DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نيل ماكفاركوهر

نيل ماكفاركوهر

نيل ماكفاركوهر
أخبار متعلقة
 
على مدار عقدين ظل آية الله علي خامنئي موجودا في الظل على قمة السلطة في إيران، مقتصدا في ظهوره العلني وإصدار التصريحات, وعبر سيطرته على الجيش والقضاء وجميع وسائل الإعلام العامة، تحكم المرشد الأعلى في الوسائل التي كان يحتاج إليها للحفاظ على قبضته الحديدية الحذرة على الجمهورية الإسلامية. ولكن في انفصال نادر عن تاريخ طويل من التصرفات الحذرة، سارع إلى مباركة فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات، مطالبا الإيرانيين بالوقوف خلف الرئيس الحالي حتى قبل مرور الأيام الثلاثة المطلوبة للتصديق الرسمي على النتائج. ثم انطلقت الحشود الغاضبة في المدن في جميع أنحاء إيران، وتراجع معلنا يوم الاثنين الماضي أن مجلس صيانة الدستور المكون من 12 عضوا، الذي يفحص الانتخابات والقوانين الجديدة، سيجري تحقيقا حول الانتخابات· ويقول عباس ميلاني، مدير برنامج الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد: «بعد تهنئة الأمة على الفوز المقدس، يعد قوله الآن إن هناك احتمالا بأنه تم تزويرها، خطوة تراجع كبيرة بالنسبة له». ويقول البعض إن قبضة آية الله خامنئي على السلطة معرضة للخطر، ولكن يقول المحللون إنه فتح بابا على انقسام خطير في وجه الحكم الإسلامي، وقد يكون من الصعب إغلاقه، خصوصا بعد اندلاع موجة عنيفة من الخلاف حول الانتخابات بين نخبة من كبار رجال ثورة 1979, وحتى صِلاته مع الحرس الثوري القوي، الذي طالما كان يحمي سياساته، قد لا تكون حاسمة مع بدء المواجهة في إيران. تقول آذر نفيسي، مؤلفة كتابين عن إيران، من بينهما «قراءة لوليتا في طهران»: «كان خامنئي دائما ما يأتي ويقول: (اسكتوا، ما أقوله ينفذ)، وكان الجميع يقولون: (حسنا، إنها كلمة المرشد), وحاليا انهارت أسطورة أن هناك قائدا لا تتعرض سلطته للمساءلة». ويسارع هؤلاء الذين يشعرون بأن تغييرا مهما قد يكون وشيكا بالتحذير من أن آية خامنئي، كتلميذ الثورة التي أطاحت بالشاه من الحكم، ما زال في إمكانه اللجوء إلى قوة كاسحة لوقف المظاهرات. ويشير الخبراء إلى أنه في طلبه لمجلس صيانة الدستور بالتحقيق في نتيجة الانتخابات قد منح نفسه مهلة 10 أيام ليهدأ الغضب، وليس من المرجح أن تكون النتيجة مفاجئة، فآية الله أحمد جنتي رئيس المجلس واحد من حلفاء آية الله خامنئي المخلصين من بين رجال الدين الأقوياء، وبالإضافة إلى ذلك يعين آية الله خامنئي نصف أعضاء المجلس، بينما يعين النصف الثاني رئيس القضاة، وهو الآخر معين من قبل المرشد الأعلى. ويقول كريم سادجابور، الخبير في شؤون إيران في صندوق كارنيغي للسلام الدولي: «إنه مجرد تحقيق زائف لإخماد الاحتجاجات». وكان آية الله خامنئي الخليفة غير المتوقع للأب الروحي للثورة، آية الله روح الله الخميني, وربما زرع صعوده إلى منصب المرشد الأعلى عام 1989 بذور الأزمة السياسية التي تواجهها البلاد اليوم, واشتهر آية الله خامنئي، ابن رجل الدين القادم من مدينة مشهد، بما يشبه الملا ذا العقلية المتفتحة، إن لم يكن ليبراليا على وجه التحديد, لقد كان ينعم بصوت جميل في الغناء، وكان يعزف على آلة التار، وهي آلة وترية إيرانية تقليدية، وكان يكتب الشعر، وضمت دائرة أصدقائه بعضا من أشهر الشعراء في بلاده. وفي أحداث العنف التي اندلعت بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي مباشرة، أصيبت ذراعه اليمنى بشلل دائم نتيجة لقنبلة مخبأة في جهاز تسجيل، ثم أصبح رئيسا في عام 1981، بعد أن قتلت قنبلة أخرى الرئيس وقتها, وقد خطط لإثارة غضب آية الله الخميني ذات مرة عندما شكك علنا، فيما يثير السخرية، في بعض مظاهر ولاية الفقيه أو نظام المرشد الأعلى. وقد تصادم مرارا أيضا مع مير حسن موسوي، رئيس الوزراء القوي في ذلك الوقت, وبعد أن خسر في نتائج الانتخابات الرسمية أمام أحمدي نجاد، تحدى موسوي، المرشح الإصلاحي للرئاسة، آية الله خامنئي في المجال الوحيد الذي كان دائما معرضا للخطر من خلاله: أوراق اعتماده الدينية. وكتب موسوي رسالة مفتوحة لرجال الدين في مدينة قم حول نتائج الانتخابات، ومن خلال مناشدته لكبار رجال الدين كان يقول بقوة إن كلمة آية الله خامنئي كمرشد أعلى تفتقد الثقل الكافي. وصعد آية الله خامنئي من رتبة دينية متوسطة، حجة الإسلام، إلى آية الله بين عشية وضحاها، في قرار كان بالضرورة سياسيا أكثر منه دينيا, وقد تعرض لازدراء دائم من الكثير من المتمسكين بالتقاليد الشيعية، على الرغم من عمل آلية صناعة الأسطورة في إيران، حيث شهد أحدهم بأنه رأى نورا ينتقل من آية الله الخميني إلى آية الله خامنئي بالطريقة ذاتها التي كان يتم بها اختيار أئمة القرون الماضية. ولكنه كان يفتقد القاعدة السياسية الخاصة به، فعقد العزم على إنشاء قاعدة له في الجيش, وكان ذلك في فترة نهاية حرب إيران والعراق، وكان الكثير من كبار الضباط العائدين من الجبهة يطالبون بمنحهم دورا في السياسة أو الاقتصاد مقابل تضحياتهم, وأصبح آية الله خامنئي مصدرا لمناصرتهم، فيمنحهم المناصب المهمة في وسائل الإعلام أو قيادة المؤسسات الكبرى التي صادرت معظم أعمال القطاع الخاص الذي كان موجودا قبل الثورة, ويقول مهدي خالاجي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: «وبتمكينهم، حصل على السلطة» وفي أعقاب الهزيمة في الانتخابات ثارت تساؤلات حول من يسيطر على من، ولكن على مدار الأعوام أحبط آية الله خامنئي تدريجيا جميع التوقعات بأن نجمه سيأفل. ويقول أحد الخبراء في جامعة نيويورك، الذي رفض نشر اسمه لأنه يسافر باستمرار إلى إيران: «إنه قائد ضعيف، ذكي للغاية في جمع حلفائه أو في المناورة بين مراكز القوة· وبسبب تحزب الدولة يبدو أنه أقوى شخص». ولكن يقول الكثير من المحللين إن الخلافات بين الأجنحة لم تكن معلنة على الإطلاق بالصورة التي ظهرت عليها في الأيام القليلة الماضية ويقول ميلاني إن الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان من قبل صديقا مقربا لخامنئي وساعده على أن يصبح المرشد الأعلى، قد أرسل خطابا مفتوحا إلى المرشد في الأيام السابقة على الانتخابات محذرا من أن أي تزوير سيكون له أثر سلبي، وإذا سمح للجيش بتجاهل إرادة الشعب وبتدمير كبار رجال الثورة فسيلاحقه ذلك القرار, وحذر رفسنجاني قائلا: «سيكون الدور عليك في اليوم التالي». ويميل كل من يتحدث عن آية الله خامنئي إلى استخدام كلمة «حذر»، قاصدين الرجل الذي لا يقامر, ولكنه حاليا يواجه خيارين مستحيلين تقريبا، فإذا سمح للمظاهرات بالازدياد فقد تغير من نظام حكم رجال الدين، وإذا استخدم العنف لقمعها فستموت أسطورة التفويض الشعبي للثورة الإسلامية, وتقول نفيسي، مؤلفة المذكرات عن إيران: «لقد وقعت القيادة الإيرانية في تناقض». نيويورك تايمز