يعتزم مهتمون بالتراث ببلدة التوبي في محافظة القطيف تنظيم مهرجان صناعة «الصيران» الطين خلال العطلة الصيفية، حيث اعتادوا كل عام تناول جانب من الموروثات الشعبية المهددة بالانقراض والعمل على إحيائها كصناعة السلال والفخار وصرام الرطب الذي نال نصيبه في مهرجان العام الماضي.
وقال عبد رب الرسول الغريافي المهتم بالتراث : أتفق على أن يكون مهرجان هذا العام معنيا بصناعة الطين وما يطلق عليه محليا «الصيران» مفردها «صار» وهو عبارة عن الطين الذي يجمع من البحر ويستخدم في البناء وعمل الزخارف في المباني.
وأضاف أن مراحل صناعة الصيران تبدأ بجمع نوعية معينة من الطين من البحر , وفي بعض الأحيان يتم جلب نوع خاص من الطين يوجد بمنجم شمال الخويلدية.
وأضاف بعد جمع الطين يتم فرشه على الأرض بسماكة 1 - 3 سم حتى يجف ويتشقق ويتكسر وتكون الكسور بحجم قبضة اليد ويتم جمعها على شكل اكوام بعدها تجلب جذوع النخيل التي تكون بمقاس متر إلى متر ونصف المتر وتتم إحاطة أكوام الطين من كل جانب حتى تأخذ شكل المسدس, وبعد إكتمال إحاطة كل الأكوام تأتي مرحلة «حرق الصيران» تضرم النار فيها وتترك ساعة ونصف الساعة حتى يحترق الطين وبعد أن تخمد النار تترك لتبرد ثم يزال الجزء العلوي ويعزل عن الجزء الداخلي (القلب). بعدها تبدأ مرحلة «دق الصيران» حيث يضرب كل منها على حدة بعصا ثقيلة حتى يتحول إلى مسحوق يستخدم في البناء حيث يكون الجزء الداخلي كالإسمنت (الملاط) للحشو ويطلق على هذه العملية «ساف» وهي طبقة من الطين ثم توضع عليه طبقة من الأحجار المرجانية ثم توضع عليها طبقة من الطين مرة أخرى.
وبين أن هناك من يفضل مسح الحجارة بالجزء الداخلي من الطين. أما الجزء العلوي فيستخدم في عمل الزخارف الجصية في المباني. منوها إلى أن هذه العملية كانت تستخدم قبل الستينيات ثم اختفت بعد ظهور الاسمنت.
