تزوجت صغيرة لا أعرف معنى الزواج كنت أدرس وكنت أمني نفسي بدراسة الإعلام والصحافة نسبة لعشقي للكتابة الصحفية والإعلامية، كانت هذه أمنيتي التي لم تبرح ذاكرتي ليل نهار، وكنت أشارك في كتابة بعض المواضيع التي كانت تقرأ في الفصل، وقد كنت أجد التشجيع من المدرسات، ولكني ذات يوم عدت من المدرسة كالعادة، عند دخولي البيت لاحظت حركة غريبة، والدتي تتحدث مع أبي عن ترتيبات معينة، وأخواتي يهمسن، في بادئ الأمر لم أعرف السبب، وبعد أن تناولنا الغداء جاءت والدتي إلى غرفتي وأخبرتني أني انخطبت ولا أعرف شيئا عن الخطبة، حينها تملكني شعور غريب هل هي فرحة أو غضب، وقد كنت جاهلة بعض الشيء عن أمور الخطبة والزواج، ولم نتحدث عن هذه الخطبة أبداً، كانت مفاجأة مباغتة لي، ولم يأخذوا رأيي في الزواج، ولكني رفضت في بادئ الأمر، ولكن لا حياة مع أمي لأن والدي لم يكن له كلمة ما أمي فهي القوية والتي تدير البيت بالريموت، المهم تزوجت وعمري 18 سنة، وبدأت حياتي طبيعية، وتعرفت على زوجي أكثر، ومن خلال نصائح أمي عرفت معنى الزواج، وبدأت أمي ترسم وأنا أنفذ، واستغلت أمي جهلي فكانت تعرف كل ما يدور من أسرار بيتي، وكانت تجعلني أكشف لها كل ما يدور بيننا، عن المعاشرة وعن رأيه في الأولاد، وهل هو كريم أم بخيل؟ ووجدت معارضة كبيرة من أخواتي الكبار بهذا الخصوص، كن يقلن لي حرام استري على زوجك، وهو جنتك ونارك، ولا تخبري أحدا بأي شيء حتى لو يفقع عينيك، ما كنت أصدقهن وكنت أنجرف وراء كلمات أمي، وكانت أمي تقول لي سيطري على زوجك خليه خاتما في أصابعك، اطلبي منه أي شيء حتى المستحيل، لا تتركي معه ريالا كي لا يتزوج عليك وأدخلت في عقلي أن الرجال عندما يستغنون يتزوجون لذلك كنت حريصة كل الحرص على أن أجعله يتسلف من البنوك، جعلته معدماً لا يملك إلا ما يعبأ به سيارته من البنزين.
وزوجي طيب كريم ووسيم ودين، كنت أحس معه براحة نفسية وأمان واطمئنان، وهو والحمد لله لم يقصر في شيء، ولكن مع مرور الأيام ومع كثرة طلباتي وإلحاح أمي بدأت أشعر بأنه ضعيف وأنه مشوش وغير مرتب، المحصلة: جعلتني أمي أكره زوجي، ولم تتركني في حالي وكانت تجعلني أقارن بين بيوت صديقاتي وأحوالهم وأوضاعهم وما يلبسون وسفراتهم، وكانت تدفعني دفعاً لكي أستغل صغر سني وجمالي، بعد ذلك صرت أطلب منه أي شيء وهو يلبي كل رغباتي حتى الغريبة، وصرت لا أعد له الطعام وأطلبه من المطاعم، وأقول له إني مريضة وصار يحضر لي كل ما أطلبه منه، حتى الخادمة قد أحضرها لي رغم أني ما زلت في بداية حياتي الزوجية، وكنت أمنعه من الذهاب إلى أهله، وكانت أمي تقول لي اجعليه يكتب لك البيت باسمك، وأن هذا أسلوبها مع والدي، وعندما يرفض أبوك أروح عند أهلي وأقول لهم إنه بخيل وإنه يحرمني من أي شيء. طبقت كل ما ذكرته لي أمي وكل الوصايا التي كانت تحشرها في دماغي، وللأسف لم تفكر في أن هذا الزوج الطيب سوف ينفجر ويطلقني، نعم جاء الطلاق مهرولاً دون رجعة. وعندما طلقني زوجي بعد هذه المعاناة التي عاشها معي فرحت أمي وقالت سأزوجك برجل ثري يقدر جمالك ويجعلك تنسين الدنيا،، وأقول لكم إني الآن نسيت الدنيا لأني أعيش في وحدة قاتلة، وأمي ما زالت تعاند ولكن لم يطرق بابنا أحد حتى الآن .. وأصبحت أعيش في مراقبة لصيقة من أخواني وأبي .. لا خروج .. لا ترفيه .. بل بكاء وغرفة مغلقة وأعصاب متوترة.. ولا أنام إلا بالحبوب المهدئة وكانت النتيجة أني ذبلت حتى صرت لا أعرف نفسي عندما أراها في المرايا.