DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على تقرير القاضي ريتشارد جولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وإجازته بأغلبية (25/6/11) أوضح أن العالم لا يزال يملك بعضاً من الضمير، بينما هناك في المقابل دول تغمض أعينها عما تفعله إسرائيل من جرائم، ودائما تكون الذريعة جاهزة وهي «حقها في الدفاع عن النفس».. أما الآخرون فلا حقوق لهم تذكر.. وكأننا أمام ازدواجية مأساوية للمعايير، تجعل من الضحية قاتلاً، وتجعل من القاتل مدافعاً عن نفسه. المشكلة المزمنة أمامنا كعرب هي ماذا بعد التقرير؟ وهل سيتم الاكتفاء بالتصويت، الذي يبدو أنه كفّر عما تخذ سابقاً من تأجيله؟ الغموض هو سيّد الموقف حالياً، خاصة وأنه لا يخفى على أحد، أن ملابساته أفرزت حقائق عديدة، أولها، أن الولايات المتحدة كمثال، وهي راعية السلام في المنطقة، لا تزال إسرائيلية الهوى بشكل شبه مطلق، ما يضرب مصداقيتها في العملية السلمية بعنف، وثانيها، أننا كعرب، فشلنا في الاحتفاظ بدول أفريقية وآسيوية كانت تحسب تاريخياً مع الموقف العربي والحق الفلسطيني، لذا رأينا بعضاً منها يصوت إما ضد التقرير أو يمتنع عن التصويت.. وثالثها وهو الأهم، أن الدولة العبرية وجدت نفسها لأول مرّة وجدت نفسها مهددة بسيف محكمة الجنايات الدولية، وهو ما لا ينبغي تفويته كفرصة. محللون كثر، تحدثوا عن قيمة الفرصة واللحظة في العمل السياسي وهي ما قيل إن السلطة الفلسطينية ضيعتها عند مناقشة التقرير لأول مرة وطلبها التأجيل، وآخرون تحدثوا عن الهجرة من التاريخ إلى الجغرافيا، في إدانة لغياب العرب وانشغالهم عما يجمعهم، بما يؤطر قطريتهم، وهنا الخطورة، في أن نهاجر جميعاً وراء التقرير، وننساق لمجرد التصويت عليه، وكأننا أنجزنا شيئاً، فيما الضغوط ستزداد وكما جرى في كواليس المجلس، من طلبات أوروبية أمريكية وبريطانية وفرنسية تحديداً، دون أن تعطي العرب أي مقابل. إسرائيل في مأزق، نعم، لكننا في مأزق أكثر، إذ الخوف من أن يكون التقرير سيتعرض للتفخيخ، بعد أن تعرض للتسويف، والتفخيخ هنا يكون في تجريده من المأمول منه، وهو أن تفهم الدولة العبرية أنها يمكن أن تلاحق دولياً بجرائم حرب، وأن يكون نقله لمجلس الأمن مجرد محطة تنتهي بعد أيام أو أسابيع، لتصطدم بالفيتو ـ أياً كان ـ والخوف الأكثر أن ندفع نحن ثمن تفخيخ التقرير عبر إنهائه مقابل وقف الاستيطان مؤقتا كحل وسط، وبالتالي يندثر بعد أن فجّر علاقات الفصائل الفلسطينية، لنخسر مرتين، مرة دماء وأرواح الضحايا، ومرة عندما يكون بلا ثمن.