حل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضيفاً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والترحيب الحار الذي وجده في الرياض، إنما هو ترحيب بمواقفه المعلنة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في أن تكون وسيطاً نزيهاً في محادثات السلام بين العرب وإسرائيل.
وإذا ما حلت القضية الفلسطينية فإن كثيراً من مشاكل الشرق الأوسط سوف تحل تلقائياً.
وإذا ما تحقق السلام في المنطقة فإنه سوف ينزع كثيراً من الحجج التي تتذرع بها المنظمات الإرهابية والأحزاب التي تعمل لأجندات خاصة وخارجية وتثير الناس بالخطابات النارية حول فلسطين والاحتلال والعدوان الإسرائيلي.
وقد شنت هذه المنظمات حربا إرهابية على الحكومات والفكر المستنير وأحدثت فوضى واضطرابات في المنطقة بحجة القتال من أجل تحرير فلسطين. وأوضح البراهين أن حزب الله اللبناني الذي تموله إيران يعلن تمسكه بسلاحه بحجة العمل لتحرير مزارع شبعا الصغيرة المساحة. وبهذه الحجة يجمع الاتباع والمؤيدون ويود أن يستمر مهيمناً على الحياة السياسية في لبنان، كي يبقى التدخل الإيراني في لبنان مستمراً وحياً ومبرراً. وقد عانى لبنان طويلاً وأصبح مجتمعه مهدداً من المنظمات المسلحة بحجة تحرير فلسطين. كما أن منظمة حماس تلعب أدواراً في فلسطين لصالح إيران بحجة محاربة العدوان الإسرائيلي. والحل الوحيد لنزع حجج هذه المنظمات هو إحلال السلام في المنطقة.
وحل القضية الفلسطينية ممكن وسوف يتم بيسر إذا ما تحلت الولايات المتحدة الأمريكية بنهج الوسيط النزيه غير المنحاز. فإن انحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة للمطالب الإسرائيلية كان دائماً يمثل عقبة كأداء، و تشجيعاً مستمراً لإسرائيل على عدوانها وغطرستها.
وحل القضية الفلسطينية سوف يعطي الفرصة للبلدان العربية أن تهتم بالتنمية والازدهار الاقتصادي ومشاركة الجهود الدولية في التطلع إلى الغد بدلاً من انشغالها اليومي بقضية فلسطين وعدوانية الجنود الإسرائيليين المستمرة ومناظر القتل ودماء الأطفال والمنازل التي تهدم على رؤوس أصحابها الأبرياء.
والمسألة الأخرى التي يبدو أنها لا تقل فداحة عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، هي الهيمنة الإيرانية على العراق. والمشاكل التي تثيرها طهران في لبنان وفلسطين واليمن والعراق. وحدث التنمر الإيراني بعد أن ابتعدت واشنطن عن أخذ رأي أصدقائها في الخليج الذين يقدمون أفكاراً حكيمة وحلولاً موضوعية لكثير من المشاكل التي تواجه المنطقة. وإذا ما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية حلاً للمشكلة الإيرانية فإن المساهمة العربية في هذا الحل سوف تثمر عن حل موضوعي يخدم الدول والولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يجنب المنطقة المشاكل في المستقبل.