DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ما قاله الرئيس الإسرائيلي عن «يهودية» الدولة العبرية، يمثل حلقة جديدة من مسلسل «التيه» الإسرائيلي الحائر والمتشكك والخائف؟ وإذا كان كاتب قد تساءل عما إذا كان الفلسطينيون يريدون فعلاً دولة؟ فإن السهم يجب أن يرتد إلى قاتله: وهل حقاً يريد الإسرائيليون مجرد دولة؟ أم أنهم يريدون إمبراطورية؟ ومع أن الإجابة معروفة مقدماً، إلا أن السؤال يبدو كاستفزاز بحد ذاته. أو ليس واضحا عبر كل هذه التضحيات أن الحركة الوطنية الفلسطينية تتطلع إلى تحقيق أهدافها من خلال إقامة دولتها القومية؟ أو ليس واضحاً أن فكرة السيادة السياسية توجه وترشد أحلام وكفاح الشعب الفلسطيني منذ بداية التقسيم والتشريد وحتى الآن؟ ليس صحيحاً أبداً ما روج له مؤخراً باحثون في بعض وسائل الإعلام من أن الحركة الوطنية الفلسطينية على مدار السنوات والعقود الماضية لم تتبن فكرة الدولة، ربما لم ترتق الفكرة إلى مستوى الحركة الصهيونية التي وضعت إقامة الدولة هدفاً رئيساً منذ نهاية القرن التاسع عشر، ونجحت في الحصول على وعد بلفور، بل وأوهمت أوروبا أنها مسؤولة تاريخياً عما لحق باليهود من شتات إلى درجة الابتزاز. قد يكون منطقياً الاعتراف بأن النخب السياسية الفلسطينية انشغلت بحروبها الداخلية وتصفية حساباتها عكس النخب اليهودية التي استثمرت كل شيء، واختلقت الدوافع لتحتل الأرض الفلسطينية وتساوم عليها، الفلسطينيون لم ينضجوا سياسياً بقدر ما نضجوا «نضاليا» وكان هدف فصائلهم «تحرير الأرض» وعندما فات الأوان بسبب الظروف الإقليمية والدولية ـ وجدوا فكرة الدولة حلاَ «مستورداً» ومخرجاً مريحاً، وعندما جاء حل الدولتين متأخراً بدا وكأنه كابوس يسعى الجميع للتخلص منه.. وهذه أعتى مشاكل الثورات التي تجد نفسها فجأة على قطعة من الأرض ومسؤولة عن شعب ومطالبة بإيجاد حلول سياسية واجتماعية، هنا تحديداً عمق المأزق الفلسطيني الذي فشلت في تجاوزه قيادات السلطة والفصائل بعد وفاة عرفات تحديداً.. ربما لأن العرب منذ قيام الدولة العبرية لم يكونوا يتخيلون فكرة التقسيم، وفكرة الدولتين، ولأن الذهنية العربية ـ يومها ـ لم تكن قادرة على التعاطي مع أي حلول سلمية من منطلق اللاءات الثلاث بعد حرب 1967. إسرائيل تستغل الفرصة، والأرض تقطعت ما بين غزة ورام الله، والمستوطنات تأكل الفائض بينهما،.. أي دولة إذاً في غياب رؤية جماعية؟ بعض الفلسطينيين كادوا يخلعون ملابسهم من أجل سراب السلام، وآخرون يواصلون التمسك بحلم الثورة القديم، وما بين هذا وذاك، يبقى الوضع مجرد كيان وطني غير دولة، لا واجبات عليه وهو دوما بمثابة الضحية في نظر نفسه والعالم.