تصريحات نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي حول العلاقة مع المملكة مثيرة للاستغراب لعدة اسباب منها: عدم مطابقتها الواقع ومن جهة اختيار التوقيت وكذلك اهتمام وسائل إعلام عراقية وعربية ودولية بهذه التصريحات.
المملكة عبرت عن موقفها بوضوح حين حدث الاحتلال الامريكي للعرق برفضه واستنكاره لأنها تدرك ان اهداف الاحتلال بعيدة المدى يغذيها طموح ادارة امريكية يمينية يرأسها جورج بوش ولقناعتها بأن الاحتلال سيجذب شرورا كثيرة وفوضى قد تمتد لأبعد من العراق.
اثناء تشكيل العملية السياسية حذرت المملكة من ظهور نزعات طائفية وقومية قد تمنع الاستقرار وحدث ما كان متوقعا فالاصطفاقات الطائفية هي التي هيمنت على ادارة العراق سياسيا ومن ثم تفجرت الاوضاع وحدث ما يشبه الحرب الاهلية استغلت فيه القاعدة والجماعات المسلحة والمليشيات ذلك المناخ الفضفاض الذي صنعه الاحتلال الامريكي ما ادى الى تدخل ايران بقوة وفرض نفوذ على القوى السياسية وتدريب المليشيات الطائفية لاغراق العراق في دوامة العنف المستمر حتى اليوم.
المملكة نأت بنفسها عن الدخول في منحدرات القتل وضبطت حدودها لمنع التسلل بشهادة الجانب العراقي. المالكي حين يثير العلاقة مع المملكة فهو.. لاشك.. لأسباب انتخابية لحشد جماهير مأزومة ويائسة من الاصلاح السياسي والعنف ونهب ثروتها الوطنية بالفساد المالي والاداري المنظم من قبل الاحزاب المشاركة في الحكم.
المالكي كرئيس وزراء من حقه ان يروج لمشروعه الانتخابي لكن دون استدرار للعواطف الممتدة في جذورها للمذاهب والطوائف لأن ذلك لا يختلف عن ذوات مأزومة تعبر عن نفسها في الإعلام العراقي تهاجم المملكة باستمرار دون أي مناسبة.
اهداف المملكة واضحة وهي ان ترى عراقا مستقرا معافى من الاخطاء السياسية وألا يكون رهينا لدول تؤثر على قراراته السيادية ونحن نتعامل مع العراق كشعب موحد غير قابل للتقسيم في ترابه وحدوده وندعم كافة فئاته وأعراقه دون تمييز ودون اهداف سياسية.
نأمل من رئيس وزراء العراق الا يلقي مشاكله على الآخرين وان يتحمل مسؤوليته كاملة وأن ينأى بالعراق عن أي اصطفاف اقليمي.
