يشهد العراق موجة تفجيرات وعمليات انتحارية عنيفة راح ضحيتها المئات من القتلى في الأيام الماضية وتعزو الحكومة العراقية التفجيرات الأخيرة إلى قرب انسحاب القوات الأمريكية من المدن بنهاية الشهر الحالي حسب جدولة الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا.
أسباب كثيرة يمكن إدراجها منها أن هناك من يريد أن يفشل الخطة الأمريكية في الانسحاب من العراق لأن الوجود الأمريكي يمنحه الشرعية في محاربتها والاستمرار في قتالها وعلى رأسها القاعدة التي تبرر وجودها في العراق بالمحتل الأمريكي، وحين خروج المحتل سينفض عنها الكثير من العراقيين ممن ينتمون إليها ويتعاونون معها، لذلك من مصلحتها أن تجد عدوا تحاربه وأن تدرب مقاتليها في العراق لتبثهم إلى العالم العربي والإسلامي بعد أن اكتسبوا خبرة إرهابية كبيرة.
من الأسباب أن الجماعات المسلحة والمليشيات تريد أن تزرع الفوضى في العراق لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض وإعادة السيطرة على أحياء المدن والأرياف لفرض نفوذها وقوانينها وجباية الأموال من مشاريع الدولة من المواطنين ورجال الأعمال للصرف على المنضمين والمشايعين لها.
كما لا ننسى أن هناك من يخطط لعودة الحرب الأهلية والمذهبية بين الشعب العراقي وهو هدف نأمل أن لا يتحقق حتى لا يقسم العراق على أسس طائفية وقومية قد تضر بأمن المنطقة.
بالتأكيد هناك أسباب سياسية مثل سعي الأحزاب إلى تصفية حساباتها السياسية والشخصية مع خصومها للسيطرة على الشارع وفرض إرادتها لتحقيق مكاسب انتخابية في البرلمان القادم هذا عدا تجييش الشارع العراقي خلف أطروحاتها وأيدلوجيتها.
الحل الوحيد المعروف للجميع هو تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف طوائف وقوميات وشرائح المجتمع العراقي وتعديل الدستور العراقي بما يتوافق مع مصالح الجميع..
دون مصالحة وطنية لن يتحقق الأمن وسيبقى العراق مسرحا للتدخلات الخارجية وستزداد الأعمال الإرهابية ضراوة في ظل بلد ممزق في نسيجه الوطني وبعيدا عن تحقيق العدالة والمساواة لمواطنيه.
دعوة العراقيين إلى حل مشاكلهم بأنفسهم دون تدخلات خارجية هي الأساس لبناء وطن ملك لجميع العراقيين وتحقيق الأمن هدف قد لا يتحقق بالسرعة المتوقعة لكن خطوات الوحدة والتمسك بوحدة العراق سوف يسرع من خطوات الأمن والاستقرار.
