحيمي
أخبار متعلقة
 
نَمُر في حياتنا بتجارب عديدة ومختلفة قد ننجح في بعضها وقد نفشل في البعض الآخر وقد نعيد الكرّة فننجح وقد نعيدها ونفشل أيضاً, وقد يكون الفشل نتيجة قصور أو ضعف أو خلل ما بنا أو نتيجةً لظروف خارجة عن إرادتنا, ولكن ماذا إن كانت التجربة تتعلق بما تبقى لنا من العمر؟ وبما تبقى لنا من الحياة؟ أعني هنا تجربة الشراكة في الحياة التي لا يكون هدفها ربحا أو مصلحة ماديّة بل ترتكز على مودة ورحمة كما قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) ألا وهي تجربة الزواج والترابط الأبدي, هذه التجربة التي نحسب لها ألف حساب لخوض غمارها فإن نجحت فهذا ما تمنيناه وإن فشلت فهنا نعيد حساباتنا كثيراً. الزواج مشروع كأي مشروع له مقومات معرضة للنجاح والفشل, فأما النجاح فكلنا رابحون أما الفشل فهو لا يقبل القسمة بالمساواة وذلك بأمر المجتمع (في الغالب). لماذا يقسو المجتمع غالبا على المطلقة سواء كانت مخطئة أم محقة, قد يكون الخطأ من الزوج أو الزوجة وقد يكون الخطأ مشتركا أو عاملا خارجيا فيكون الطلاق حلاً إن كان الاستمرار ليس مجديا كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (أبغض الحلال عند الله الطلاق) فوصفه بالحلال ولكنه أبغض ما يكون عند الله, ولكن في النهاية الزوجة هي غالبا من يدفع الثمن وتنالها قسوة المجتمع بغض النظر إن كانت مخطئة أم لا, أما المطلق فيكون في كثير من الأحيان أوفر حظا وقبولا لخوض تجربة أخرى, وحتى أكون منصفا فقد ينال الرجل بعض القسوة من المجتمع ولكنها أخف من قسوته على المرأة, فكم من زوجة ارتبطت بزوج تبدلت أحواله وانقلب مزاجه حتى أصبح لا يُطاق للعشرة الزوجية فيحكم عليها في كثير من الأحيان بالفشل وقد لا تكون لها الحظوظ الوافرة لتجربة أخرى والعكس صحيح فكم من زوجة ارتبطت برجل صالح لبّى كل احتياجاتها ووفر لها كل ما تريد فجعلته آخر اهتماماتها وفي أسفل قائمتها وقدّمت كل رغباتها عليه, أما إن كان في الموضوع أطفال معلقون فالمسألة أكثر خطرا وتعقيدا, وأنا لا أحمل الرجل الخطأ دوما فالخطأ وارد من كلا الطرفين ولكن المسألة بالنسبة للرجل في الحالتين أخفّ وطئا وأوفر حظاً لخوض تجربة أخرى. لماذا يقسو المجتمع على المطلّقة ويجبرها أحيانا لترضى بتجربة أخرى تتنازل فيها عن أكثر من نصف أحلامها؟ مقابل النجاة من لسان المجتمع الحارق, لماذا يشار لها أحياناً بأنها عنصر فاشل وكأن فشلها في الزواج أشبه بفشل في حياتها بأكملها, فكم من مطلّقة خاضت تجربة أخرى وأصبحت مضربا للمثل وأنموذجا يحتذى به وأخرج الله منها ذرية صالحة, وكم من مطلّق أعاد الكرّة وصاحبته السعادة وتبدل الحال, أليس هذا واقعا؟ فهناك من هن بأعمار الزهور لم يحالفهن النجاح ومن حقهن أن يعدن الكرّة فالنجاح ليس صعباً خاصة إن وفقن برجال صالحين متعقلين والحال كذلك للرجال, وهذا دور توعية المجتمع عن طريق أفراده مع بعضهم البعض وأيضا عن طريق وسائل الإعلام والبرامج المعنيّة بالأسرة والجهات الأكاديمية والمساجد وغيرها. وفي الختام أوجه رسالتي لإخواني وأخواتي الذين لم يُكتب لهم النجاح في أول تجربة وأقول لهم إن الحياة تجارب فإن لم تصب الأولى بإذن الله ستصب الثانية والثالثة وليصبروا ويحتسبوا الأجر فالله جواد كريم والأمل موجود وقبل ذلك التوكل على الله وتذكروا قوله تعالى (الطيبون للطيبات) فالطيبون كثر والطيبات كثر ولله الحمد, كما أوجه رسالتي إلى أفراد المجتمع الذين حَكَم بعضهم على المطلّق أو المطلّقة بالفشل في (نظرهم) وأقول لهم كم من (فاشل) و(فاشلة) أصبحوا مدارس للنجاح, وأعتذر لإخواني الرجال حينما عنونت مقالي بخطاب موجه للنساء ليس تقليلاً من شأنهم فهم يستحقون الكثير من الاحترام ولكن كما ذكرت لأن الرجال أوفر حظا في الغالب, ولإخواني كل الحب والتقدير والتمنيات بالتوفيق لحياة سعيدة يملؤها الأمل والتفاؤل وكذلك أتمناه لأخواتي.. فهل لهنّ في الحياة نصيب؟ وأسأل الله لكم ولنا التوفيق والسداد. [email protected]