DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ليست هناك أمة في العالم، تتقن فن المصافحات والقبلات، قدر ما نتقن نحن العرب؟ وليست هناك شعوب يستغرق أفرادها مثل هذا الوقت في القبلات والسلامات والضرب على الأكتاف وتوزيع القبلات يميناً ويساراً، شمالاً وجنوباً، مثلما نفعل نحن، خاصة في المناسبات والأعياد وربما أيضاً في أي لقاء عابر بين اثنين في الشارع. في عاصمة عربية يكاد يتعطل المرور، لأن اثنين من قادة السيارات، انهالا بالقبلات وعبارات الترحيب، تاركين سيارتيهما في عرض الطريق دونما اعتبار لأي قانون مرور، وفي عاصمة أخرى، كنا نضحك على مشهد زعيم عربي، لا يفتأ يوزع قبلاته بالمجان، وفي شوارع عربية أخرى، تكاد تكون كل مشاعر الترحيب مخالفة تماماً لكل وضعنا السياسي والاجتماعي وانشقاقنا وتشتتنا في جميع الأصعدة.، وفي فضائيات عديدة في رمضان، كان الإعلان عن مشروب ما يشبه بدواء الكحّة، مرتبطا بتوارث الأجيال وما يعنيه من قبلات هي الأخرى! المصافحات هذه الأيام، أصبحت مشكلة، والقبلات صارت قنبلة موقوتة بفعل تحذيرات من مخاوف العدوى بفيروس اتش ون إي ون، للدرجة التي دفعت عواصم عربية للدعوة علناً لتجنب المصافحات والقبلات في العيد. وهو بالفعل ما جعل كثيرين يترددون ألف مرة في أي مصافحة، ويبسملون ويحوقلون وهم يبعدون وجوههم خوفاً وذعراً. السؤال الأهم: ـ هل نحن استفدنا فعلاً من معاني المصافحة وتبادل القبلات، وصفّينا قلوبنا حقيقة، تجاه من حولنا لتكون لمصافحاتنا قيمة ومدلولاً، أم أنها ليست سوى مجرد مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية التي تعولمت، وحلت فيها مكالمة هاتف بديلاً لزيارة تواصل، ورسالة جوّال كفيلة بأداء واجب أصبح ثقيلاً هذه الأيام؟ بالطبع، طغى المظهر على الجوهر، أصبح العيد كغيره من المناسبات، مجرد ملابس جديدة، وعيدية مادية، في ظل انقطاع اجتماعي وشلل عاطفي ربما داخل البيت الواحد، البيت العربي الصغير صار عنواناً للبيت العربي الكبير في قممنا المتعددة، المليئة بالخطب، والمصافحات والقبلات والاستطرادات البلاغية والاستشهادات الطويلة والمملّة، لينتهي الأمر بمجرد التقاط الصور التذكارية. إن الفهم الحقيقي لمعنى العيد يزيد من الحاجة لأن ننظف قلوبنا أولاً، ونطهّر أنفسنا، دونما ذلك، تصبح القبلة أو المصافحة، بهذا الشكل أشبه بالوباء الاجتماعي الكاذب، الذي لا يقل خطراً عن أنفلونزا الخنازير.