DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عادل بن أحمد يوسف الصالح

د. عادل بن أحمد يوسف الصالح

د. عادل بن أحمد يوسف الصالح
د. عادل بن أحمد يوسف الصالح
أخبار متعلقة
 
كل عام وأنتم بخير ! ... مر علينا أول عيد بعد ظهور أنفلونزا الخنازير بخير والحمد لله، ولعل المراقب للأحداث يشهد كم النداءات والفتاوى والنصائح الطبية التي خرجت من كل حدب وصوب قبل وأثناء العيد للتحذير من التقبيل والقبلات وحب الخشوم خلال فترة العيد خشية انتشار العدوى بفيروس «إتش1 إن1» المعروف بإنفلونزا الخنازير، وقبل أن استعرض هذه الدعوات لدي الكثير من التساؤلات لأصحاب هذه النداءات من جهة، وللعلماء وللمسئولين عن الصحة في بلداننا العربية من جهة أخرى، هل أتى العيد فجأة؟ ألم يكن أحد يعلم أن العيد يأتي في نهاية شهر رمضان؟ بالطبع فالجميع يعرفون أن العيد يأتي نهاية شهر رمضان، وبالتأكيد الجميع أيضا يعلمون أن عادات الشعوب العربية في التهنئة والتحية خلال العيد لا تخلو من التقبيل أو حب الخشوم أو العناق أو المصافحة، إذن فلما هذا التكالب على إصدار فتاوى وتحذيرات خلال اليومين الأخيرين قبل رمضان بل وحتى خلال العيد- باستثناء النداء المبكر نسبيا الذي وجهه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لشعبه قبل أسبوع من العيد- ، ولما لم يتم استغلال شهر رمضان كله للتحذير من هذا الأمر، حتى يكون الناس على أهبة الاستعداد ويكونوا على معرفة تامة بأن الأدلة العلمية أثبتت أن الفيروس ينتقل بين البشر بالرذاذ الصادر من الأنف أو الفم عن طريق «الكحة أو العطس»؛ و التقاء شخصين وتبادلهما السلام بالقبلات سواء بالخد أو الأنف سيؤدي حتما إلى انتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى الآخر السليم. تساؤل آخر، لما لم يكن هناك تنسيق موحد سواء من هيئة دينية أو صحية على المستوى العربي أو الخليجي أو الإسلامي فالملاحظ كل كان في جانب، الرئيس التونسي زين العابدين بن على الذي كان الأسرع في توجيه نداء لشعبه بتجنب التقبيل خلال العيد وذلك قبل نحو أسبوع من الاحتفال به، لأن الرجل يعرف جيدا عادات شعبه، حيث الإفراط في التقبيل عند تبادل التهاني خلال عيدي الفطر والأضحى، فالمعايدة في تونس تتم بتقبيل الآخر قبلتين اثنتين على الأقل أو أربع وقد يصل العدد إلى ست قبلات، ثم بعد دعوة الرئيس التونسي ظهرت دعوات وتحركات فردية في معظم الدول تدعو لتجنب التقبيل، وعلى الصعيد الديني لم تصدر فتاوى سوى من دار الإفتاء الأردنية أكدت فيها أن التقبيل «ليس مستحبا شرعا» ونصحت بتجنبه في العيد، إضافة إلى تعميم سابق من وزير الأوقاف العماني أهاب خلاله بأئمة الجوامع والمساجد عدم المصافحة بعد الانتهاء من أداء الفرائض في كل الصلوات، وعلى الصعيد الصحي حذرت وزارة الصحة في الإمارات السكان من اتباع عادة «التقبيل» و»السلام بالأنف» خلال عيد الفطر، وفي البحرين حذر وزير الصحة فيصل الحمر من عادة «التقبيل على الأنف»، وفي السعودية- وفي كثير من الدول العربية- لم يصدر نداء على نفس المستوى من وزارة الصحة، وإن صدرت نداءات على مستوى مناطقى، وكان النداء الوحيد الذي صدر من مؤسسة صحية بالسعودية بالأحساء، حيث أطلقت اللجنة الصحية التابعة للجنة التنمية المحلية الأهلية ببلدة المنصورة في محافظة الأحساء حملة لمنع تبادل القبلات بين الأهالي خلال أيام العيد الفطر، وتم توزيع النشرات التحذيرية والتوعوية تحت شعار»أخي العزيز لأني أحبك لا أريد أن أضرك «. ولكن أعيد وأكرر مع تقديري لكل هذه النداءات والدعوات إلا انها جاءت عشوائية لم يكن هناك تخطيط مسبق لإداراة الأمر بشكل جيد، لذا هناك نسبة ليست بالقليلة لم تصلها هذه النداءات ونسبة أيضا لا بأس بها ولم تستمع لها لأن الإلحاح والإقناع في محتوى الرسالة لم يكن بالشكل المطلوب، ولكن التساؤل الهام الآن هو ماذا بعد؟. ماذا بعد كل هذه التحذيرات ؟ هل ينتهي الأمر بانتهاء العيد؟ أم أن الأفضل أن نراجع كل عاداتنا وسلوكياتنا السلبية التي قد تتسبب في نقل الأمراض ونتخلى عنها إجمالا بصرف النظر عن التخوف من أنفلونزا الخنازير من عدمه. ختاما أوجه رسالة لكل أسرة، لقد أصبح هناك ضرورة ملحة لكل فرد أن يثقف نفسه وأسرته وأطفاله- دون تهوين أو تهويل- بمعلومات حول مرض أنفلونزا الخنازير وأعراضه وطرق الوقاية منه ولاسيما أننا مقبلون على العام الدراسي، جنبنا الله وإياكم كل الأمراض وسلم بلادنا وبلاد المسلمين منها. [email protected]