DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قصر خزام

قصر خزام

قصر خزام
أخبار متعلقة
 
عندما تسير وتتجول وسط مدينة الهفوف فضلاً عن الأحساء سيشد انتباهك الكثير من القلاع والقصور التي بعضها تخفى عن الأنظار على استحياء وسط الأحياء القديمة أو أخفته المنازل الحديثة والتحول العمراني الذي مرت به الأحساء والمنطقة عموماً إلا أن هذه القصور والقلاع بقيت صامدة رغم تقدمها وكبرها في العمر لتبقى تحكي تاريخ الماضي وبرهة من الزمن الذي عاشته هذه المنطقة، ولعل من أبرز هذه القلاع والقصور التي سنحكي عنها هو قصر خزام الواقع غرب مدينة الهفوف بحي الرقيقة. الموقع والتسمية الباحث في الآثار خالد بن أحمد الفريدة يحدثنا عن تاريخ قصر خزام ويقول : يقع قصر خزام في طرف حي الرقيقة الشرقي (المزروعية حالياً ) غرب مدينة الهفوف . والرقيقة كانت في السابق مقراً لسكن البدو الذين يقطنون الأحساء في مواسم الصيف لمدة محدودة قد تصل إلى أكثر من شهرين حيث يقومون بعملية مقايضة السلع المتوفرة بالأحساء مع السلع التي جلبوها من الصحراء مثل التمور والسكر وبعض والمنسوجات والبنادق والذخيرة ولأن قدومهم يشكل تهديداً لمزارع التمور خاصة في هذا الموسم من السنة فقد أقيمت هذه القلعة على الطريق الرئيسي الذي يعد مدخل الأحساء من جهة الغرب وتم تزويدها بعدد كبير من الجنود لحماية الأحساء ولأجل فض الخصومات التي عادةً ما تحدث بين القبائل التي استقرت بالأحساء وبين الزوار الجدد خاصة على مصادر المياه حيث توجد وعلى مسافة قريبة جداً إلى الغرب من القصر عين كبيرة تعد احد المصادر الرئيسة لتزويد البدو بالمياه بالإضافة إلى العين التي توجد في داخل القصر. أما بالنسبة للمسـمى فإن كلمة خزام في اللغة تعني الزمام الذي يقاد به البعير ويربط في انفه أو لعل لمكان وجوده وسيطرته على أكثر جهات الأحساء صراعاً دورا كبيرا في تسميته بهذا الاسـم. تاريخ البناء وبالنسبة لتاريخ بناء قصر خزام يقول الفريدة : لا يوجد تاريخ محدد يوضح بناء القصر ولكن من المرجح أنه بني في السنوات الأولى من الحكم السعودي للأحساء بين عامي 1208- 1235هـ وإن كانت بعض المراجع تذكر انه أسس سنة1220 هـ حيث استخدم كقاعدة لقوات الأمير سعود بن عبد العزيز الكبير لإخماد حركات بني خالد عام 1235هـ الذي سمي عام (غارات الرقيقة ) وذلك نسبة إلى عددها الكبير. وفي رمضان سنة 1291هـ قدم الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي من الرياض إلى الأحساء ومعه فهد بن صنيتان وانضمت إليه طائفة من العجمان وآل مرة وطلب من أهل الأحساء مناصرته على إخراج جنود الأتراك من الأحساء فأجابوه إلى ذلك ماعدا مقر العساكر الأتراك الذين تحصنوا في حصونهم داخل سور الكوت ، ثم هاجم قصر خزام بالهفوف فسيطروا عليه وشددوا الحصار على من في الكوت واستمر الحصار إلى ذي القعدة وفي هذه الأثناء كتب والي الأحساء إلى متصرف بغداد بما حدث وطلب منه النجدة. محيط القصر ويضيف أن المنطقة المحيطة بقصر خزام كانت عبارة عن شبه صحراء يتخللها بيوت طينية صغيرة وعشش يقطنها أهل البادية الذين كانوا يأتون إلى الأحساء كما أسلفنا للتجارة، وتوجد عين مشهورة تعرف بـ(عين علي)، ويوجد بالقرب منها مدي وهو عبارة عن حوض كبير لسقيا الإبل ومدي صغير لسقي الأغنام، وعادة ما كان يحدث في تلك الأماكن شجارات ونزاعات بين القبائل على المياه، وبالطبع مع تقدم الزمن وتغيره تحولت هذه المنطقة المحيطة بالقصر شيئاً فشيئاً إلى بيوت ومنازل وأصبحت مكانا حيويا داخل النطاق العمراني ومكتظا بالسكان حتى وصلت إلى ما نشاهده الآن. أجزاء القصر القصر عبارة عن حصن صغير مربع الشكل تقريباً مساحته 3622.5 متر مربع يحوي بعض الوحدات المعمارية وهـي كالتالي : المدخــل : ويقع في منتصف الجدار الشمالي لسور القصر ويشكل رأس زاوية قائمة وبه مكان للحراسة حيث أقيم أمامه مباشرة المدخل الخارجي والبوابة الرئيسة التي توصل إلى الخارج فوق الخندق الذي كان يحيط بالقصر ، وشيد فوق المدخل برج مربع الشكل تعلوه ثلاثة مزاغيل من جهة الشمال واثنان فوق الباب جهة الغرب واثنان من جهة الشرق وهي ذات شكل مستطيل وجميل يعد تميزاً للقصر عن القصور الأخرى وعلى يمين المدخل من الداخل شيدت غرفة الحراسة وكان يحيط بالقصر خندق دفن مؤخراً يدخل إليه بواسطة بوابة خارجية تظهر بقاياها. ويوجد في القصر ستة أبراج ثلاثة في الجهة الشمالية وثلاثة في الجهة الجنوبية وجميعها مكونة من دورين وهي دائرية الشكل ماعدا البرج الشمالي الأوسط الذي فوق المدخل الذي شيد على شكل مستطيل. أجزاء القصر الداخليـة : المدخل وعلى يمينه غرفة الحراسة. بئر القصر : وتقع وسط القصر وهي عبارة عن بئر جوفية مطوية بشكل جيد عليها مركب لسحب المياه وبنيت بجوارها أحواض السقيا والشرب. المسجد : وأقيم في وسط القصر وهو بسيط وصغير المساحة وبني لأجل صلاة الجنود وبالقرب منه المجلس وغرف الضيافة. بيوت الراحة : وأقيمت في الجهة الجنوبية من وسط الساحة العامة بالقصر. استغلال المكان ويرى البعض من سكان الحي وغيرهم أنه ينبغي استغلال هذا المكان وتحويله إلى معلم سياحي وذلك لوجوده الآن داخل الحي السكني لكي يمد جسور التواصل بين المجتمع الحالي وتاريخ الماضي، وذلك من خلال تفعيل المكان وإقامة الفعاليات والمهرجانات والدورات التدريبية في مجال التراث لأهالي الحي وغيرهم،إضافة إلى أن لفتة بسيطة من الهيئة العامة للسياحة والآثار ستحول هذا القصر إلى منظر جمالي يزين المنطقة بعد أعمال الترميم والإنارة الخارجية أسوة بقصر إبراهيم.