الدكتور محمد الدسوقي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة قال : إنه لا يجوز شرعاً رفع أية شعارات أو دعاوى سياسية أثناء موسم الحج لأن هذه الأعمال التي تخرج الناس عن الانشغال بعبادتهم إلي أمور من شأنها تزرع البغضاء والكراهية بين المسلمين فضلاً عن أن هذه الأعمال التي تتنافى مع آداب وأخلاق الإسلام في أداء عبادة الحج وفي الحرمين الشريفين محرمة من قبل الله سبحانه وتعالى بنص القرآن الكريم يقول الله تعالى « {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[المائدة:2]
أضاف الدكتور دسوقي قائلاً: إن الحج عبادة خالصة ومؤتمر عام يضم الحجاج من كل الأقطار الإسلامية الذين جاءوا قاصدين البيت الحرام ليفوزوا برضوان الله عز وجل ويؤكدون وحدة المسلمين في مقصدهم وتوجههم إلى الله تعالى.
وقال: إنه يجب لحجاج إيران ألا يلتفتوا إلى مثل هذه التوجيهات وأن يلتزموا بآداب الإسلام أثناء تواجدهم في أرض الحرمين الشريفين المقدسة مؤكداً أن القيام برفع أية شعارات سياسية أثناء موسم الحج أمر يغضب أي عاقل لأنه يظهر المسلمين بمظهر لا يتناسب مع كرامة الإنسان ويجعل الناس من غير المسلمين ينفرون من الإسلام ويجعل المسلمين في بغضاء وكراهية بعضهم لبعض فضلاً عن أن هذه التصرفات تتنافى مع كرم الضيافة التي تقوم به المملكة لحجاج بيت الله الحرام والخدمات الكثيرة التي يتلقاها الحجاج منذ دخولهم أرض المملكة، فهذه التصرفات غير المسئولة تثير الشحناء والبغضاء بين المسلمين وتعد هذه التصرفات خروجاً عن الإسلام وتعاليمه.
صيانة الشرع
أما الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة فيؤكد أنه لا يجوز شرعاً رفع أية شعارات سياسية أو أية أعمال غير صالحة تخرج هذه القيادة الطيبة من منهجها لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي شرع الحج وصانه من كل ما يبعده عما يخالطه من جلال ورهبة وخشوع ورغبة وخضوع وخشية فمنع المسلم أن يرفع صوته بجدال أو صياح أو يشهر في وجه أخيه سيفاً أو يروع مسلماً فضلاً عن الرفث والفسوق.
وتابع قائلاً: ومن الفسوق سباب المسلم ومن الفسوق أيضاً حمل الأنباء الكاذبة ومن الفسوق الخروج عن أوامر الله تعالى وغير ذلك.
مصالح شخصية
من جانبه يقول الداعية الإسلامي الشيخ رضا طعيمة عضو المجمع العلمي المصري لبحوث القرآن والسنة: إن من أخطر الأشياء التي أدخلت على الإسلام أن يتخذه البعض كشعار لتحقيق مكاسب شخصية وبالتالي فإن تسييس الإسلام لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية أو إقليمية أمر مرفوض شرعاً ويتنافى مع أخلاق ومبادئ الإسلام الحنيف.
أضاف الشيخ طعيمة قائلاً: إنه لا يجوز شرعاً أن نحول شعائر الحج وهو عبادة سامية إلى شعارات سياسية من أجل صناديق الانتخابات في إيران.
ونصح الشيخ طعيمة الحجاج الإيرانيين الذين يذهبون لأداء مناسك الحج ألا يحولوا المكان المقدس من طاعة لله إلى طاعة لحاكم بأمره والقيام بأعمال تتنافى مع أحكام ومبادئ وأخلاق الإسلام، لإرضاء هذا الحاكم الذي يريد من وراء ذلك صرف أنظار الناس عما يحدث في بلده من فساد وقمع وإذلال لشعبه وتحويل موسم الحج إلى مهاترات تحدث في الأرض المقدسة ليفسد على الحجاج عبادتهم وحجهم.
عبادة خالصة
أما الدكتور أسامة السيد عبد السميع أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون فإنه أكد أن الحج عبادة خالصة لله فيجب أن يوطن الحجاج أنفسهم على طاعة الله سبحانه وتعالى وليس لطاعة أحد سواه، فالله أمرنا أن نتأدب في أداء العبادات بآداب تتناسب مع الموقف والحال الذي عليه المؤمن أثناء أداء عبادته لله عز وجل.
وتابع الدكتور أسامة قائلاً :إنه لا يجوز شرعاً تسييس الحج لتحقيق منافع و مكاسب دنيوية مشيراً إلى أن حفظ الجو الإيماني الذي يسود الحج من أهم الآداب التي حث عليها الإسلام فلا ينبغي لأحد أن يعتدي عليها.
