DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
من سوء حظ المسلمين، أن من بينهم من يهوى الصيد في الماء العكر، ومن سوء حظ الأمة، أن هناك من ينتسبون لهذا الدين الحنيف، أو المحسوبين عليه، وبدلاً من أن يحاولوا بذل الجهود المخلصة لتجميع الأمة ووحدتها، إلا أنهم يخطئون كثيراً في بعض دعاواهم ويفسدون التوجه لهذه الوحدة، عبر استغلال المناسبات الدينية العظمى في خدمة توجهات وأجندات ضيقة، داخلياً وإقليمياً.. سياسياً ودينياً. مناسبة عظيمة، مثل فريضة الحج، لا تحتمل العبث أو المس بروحانياتها، لأنها عبادة خالصة لله ـ عز وجل ـ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج بأمرٍ من الله.. ومثل هذا المشهد العظيم الذي يكون فيه المسلمون أمة واحدة، في مكان واحد، وفي توقيت واحد، تتلاشى فيه الفروق بين الغني والفقير، ولا حاكم ولا محكوم.. الجميع أمام الله سواء، على صعيدٍ واحد، وبلباسٍ واحد، وبنداءٍ واحد.. لا يجب أبداً أن يكون محل جدال أو نزاع أو حتى مساومة.. وبالتالي فإن محاولة إقحام الأجندات السياسية في مثل هذا المؤتمر الإسلامي العالمي السنوي، وزج هذه العبادة في الخلافات والتناحر الدائر هنا وهناك، غير مقبول وغير مبرر، إضافة إلى أن مثل هذه الدعوات تتناقض جوهرياً مع فريضة الحج التي هي عبادة خالصة لله الواحد القهار وهي ركن من أركان الإسلام، وليست وسيلة لتحصيل مكاسب سياسية دنيوية. إن هذا ليس رأينا وحدنا، لكنه رأي وإجماع علماء الأمة من شرق العالم إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، والذين يفنّدون هذه الأباطيل والدعوات التي لا طائل منها، ويرون فيها ضربة قوية لوحدة الأمة في الصميم وتشتيتا لشتاتها وزيادة في فرقتها. ومع إيماننا ـ كما قال بعض العلماء ـ بأن الاهتمام بالشأن السياسي وساسة الأمور أمر مطلوب، لكنه ليس في الحج، لا زماناً ولا مكاناً، لأن الحج عبادة خالصة لله يجب أن تبقى بعيدة عن ألاعيب وحيل وفذلكات السياسة والسياسيين خاصة في ظل ما تعيشه الأمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، وأن الحرص على النقاء في العقيدة، والصفاء في أداء مناسكها دون إحداثٍ أو تحويرٍ أو تضليل، هو الواجب شرعاً وأخلاقاً. وأن الامتثال لحكمة الإحرام تستوجب تحريم كل ما يشغل عن العبادة الصحيحة، أو الانشغال بمتاع الدنيا وهمومها ومشاكلها وفي مقدمتها السياسية. على كل مسلم حريص على إسلامه، مشغول باتباع أصول دينه، أن لا يلتفت لمثل هذه الدعوات، وأن يرد عليها منطلقاً من أصول الدين الحنيف، التي تقول «لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج».. وهذا وحده يكفي!