أخبار متعلقة
يمثل عيد الفطر المبارك فرحة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وقد تختلف الأشكال والألوان من حيث المناسبة وقد تتباين اللغات والألسنة ولكن تبقى القلوب موحدة في شتى أنحاء العالم الإسلامي تحديداً تجمعها شريعة الله ودينه الحنيف ،حيث ينعكس هذا التوحّد على العديد من مظاهر العيد ومن بينها طرق الاحتفال بتلك المناسبة العطرة التي نحياها في هذا اليوم والذي نسأل الباري عزوجل أن يعيده على الأمة الإسلامية جمعاء وعلى هذا الوطن الكبير بالخير واليمن والبركات، حيث يحتفل بالعيد رجالا ونساء واطفالا ،حيث يتزاورون فيما بينهم لتبادل التهنئة وتمضية أوقات مع بعضهم فبعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجه الجميع أولا إلى الاجتماع في البيت الكبير للتلاقي مع افراد العائلة ليتبادلوا التهنئة حتى نصف النهار ،وقد يمتد بهم الأمر إلى العصر و ما يميز العيد أن هناك احتفالات تتنوع فيها المفردات البسيطة على مدى أيام العيد التي تمتد لقرابة الخمسة أيام.
انتظار
ويقول طاهر الخليف: إن العيد يعتبر مناسبة جميلة ينتظرها الكبير قبل الصغير من كل عام ،فهي مناسبة لتصفية القلوب من الحسد والكراهية بين أفراد مجتمعنا والمجتمعات الإسلامية ،فمهما تغيرت مظاهر الفرح والتعبير بهذه المناسبة بين الماضي و الحاضر سواء على المستوي الشخصي اوالاجتماعي يبقى العيد كما هو فرحة وبهجة.و إن العيدية جزء هام من فعاليات العيد يحرص الجد والأب على منحها للأبناء والأحفاد كل على قدر سعته وامكاناته المادية. كما ان العيد في الماضي كان له مذاقه الخاص يدفع الناس إلى ان يتمنوا ألا ينتهي العيد أبدا خاصة الأطفال الصغار لأنهم المحظوظون بالعيد وذلك لأن هناك عددا من الفعاليات برغم بسطتها ولكنها كانت تسعدهم وتشعرهم بالفرحة.
استعداد
ويضيف عادل بو سنه :إن العيد زمان كان أحسن من اليوم، فزمان كان للعيد اهميته وكان الاستعداد له مبكراً ويجري على قدم وساق بداية من شراء وتفصيل الملابس الجديدة للصغار ،وكان هناك اهتمام كبير أكثر من العيد نفسه اليوم ليس كالاعياد زمان فمظاهر الاحتفال بالعيد نفسها تغيرت عن زمان والأماكن اختلفت ،زمان كنا نحتفل بالعيد في البيوت مع الأهل والأقارب، وكان الصغار أولاد وبنات يتجمعون في الفريج يأخذون العيدية ويمرون على بيوت الأهل في الفريج ،وكان للعيد بهجة وفرحة بملابسه الجديدة.و أن العيد ليس بالاحتفال ولا بالعيدية، والأهم الاحتفاظ بالعادات التي تعودنا عليها من الآباء وهي الفطور كعادتنا اول يوم بالبيت الكبير للعائلة بتجمع الاهل والجيران نذبح الذبائح ونعمل الفطير والمرقوق ونوزع العيدية على الصغار ونتبادل التهاني عقب عودتنا من الصلاة والبيت عامر بالأهل والفرح والسرور. تكنولوجيا
وبين محمد بوخوه أن من المظاهر الحديثة في العيد هي تبادل الرسائل الطريفة التي تحمل تهنئة العيد بكلمات مختلفة وبلغات متعددة، وهذا الطريقة قد لا تجسّد الاحساس بالرضى الذي يبعث على البهجة، ربما قد يعتقد البعض أن هذا التعبير الشعوري يغني على التواصل ولكن تبقى الزيارات العائلية المتبادلة وتجمع الأهل مع بعضهم البعض هو من أحسن العادات التي قد لا تندر مع مرور الزمن.و أن العيد له مذاق خاص وله رونق مميز فهو يلم شمل الأهل والأحباب ويبعث الفرحة والسعادة بين الجميع صغارا وكبارا، ويرسل الحب والوئام ويزيل الحزن والخصام، لأن هذا هو العيد سواء كان عيد الفطر أم عيد الأضحى.
