DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
يختار الإيرانيون رئيساً جديداً في معركة ساخنة وحاسمة بين الرئيس أحمدي نجاد الذي يمثل فوزه استمرار نظام المحافظين الأيديولوجيين الذين يخلصون لولاية الفقيه وينذرون أنفسهم لنشر هذه الأيديولوجيات التي تثير الجدل حتى في الداخل الإيراني، في كل أنحاء العالم، وبين الإصلاحيين وفي مقدمتهم المرشح مير حسين موسوي الذي يمثل امتداداً لرؤية الرئيس محمد خاتمي الذي تمتعت إيران في عهده بسلام مع العالم الخارجي ومارست مهام الدولة المدنية المسئولة، قبل أن يعيدها أحمدي نجاد إلى دولة أيديولوجية تقاتل من أجل التوسع على حساب علاقاتها الخارجية، وعلى حساب مبدأ دولة الرفاه في الداخل. وبالنسبة لنا في المملكة ودول الخليج والعالم العربي، فإنه يسرنا أن يختار جيراننا الإيرانيون الرموز الإصلاحية التي تقدم الحكومة الإيرانية كسلطة مسئولة تهتم بالعلاقات الخارجية وتسهم في إحلال السلام في المنطقة من أجل مصلحة جميع الشعوب وأن تتعاون مع بلدان المنطقة في سبيل تجنيبها الاستهدافات الأجنبية وإعطاء شعوبها فرصة للتفرغ للعمل من أجل التنمية، وتبادل المنافع الاقتصادية والتجارية و السياسية والعلمية لخدمة الشعوب وتطلعاتها نحو السلام. بدلاً من الانشغال بصراع اقليمي لا يخدم سوى المتطرفين الذين يمتهنون بطولات الصراع. ومحاولة بناء جو من السلام المشترك بين البلدان العربية وإيران تصب في مصلحة الشعوب العربية والإيرانية، بينما عسكرة العلاقات وتغذية الصراعات القومية والطائفية في المنطقة لا تخدم سوى الأيديولوجيين الذين يعملون على تأجيج العواطف وتسميم الأجواء كي يقدموا أنفسهم أبطالاً محاربين من أجل قضايا وهمية. فالمتطرفون الأيديولوجيون، في كل زمان، وفي أي أرض كانوا، يخسرون منافساتهم في أجواء السلام والصلح بين الشعوب والأمم، لهذا السبب يحدثون ضجيجاً وضوضاء ويخترعون معارك طائفية وقومية مع الآخرين، ويستخدمون ملكاتهم الخطابية للهب مشاعر الشباب بالذات، وتصوير العالم الخارجي على أنه عدو للداخل، وأنهم وحدهم الأبطال القادرون على صد المؤامرات الخارجية. وفي هذا الاتجاه كان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يوظف هجومه المستمر على إسرائيل وعلى العالم الغربي الذي يعارض المشروع النووي الإيراني، وعلى كل الذين يصورهم أعداء للطموحات القومية الإيرانية. بينما يحاول الإصلاحيون معالجة هذه القضايا باسلوب أكثر عقلانية بعيداً عن إثارة الصخب والضوضاء التي تغلق العقول وتفتح العواطف الجياشة. إن الإيرانيين سوف يختارون ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في عسكرة إيران وكسب المزيد من الأعداء في كل مكان، وقصر صداقة بلادهم على منظمات حزبية متطرفة تتضاد مع مجتمعاتها وتحقق بروزاً تلفزيونياً مؤقتاً وتكلف إيران اقتصادياً وسياسياً، أو أن يبدأوا صفحة جديدة من السلام الداخلي والخارجي ويتفرغوا لبناء قدراتهم الاقتصادية والعلمية والاستفادة من عبقرياتهم الخلاقة في التنمية والازدهار.