DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بعض أشجار الحزام الأخضر.. تقترب من الذبول

الأشجار.. تموت واقفة، نحن نتفرج!

بعض أشجار الحزام الأخضر.. تقترب من الذبول
بعض أشجار الحزام الأخضر.. تقترب من الذبول
بفكرة رائدة وبسواعد وطنية احسائية مخلصة ودعم حكومي سخي وعزيمة رجال هزمت الخطر الأصفر المتحرك الذي كان يهدد جزءا كبيراً من سكان الاحساء، عندما حول هؤلاء الرجال الصحراء الجرداء إلى غابة خضراء بعد أن كانت أرضا واسعة تكسوها الكثبان الرملية المتحركة والتي تزحف بخطورة بالغة نحو أكثر من 20 قرية متجاورة ، وجاء هذا التحول الكبير قبل 37 عاما وبالتحديد في عام 1382هـ ، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز «رحمه الله» ، وذلك من خلال مشروع عملاق وتجربة إنسانية فريدة عنوانها الإرادة تحت مسمى مشروع حجز الرمال، والذي استطاع كبح جماح الطبيعة وحماية القرى والرقعة الزراعية من الطمر والاندثار عندما تمت زراعة أكثر من 7 ملايين شجرة على شكل مصدات تمنع زحف الرمال ونجح المشروع وأدى هدفه الأساسي بل ساهم بشكل عام في الحفاظ على الرقعة الزراعية بالأحساء، ولكن في عام 1984م. تم تحويل المشروع إلى مسمى منتزه الأحساء الوطني، وأهمل المشروع كمشروع مصدات وبالتالي انحرف عن هدفه الأساسي. « اليوم» تفتح الملف وتطرح السؤال الأهم هل توقف زحف الرمال وزال الخطر؟ فبعض المختصين أكدوا أن تلك الرمال الزاحفة خطر صامت وستعود المشكلة من جديد خلال الثلاثين عاما المقبلة ولكن بشكل أكبر وأقوى قبل انطلاق المشروع. وفى المقابل استطلعنا رأي الجمهور والمسؤولين الذين سلطوا الضوء على الموضوع من زواياه المختلفة وتباينت آراؤهم لكنهم اتفقوا جميعا على أنه مشروع جبار هزم الرياح الشمالية التي تحرك تلك الكثبان الرملية العملاقة وسجل الوطن تجربة ناجحة تعتبر نموذجا عالميا. نقلة نوعية فى البداية أكد عمدة العمران عبدالهادي بن عبد المحسن العيسى العلي أن مشروع حجز الرمال من المشاريع العالمية العملاقة وتجربة فريدة وله ارتباط كبير بالعمران وأهلها ويمثل لهم نقلة نوعية وأصبح جزءا من تاريخهم ، واصفا المشروع بأنه مشروع الخير لأهالي العمران، ويجب المحافظة عليه واستمراره كمشروع قضى على المعاناة الصعبة التي عانى منها أهالي العمران فترات طويلة من الزمن، مشيرا إلى أن بدايات مشروع حجز الرمال كانت حوالي عام 1382 هـ بغرض صد زحف الرمال على بيوت وممتلكات الأهالي وإتلافها، وتم صدور المرسوم السامي بالتنفيذ ثم الشروع في تنفيذ المشروع على امتداد 22 كلم تقريباً بعد دراسة مستفيضة ليعرف بعدها بمشروع حجز سَفْيِ الرمال والذي عدَّل اسمه ليصبح مشروع حجز الرمال، ثم تحول بمرور السنين إلى متنزه بات يعرف بمتنزه الأحساء الوطني، مؤكدا أن والده «رحمه الله» كان همزة الوصل في المشروع بين إدارته والجهات الرسمية والمواطنين وكان يشرف عليه في بداياته مجموعة من خيرة الشباب منهم الحاج جواد ابن الشيخ عمران العلي يرحمه الله، والحاج محمد باقر العلي، والحاج محمد بن عبد المحسن العيسى العلي والحاج أحمد بن سلمان العوفي والحاج علي المريحل وآخرون، ، وكان مدير المشروع حينها المهندس المصري عز الدين رشاد والذي كانت تربطه بوالدنا علاقة وثيقة وذكر عمدة العمران خلال حديثه ان عدد العاملين في المشروع من أهل الأحساء قارب 400 شخص عملوا بجد وإخلاص خدمة لبلدهم ووطنهم فجزاهم الله عن الوطن والمواطنين خيراً. خطر قائم واعرب سيد حسن صالح العلي عن أسفه بسبب تحويل مشروع حجز الرمال إلى متنزه وطني بالرغم من أن خطر الرمال المتحركة مازال قائما على اعتبار أن الرمال المتحركة ظاهرة طبيعية لا يمكن إيقافها وعلى ضوء ذلك يوجه العلي تساؤلاته لوزير الزراعة : هل الرمال توقفت عن الحركة .. وهل بإمكان الوزارة تحويل متنزه الأحساء الوطني إلى مشروع حجز الرمال في حال ظهور بوادر تحرك الرمال. تغيير المسمى ويرى نائب رئيس خيرية العمران المهندس عبدالله بن عبد المحسن الشايب أن التغيير في مسمى المشروع احدث شيئا من التغيير أيضا في التعاطي مع المشروع ان على مستوى أبناء المدينة أو على مستوى الدوائر المسؤولة، فعلى مستوى أبناء المنطقة ربما تسبب هذا التغيير في التسمية في تسلل قناعة لدى وعي الناس بأن خطر الرمال الزاحفة والتي كانت سببا لقيام هذا المشروع زال الى الأبد وتم تجاوز معاودة خطره في قادم الأيام, مشيرا إلى أن ذلك خلاف ما تمخض عن بعض الدراسات في هذا الجانب