مظاهر
ونوه عائض الزهراني الى أن العيد ما زال الى الآن يحتفظ برونقه لدى بعض الأسر فهو مناسبة سعيدة وجميلة تجمعهم مع بعضهم البعض يلتقون لتبادل التهاني والاحتفال بعد صلاة عيد الفطر المبارك، فهي مناسبة مميز، فنحن عندما كنا صغارا كنا نشعر بالاحساس بطعمه والاستعداد له بشراء الملابس الجديدة وتجمع الأسرة والأهل وزيارة الاقارب والجيران ،وهذا ما يعطي الاحساس ببهجة وفرحة العيد ،فالعيد الحقيقي مع الأهل.و إن العيد اليوم ربما يكون أفضل من العيد زمان فمظاهر الاحتفال كثيرة ومتنوعة وترضي الصغار والكبار وتسعدهم فهناك الحدائق والمتنزهات العامة والكورنيش الجميل والاماكن الشاطئية التي تناسب الشباب للتخييم والاستمتاع بأوقاتهم ،وهناك الاماكن الترفيهية للصغار والتي تشهد فعاليات كثيرة ومتنوعة تسعدهم كالمسابقات والجوائز التي تقدم لهم وفيها العروض الشعبية.
التزام
تقول الدكتورة عزة كريم ،أستاذ الاجتماع: عدم الالتزام بتعاليم الدين في صلة الرحم أدى إلى الجري وراء المادة بصورة جعلت الترابط الأسري يتفكك تدريجيا حتى أصبح الذي يسعى للحفاظ على التواصل يفعل ذلك كواجب وليس عن حب حقيقي ،كما أن الأنانية واهتمام الإنسان بنفسه جعلا العيد يفتقر إلى أسباب البهجة لابتعاد الناس بعضهم عن بعض واهتمام كل فرد بنفسه وبعائلته الصغيرة فحسب. وتشير إلى أن البهجة في حياتنا أخذت شكلا مختلفا فالحياة الحضارية والعصرية ساهمت في إترافنا لتجعل قضية السعادة والإسعاد معضلة يصعب حلها فمثلا الوفرة الكبيرة في الألعاب والحلوى والمال وعدم ارتباط الأطفال بالمدن الترفيهية في العيد كالسابق لوجودها المستمر في حياتهم قضى على مدى تميز العيد في نفوسهم. هذا بالإضافة إلى وجود بعض السلوكيات المرفوضة في احتفالنا بالعيد فالبعض قد يأخذه الاحتفال بالعيد ويضيع أوقات الصلاة وكأنه خرج من شهر العبادة إلى اللا عبادة ناهيك عن مظاهر الإسراف في اللهو والألعاب النارية والمضايقات في الطرق والإسراف في الإنفاق على المأكولات والحلوى والوجبات الجاهزة.
ايجابيات
وأوضحت الدكتور كريم أن السلوكيات الإيجابية المطلوبة في العيد إلى جانب إخراج زكاة الفطر علينا ببر الوالدين وإدخال السرور عليهما والإحسان بالزوجة وإدخال السرور عليها وغمرها بالعطف والمودة في هذا اليوم، فكم من بيت يقضي عيده في تعاسة بسبب تفويت الزوج لأسباب بسيطة جدا قد تدخل السرور على أهله فقد يأتي الرجل بالهدايا الثمينة لأصدقائه أو رؤسائه في العمل ثم يضن على زوجته ولو ببسيط الهدايا و الثناء و يلحق بالعناية بالزوجة العناية بالأطفال وإدخال السرور عليهم و لو بضحكة أو بقبلة على الجبين ،فمن لا يرحم لا يرحم إلى جانب صلة الأرحام بالتزاور والتواد والتعاطف ،فقد وصانا الله تعالى بالجار ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن الإسلام دعا إلى استشعار البهجة والسعادة في الأعياد، حيث دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- جميع أفراد الأسرة بالخروج إلى الصلاة وتغيير الطريق في الذهاب والعودة ،وكل ذلك حرصا منه على اجتماع المسلمين ومشاركة بعضهم البعض مباهج يوم «الجوائز»
الفرحة على وجوه الأطفال