تمد الحكومة اليمنية يد السلام للمتمردين الحوثيين، لكنهم يتمادون ويصرون على استمرارهم في شق الصف اليمني وحربهم المستمرة ضد اليمن. وقد تمادوا بأن تسللوا إلى جنوب المملكة وانتهكوا السيادة وروعوا القرى الآمنة، لكنهم وجدوا الرد الرادع والجزاء العادل على يد جنودنا البواسل الذين لقنوا فلول المتسللين درساً بليغاً في الرد الحاسم الحازم.
وتقول الأنباء الواردة من اليمن : إن أفراداً من الحوثيين قد أدركوا الخديعة التي كانت تسوق بينهم، وعلموا أن حركة التمرد الحوثي ليست سوى هندسة خارجية يقصد بها تفتيت اليمن إلى كيانات صغيرة متعادية متحاربة، بحيث يصبح اليمن صومالا آخر وملاذا للمجموعات الإرهابية والمجموعات الخارجة عن القانون والمجموعات المأجورة التي تحركها طهران لمحاربة الأمة العربية ونشر السوء والفساد والفرقة والفتن في صفوف الأمة.
وبالضربات التي تلقاها المتمردون من القوات السعودية الباسلة، وبالضغط العسكري من جانب القوات الشرعية الوطنية في اليمن يدرك الحوثيون أنهم قد باعوا أنفسهم للشيطان، وسيدركون أنهم ليسوا سوى تروس صغيرة في آلة حرب ضخمة تديرها إيران في أطراف الوطن العربي لتفتيت الوطن العربي وإضعاف قواه الحية، وبالتالي تقدم طهران مساعدة مثلى لإسرائيل كي تستمر في احتلالها فلسطين وتستمر في غرورها وتكريس تهويدها القدس وأرض فلسطين.
فالمستفيد الوحيد من أعمال العربدة الإيرانية في الوطن العربي هو إسرائيل وحدها، على الرغم من أن طهران تزعم أنها تعادي إسرائيل وترفع شعار الموت لأمريكا ولإسرائيل وهو الشعار الذي يردده الحوثيون دائماً وأثناء تسللهم إلى أراضي المملكة.
ولكن شعار العداء الإيراني لأمريكا والعداء لإسرائيل لا يثمر سوى عن تحالف عملي مع إسرائيل وتعاون مع أمريكا وعدوان حوثي على المملكة ونشر الفتن في العراق ومصر وبلدان المغرب العربي.
ونتائج شعار العداء لأمريكا هي دائماً خدمات متبادلة بين أمريكا وإسرائيل وطهران.
وكان يجب أن يعرف الحوثيون والعرب وكل الذين يعملون في الرعاية الإيرانية سواء جهلوا أو تجاهلوا أن طهران لا يهمها سوى مصالحها القومية الشعوبية، وقد تحالفت مع واشنطن وتل أبيب لتقسيم المغانم ومحاربة الولاء العربي في العراق، على الرغم من أن إعلام طهران يستمر في نفس الوقت في رفع شعار العداء لأمريكا وإسرائيل لمزيد من الخديعة والتغرير بالمواطنين العرب، وهنا يتضح أن الشعار الإيراني ليس سوى تغطية على التحالفات الإيرانية الإسرائيلية غير المكتوبة لزعزعة الوطن العربي والتعاون الإيراني الأمريكي على أوسع نطاق في العراق.
