DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رحلة تأمل.. إلى أين تقودنا؟

رحلة تأمل.. إلى أين تقودنا؟

رحلة تأمل.. إلى أين تقودنا؟
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير، سبحان الله دائم النعماء قاهر الأعداء قادرٌ على ما يشاء، لا يضاهيه أحد في ملكه ولا يساويه شيء في حكمه.. رحلة تأمل.. هي رحلة جميلة تقودني من مكان لآخر أكون فيها قريبة من خالقي انظر إلى ملكوته.. أتأمل الأشياء حولي كل شيء يفنى ولا يبقى قال تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) كل ضعيف يقوى وكل قوي يضعف هي سياسة الحياة ولا يبقى شيء على حاله، كان فكري يجول هنا وهناك أنظر للحظة ولادتي كيف أتيت وفي حقيبتي حقبة زمنية كبيرة بداخلها كتاب يدون فيه كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة قال تعالى: (مال لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها). أتفكر في حقيبتي التي يقل ثقلها مع كل نفس بينما بجانبي حقيبة أخرى أثقلتها الذنوب ويزداد ثقلها مع مرور كل يوم، أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً لا أستطيع تحمله فأين مفري إذا انقضى أجلي؟ لا أريد أن أكون من الضالين ولا من المعاندين أريد أن أكون من سكان جنة النعيم ولكن ما الذي أعددت لذلك اليوم؟! الموت يأتي فجأة دون سابق إنذار وحتى المرض الذي يقال في بعض الأحيان عنه إنه بداية لطريق الوداع ليس حقيقة فكم من سقيم تعافى وكم من سليم حُفر لحده.. تذكرت هنا جدتي كيف فارقتنا فجأة كيف خط الموت وجع فراقها؟ كيف وإلى الآن لم يترك لنا لحظة لوداعها؟. كيف استقبلت الخبر؟! كنا نعد لزيارتها ولكن ملك الموت سبقنا لزيارتها بل واصطحبها معه وترك لنا جمرة الفراق تتنقل في قلوبنا رحمك الله يا جدتي وأسكنك فسيح جناته. أعود وأقول إن لحظة الاحتضار هي الحد الفاصل بين الحياة والممات هي لحظة لا يكون فيها أحد يرى ما تراه، لحظة لها شعور لا يوصف، لحظة حرارة خروج الروح من الجسد ولحظة الندم على ما فات قال تعالى: (يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذٍ لاّ يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) سـورة الفجر. وهي لحظة تأتي فجاءة دون سابق إنذار تخيلت نفسي في لحظة الاحتضار دوماً وفي كل يوم حقيقةً أقول أبدأ يومي بأني ما زلت أحيا!. ولا تعتقد أيها القارئ أن حياتي أمر يروق لي بل يؤرقني لأني أخشى أن يكون هذا اليوم وبالا عليّ نظرة محرمة. كلمة غيبة أو نميمة.. سماع اللهو.. سعي لكسب حرام.. خطأ باللسان في حق فلان أو فلان.. ظلمٌ لإنسان ما.. قطع رزق أحد ما.. كـذبة.. وهنا أستنكر على من يمارس الكذب يومياً كيف يربي جيلاً صالحاً؟ وأفضل شيء في أي يوم يبدأ أن أضع كل هذه الأمور لأخشى عاقبة السوء، أيها القارئ أعلمُ جيداً أني أقطـع حبل أفكارك بين حين وحين ولكني أنقل لك لأساعدك من خلال تجربتي أن تحيا التأمل بكل جوانبه.. فجأة وأنا لا أعرف أين أنا ولا أعلم ماذا أعمل وإذ بزائري يطرق الباب لا ليستأذن بالدخول بل ليصطحبني معه شئت ذلك أم أبيت. أين المفر؟ «كلا لا وزر إلى ربك يومئذٍ المستقر» تركت أهلي حولي أو بعيداً عني تركت ما أملك من الدنيا للورثة الذين حتماً سيبكونني فترة وجيزة ولكنهم سيتساءلون عما تركت من حطام الدنيا ليتقاسموه وهم في ذلك ليسوا مخطئين فالشرع أباح لهم ذلك، أما أنا المغلوب على أمره والذي يرى كل ما فعله في الحياة في فترة وجيزة وفي مقدمة لخروج الروح لا يغمض لي جفن ولا يرتد لي طرف تلجلج لساني ويعلم الله إن كنت سأنطق الشهادتين أم ستحول ذنوبي بيني وبينها قال تعالى: (إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون) وبعدها العقاب والثواب من جنس العمل آه من ذلك العمل الذي خالطه الرياء والسمعة كيف أثاب عليه وأي أعمالي الصالحة فعلتها بعيداً عن أعين الناس ابتغاءً لوجه الله عز وجل لأسعد به وأكافأ عليه.. وأي وقت تلوت فيه القرآن حباً في الله وليس زهواً بصوتي واغتراراًً وإعلاناً أني أتلو القرآن تفاخراً؟!.. أي صلاة صليتها ولم يكن يشغل فكري إلا مرضاة الخالق لم أفكر في الدنيا ولم تكن شغلي الشاغل؟!.. ،بل أي ركعة أي سجدة سجدتها وأي وقت أقمت الصلاة في وقتها؟.. وأصعب ابتلاء للصلاة هو صلاة الفجر حين تكون سابحا في النوم تستلذ بنعمة الراحة.. أي صوم قضيته دون أن أعيب فلانا أو أغتاب آخر؟ أي وقتٍ غضضت فيه بصري؟.. أي لحظة بكيت بصدق مع ربي حباً فيه فهو خالقي؟. أي لحظة هربت فيها من ذنوبي ولجأت إليه وطلبت منه العفو والمغفرة؟.. (وإليك من مجاورة اللئام مفري). أي لحظة أغثت فيها مستنجداً.. أي لحظة رسمت ابتسامة على شفتي يتيم.. أي لحظة وضعت يدي بيد فقير وساعدته لوجه الله.. وليس لأقول اعلموا أيها الناس أني أغنى من فلان وأستطيع مساعدته!. أي لحظة احترمت فيها من يقابلني ليس من باب المراوغة بل من باب الأدب.. أي لحظة نطقت صدقا ولم أكذب فيها وعجبي ممن يخاف من أمامه ويخشاه والله أحق أن تخشاه كل ذلك في لحظة الاحتضار قال تعالى: (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذٍ المساق).. أي لحظة تلك اللحظة التي تتيبس فيها العروق وتتجمد العيون ويبرد الجسد وتنتهي الحياة وأنقل للمستشفى ليخبر الطبيب ما يعلمه ناقل جثتي ليؤكد حقيقة الممات ويضجُ بالبكاء والعويل أي لحظة أقاد فيها دون قدرة لي.. ليس لي إلا الانصياع إلى المغتسل وتعتلي تلاوة القرآن الذي قصرت في تلاوته بل وتكاسلت إما رغبة في مشاهدة حلقة في التلفاز أو تململاً مني ويعتلي صوت الناعي ويسمع الناس الخبر ويتبادلونه بينهم.. ويتساءلون كيف توفيت وكأن للموت طريقة محددة (والموت ليس مرضا ولا احتراقا ولا.. بل هو انقضاء أجل).. إلهي إن لم ترحمنا فمن يرحمنا.. يا غافر الذنوب يا ساتر العيوب اغفر لنا واعف عنا واستر عيوبنا ولا تكلنا لمن لا يرحمنا.. إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا.. وارحم أمواتنا وأموات المؤمنين والمؤمنات اللهم آمين. رقية المقبل