الحج أيام معدودات شرعها الله لعبادته وطاعته والاستغفار والتقرب إليه بالأعمال الصالحة.
ومع ذلك تحاول قوى حزبية سياسية مصادرة شعائر الحج وتحويل أيام الحج إلى أيام للشعارات السياسية والغايات الدنيوية والمصالح الحزبية وبث الفرقة والخلاف والتنابز وترديد الشعارات الخطابية التي تشغل الحجاج عن أداء نسكهم.. وهذا اكبر العبث وضلال مبين وتطاول على الله، وعصيان لتعليمات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحرمان للحجاج من أن يتقربوا إلى الله بالدعاء والاستغفار وطلب رحمة الله وجنتـه.
ولكن للبيت حماته ولمناسك الحج وطمأنينة الحجاج حراسها، فقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بجلاء أن المملكة لا تجامل في مسألة أمن الحجاج ومناسك الحج.
وأمن الحج والحجاج ليس مجالاً للمساومة وليس له خيارات سوى الطمأنينة للحجاج وتوفير كافة الخدمات كي يؤدي ضيوف الرحمن فرصة العمر بكل راحة وطمأنينة وأمن.
ومن غير المقبول لا عقلاً ولا شرعاً أن يتحول الحج إلى سوق سياسية والترويج للخطابات الحزبية، وسبب للفرقة والفتن والتناظر والتنابز بين المسلمين.
وإذا ما التزم الحجاج بالمناسك التي شرعها الله وأداها الرسول (صلى الله عليـه وسلم) وصحابته (رضي الله عنهم)، فإن الحج سوف يكون رابط محبة وإخاء بين المسلمين فوق أنه مناسبة للتعبد وطلب المغفرة بمناسك محددة ولم يحد عنها صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا تابعوهم.
ولا نفهم لماذا يخترع من يدعون التنسك، والحرص على الإسلام والمسلمين، بدعاً يودون بها شغل الحاج بأمور الدنيا عن الآخرة ويضيعون عليه فرصة طلب المغفرة والتقرب إلى الله في مناسبة قد لا تتكرر في الحياة.
الحج ليس منتدى سياسياً ولا مؤتمراً حزبياً، ولكنه مناسبة تعبدية شرعها الله مرة واحدة في العمر. ودعا الله المسلمين وأمرهم في كتابه الكريم إلى التفرغ لطلب المغفرة والرحمة والعفو من ربهم العلي العظيم.
وكان يتعين على هؤلاء الذين يدعون الحرص على الإسلام والمسلمين، أن يحثوا الحجاج على أداء النسك بطمأنينة وسلام وسكينة وأن يكثروا من الاستغفار ومحبة الخير والتسامح بين المسلمين والناس.
وعلى الحجاج أن يرفضوا أية دعوات ضالة تحاول التغرير بهم وخداعهم لتحويلهم إلى أبواق سياسية لغاياتها وأهدافها. وأن يتقيدوا بما جاء في كتاب الله وبما أمرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في اتباعه، كي يحظوا بتمام الحج وصفاء القلب ومغفرة ورحمة الله الواسعة.
