DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د سليمان جازع الشمري

د سليمان جازع الشمري

د سليمان جازع الشمري
أخبار متعلقة
 
تحدثت في المقالة السابقة عن أهمية الفلسفة ، وضرورة زيارة هذا الحقل المغيب عن مناهجنا التعليمية ، فقطف بعض المفاهيم التي لم تنته صلاحيتها من هذا الحقل لهو شيء ممتاز ، فهناك عقول شابة قد بدأت قبل سنوات قليلة بالتحدث بصوت مرتفع مشيدين بدور الفلسفة وحاملين عدة قضايا وتساؤلات ترجموها إلى محاضرات قدموها في حلقة أقاموها في نادي الرياض الأدبي وعددهم عشرة أشخاص، وتعقد الحلقة كل أسبوعين. وفي ضوء ذلك فقد بدأت بعمل دراسة عن كيفية تناول الصحف السعودية لموضوع الفلسفة وذلك من خلال تحليل بعض المقالات التي نشرت في الصحف السعودية للإجابة على الأسئلة التالية : س1: هل الجنس ألذكوري هو الغالب في الحديث عن الفلسفة ؟ س2: من أي زاوية تم التطرق أكثر لمفهوم الفلسفة؟ س3:هل الأسلوب الحماسي هو السائد أم الهادي عند تناول مفهوم الفلسفة؟ س4:هل هناك ذكر لأسماء أشخاص أو جهات تعادي الفلسفة في السعودية؟ س5:هل هناك ذكر لأسماء أشخاص تناصر وتدعم الطرح الفلسفي في السعودية؟ س6:هل لمفردة الحرية أي تواجد في المقالات ؟ س7:هل هناك نقد في الصحافة وجه لمن تحدث عن الفلسفة في السعودية؟ س8: كيف كان التعامل مع قضية الابداع؟ وللإجابة على السؤال الأول في هذه المقالة، فقد بينت الدراسة أن جميع المقالات التي خضعت للدراسة تخص الذكور دون الإناث ولم يقع في يد الباحث أي نص لامرأة سعودية تطالب وتتحدث عن أهمية الفلسفة وفي ضوء ذلك لا يمكن تعميم النتائج لأن جمع المادة العلمية تم من خلال» ألنت» ، وقد يرجع سبب غيابهن عن التعاطي أو الانشغال في عالم الفلسفة، كما يحدث على الساحة الفلسفية العالمية من انكماش لوجود المرأة التي تكاد تخلو من وجود فيلسوفات عدا مجموعة في العهد اليوناني وأشهرهن اسبازيا التي توفيت عام 401 ق.م ويقال: إن سقراط قال بأنها هي التي علمته فن البيان، ولكن كان أثرهن محدودا في نقل الفلاسفة أو المشتغلين في حقل الفلسفة عنهن، إلا أن اليوم هناك باحثات عالميات يشتغلن في هذا الحقل ولكنهن لم يصلن إلى درجة أن يطلق عليهن مسمى فيلسوفات، ولم يكن السبب واضحاً وجلياً وراء غياب المرأة في منافسة الرجل على تحقيق لقب فيلسوفة. هناك ملاحظة عابرة وهو وجود قوة اللحمة عند بعض المشتغلين في حقل المعرفة أو بالأصح الفلسفة التي قد تعميهم عن الموضوعية ويتم تبادل المسميات بمنح ألقاب فيما بينهم كمفكر وفيلسوف ، وهذا ليس تقليلا من ثقافتهم المعرفية أو نوعا من الحسد ، فمن يملك قوة الحب لن يعرف الحسد أبدا، لأني أرى أن كلمتي مفكر وفيلسوف من العيار الثقيل لا يستحقهما إلا من أفضت قريحته عن شيء من المفاهيم الجديدة ، أو أبطل مفعول مفاهيم سابقة، ففهم المفاهيم شيء والصراع معها شيء آخر . ولكن لا يمكن بخس مقدرتهم المعرفية أو التقليل من شأنهم ، وتعاملهم الجيد مع المفاهيم ، وإلا لأصبح كل أستاذ في قسم الفلسفة في العالم فيلسوفا, أو من ألف كتبا عن الفلسفة أيضا. فوقتنا الحاضر وقت صراع وولادة مفاهيم جديدة لا حفظ انجازات فلاسفة سابقين .الشيء الجميل عند الإنسان الذي يحمل فكرا متقدا قابلا أن يصبح مفكرا أو فيلسوفا هو مقدرته على الاستبصار أي استشراف المستقبل. والشيء الجميل في هذا الوقت أن زمن المثقف النخبوي الذي يفكر عن الجماهير قد ولى, وان الجماهير قد خرجت من جلباب المثقف النخبوي ،وأصبح بمقدرة الفرد الفاعل أن يصبح مبدعا أو فيلسوفا ، ولكن تدخله القوي في مجال الشأن العام قد ذهب مع الريح.