والتي تنبئ عن أن هذا الخطر مازال قائما حسب الدورة الزمنية للرمال الزاحفة ومعطيات تحركاتها، خطة العمل وأكد الشايب ان تأثير تغيير مسمى المتنزه على مستوى الدوائر المسؤولة عن المشروع له انعكاسه على خطة العمل الآنية والمستقبلية الاستراتيجية في التعامل مع المشروع، فبدلا من وضع خطط العمل والتطوير للمشروع على خلفية الهدف الأساسي لإنشائه وهو حماية البلدات المجاورة من زحف الرمال وعمل الدراسات المتخصصة اللازمة لاستمرار تحقق الهدف والمحافظة عليه ومحاولة حل المشكلات المستقبلية قبل حدوثها, ربما ينصرف المسؤول وبوحى من التسمية والهدف الجديد للمشروع إلى الجانب الترفيهي كونه مشروعا لمتنزه وطني وما يستتبع ذلك من تراخ في الانجاز والخطط وهذا ما هو ملموس في الآونة الأخيرة حسب تقدير كثير من المتابعين من أبناء المنطقة، لكن الشايب استدرك في حديثه على أنه لا يوجد تعارض بين أن يؤدى مشروع حجز الرمال دوره الأساسي وهو حماية بلدات العمران من الرمال الزاحفة وبين أن يكون متنزها وطنيا يستفيد منه أبناء المنطقة لقضاء وقت فراغهم بين الماء والخضرة وذلك من خلال العمل المتوازن الذي يحافظ على الهدف ويستثمر المشروع. وذلك من خلال تخصيص الميزانيات والخطط الطموحة لتطويره وتنمية مستوى خدماته. ولكن ما يخشاه أبناء المنطقة هو أن يهمل الهدف الأساسي من إنشاء المشروع الحيوى وفى ذات الوقت تكون الاستفادة منه كمتنزه في اضيق الحدود. رمال متحركة وأوضح علي العباد أن الرمال المتحركة طمرت بعض الآثار التي كانت موجودة قديما من بينها بئر كويكب التي تقع في جواثا وتتكون كويكب من بئرين شرقية وغربية، فالشرقية كانت زراعية ويشرب منها أهل المقدام والغربية الكلابية، كما كانت توجد عين تسمى بنت أم قنيص ويوجد بها آثار العثمانيين الأتراك ويوجد قصر من أيام الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وكان سكنا للجنود ومع الزمن المياه انخفضت بسبب زحف الرمال التي غطت عليها وكويكب الغربية كانت زراعية يستفاد منها وكانت سابقاً سيحا وغطت الرمال البئر بعد أن زحفت عليها وجاء مشروع زحف الرمال وغطى البئر بالطين وزرع عليه شجر أوقفت زحف الرمل منذ زمن توقفت البئر وتبعد بحدود 500 متر عن الكثبان الرملية شمال الكلابية. الحزام الطبيعي أما عباس علي الجزيري فأكد أن المصدات الطبيعية لا تزال قائمة لكن أصابها الإهمال كثيرا وتركت تواجه مصيرها بعد تجاهل ري الحزام الطبيعي الأخضر مما ادى لموت أشجار الإثل والسلم « واقفة « وطالب المسؤولين بتجديد تلك المصدات بزراعة أشجار مناسبة بديلة، مشيرا إلى أن ما يزرع الآن في المتنزه يتركز بشكل كبير على الأشجار ذات الخضرة المزهرة التى لا تقوم بعمل المصدات وعلى إدارة المتنزه أن يكون عملها متزاوجا بين المشروع الأساسى والمتنزه. سواعد البواسل بينما يقول صادق راضي العلي : نفخر جميعا بهذه المنطقة التي ما كان لها هذه العراقة لولا سواعد أهلها البواسل الذين نقلوها إلى مصاف المدن المهمة باعتبارها أكبر واحة زراعية على مستوى العالم منذ ما يقارب النصف قرن تقريباً، وأنموذجنا في ذلك المشروع الكبير مشروع حجز الرمال الذي جاء بلفتة كريمة من المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، هذا المشروع الذي أوقف الرعب عن الأهالي الذي أوقف انتشار الأتربة والعمل على إنجاح الحركة الزراعية وانتشارها في مجمل مناطق الأحساء ، ونظراً لذلك فإن هذا المشروع مع ما له من مهام ومسؤوليات في الحفاظ على مستوى الزراعة والتخفيف من الرمال الزاحفة إليها والحد من خطورتها على الزراعة والمواطنين الأحسائيين على المدى البعيد من خلال التشجير وعمل السياج الذي يمنع استمرار الأتربة ، لذلك فإنه يتحتم على الجهة المعنية بمتابعة مشروع حجز الرمال أن تحافظ على الغرض الأساسي الذي أُنشئ من أجله المشروع وعدم صرف النظر إلى أمور أخرى من مهامها إضعاف المشروع فيما لو تم إهمال التشجير وإزالة السياج المحمي الذي يعمل على إيقاف الرمال الزاحفة. مئات الرجال ويتذكر الحاج محمد صالح بوعبيد وهو أحد السواعد العمالية التي شاركت بعرقها في إنشاء المشروع المراحل التي مر بها المشروع وقال : تربطني بهذا المشروع ذكريات جميلة وأصبح جزءا من حياتي حيث امضيت في العمل بين أشجاره وآباره أكثر من 40 عاما تدرجت من خلالها في أعمال يدوية مختلفة وعاصرت مديرين عديدين أشرفوا على المشروع الذي عمل فيه مئات الرجال من أبناء الأحساء وخصوصا العمران.

أخبار متعلقة