DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عصام عبدالله الخرساني

د. عصام عبدالله الخرساني

د. عصام عبدالله الخرساني
أخبار متعلقة
 
أتذكر سؤالا كان قد طرحه أحد الأصدقاء منذ سنوات حينما كثر الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، كان في حينها قد طرح مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز حول الشرق الأوسط الجديد وذلك في حوالي عامي 1994/ 1995م من القرن المنصرم، وأصدقكم قولا بأني لم أكن أعي السؤال في حينها لحداثة سني، وكون المتحدث كان يكبرني بما يقارب الأربع سنوات إضافة لإطلاعه الواسع الذي لم أكن حينها لأجاريه فيه، طرح السؤال على كل من كان حاضرا قائلا :ـ هل تتوقعون نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد( مشروع بيريز) ؟ ثم أردف بكلام كثير منه « هذا المشروع سوف يبقى حبرا على ورق ولن يرى النور، هو مجرد تنظير أي على أقل تقدير محاولة لرسم سيناريو جديد للشرق الأوسط محله الوحيد هو هوليود فقط، ويدخل في باب الحرب النفسية» هذا الحديث الذي لم أعِه إلا بعد سنوات حينما قرأت أن الحديث عن الشرق الأوسط لم يكن وليد تلك اللحظة أي عامي 1994/ 1995 م, وإنما كان ظهور هذا المصطلح في القرن الثامن عشر الميلادي مع الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي لم يكن حملة عسكرية فقط وإنما كان حملة ثقافية إحلالية أي ذات بعد حضاري ثقافي أي بمعنى آخر إحلال الثقافة الغربية مكان الثقافة العربية، ولأن الحملة البريطانية والفرنسية هي التي كانت غالبة في حينها، قد تكون مثالا واقعيا لنظرية ابن خلدون في نزعة المغلوب في تقليد الغالب أي ربما تكون الثقافة الغربية نجحت في إزاحة الثقافة المحلية والإحلال مكانها، ولكن بعد انقضاء الاستعمار وحصول غالبية الدول ( الشرق أوسطية) على استقلالها، هل ما زالت هذه النظرية قائمة؟ أم انقلب السحر على الساحر..! أدعي بأن الثقافة الشرق أوسطية هي من بقايا مفردات الاستعمار من غزو ثقافي وسيادة المنظور الغربي للعالم، وما العولمة المتحيزة إلا ولادة حديثة أو اختراع جديد لهذا المنظور( الغربي) قد تحقق مكاسب آنية وتشغلنا في معارك تستهلك طاقاتنا ومجهودنا، وهو في ظني التكتيك التي تقوم به هذا الثقافة والقائمون عليها، كون العملية أكبر من أن تقوم بها حملة عسكرية أو غزو ثقافي، لعبت فيها الحرب النفسية دورا أكبر من الدور الثقافي الذي جاءت من أجله. جاءت الشرق أوسطية أو الثقافة الشرق أوسطية، وهنا قد نقع في التباس بين الشرق الأوسط وبين ثقافة الشرق الأوسط، فالشرق الأوسط كمصطلح ومسمى يمتد من الخليج العربي إلى حدود البحر الأبيض المتوسط حقيقة دارجة اليوم كمصطلح أجوف دون أي بعد ثقافي إلا ما يحاوله المنظرون من ساسه وغيرهم، وهو مرادف لما يسمى بالعالم العربي أو الشرق الإسلامي، بمعنى حين الحديث عن الوطن العربي أو العالم العربي أو الشرق الإسلامي نحن نتحدث عن حيز جغرافي يحمل بعدا حضاريا وثقافيا ذي صبغة عربية إسلامية ، هل الشرق الأوسط الجديد أو القديم يحمل بعدا حضاريا وثقافيا خلاف ذلك..؟ أي هل مسمى الشرق الأوسط غير من الحقيقة الحضارية والثقافية شيء..؟ وهنا في ظني مربط الفرس كما يقال، فالمصطلح (الشرق الأوسط) مصطلح خاو يخلق بلبلة واشتغالا نحن في غنى عنه جاء لغرض سياسي، وهي نفس البضاعة القديمة ولكن بعناوين جديدة، رهانها الوحيد في ظني هو حالة التخلف التي يعيشها العالم العربي عن الحضارات المتقدمة عن عالم اليوم أي شاغل يشغلنا ويلهينا لا أقل ولا أكثر، وإلا فهي قد تكون شيئا أشبه بفقاعة الصابون الذي لا يعلم في أي لحظة تنفجر دون أثر إلا لتعاود الكرة مرة أخرى، أو من أراد أن يشاهدها فليذهب لهوليود ليشاهدها واقعا سينمائيا.