لايختلف اثنان من أرباب الصحافة وعشاقها على حقيقة ماثلة للعيان تقول إن القارئ هو الرأسمال الحقيقي لأي اصدار صحفي وتلك مقولة صائبة تمامــا فالاصــدارات موجهة اليه أولا وأخيرا فهو الممول والمتأثر والمؤثر 00 وينبغي في هذه الحالة أن تلتزم الصحف بمصداقيتها أمام قرائها لاسيما حينما تنشر خبرا سرعان ما يتناقله الناس في مجالسهم واجتماعاتهم الخاصة والعامة ويعلقون عليه ويستبشرون به خيرا ان جاء يحمل من مسؤول مشاريع سوف تعود بالنفع العميم عليهم وعلى مجتمعهــم 00 ولست هنــا بصدد نشر أمثلــة عديدة لأخبار « غير صحيحة « تنشر في اصدارات عديدة ولا تتحقق على أرض الواقع.
ولست أتحدث هنا أيضا عن صحيفة بعينها ولكنني أزعم حينما يكتشف القراء أن تلك « التصريحات الصحفية « أشبه ماتكون بـ « زوبعة في فنجان « ان خيــر ما يصدق عليها ما يقال انه « سواد في بياض « أو هو كما يعلق عليه القراء أنفسهم بأنه « كلام جرايد « أي أنه غير صحيح في جزئياته وكلياته 00 وأظن أن الخطأ لايقع على الصحيفة الناشرة وحدها رغم تحملها المسؤولية الكاملة لما تورده من أخبار على صفحاتها بل على المسؤول الذي أدلى بالتصريح دون التأكد من صحته وعافيته وسلامته 00 وحينما تتكرر مثل تلك الأخبار التي يمكن وصفها بكل طمأنينة بأنها « ملفقة « تفقد الصحيفة الناشرة مصداقيتها مع القراء وهو فقدان قد لا يعوض بسهولة ويسر .
كم قــرأت مع غيري من القــراء عبر تصريحات صحفية عن مشروعات « سوف ترى النور « خلال شهر أو شهرين أو أكثر ويمر الموعد المضروب دون أن تتحقق تلك المشروعــات وتــرى بأعين الناس المجردة 00 وفي نشر تلك التصريحات ضرر بالغ على الصحف واستهانة بالغة بعقول القراء 00 وأظن أن الوقت قد أزف لدراسة هذه المشكلة دراسة فاحصة ومتأنية للخروج منها بحلول عملية وقاطعة أهمها أن يتحلى الصحفي بضوابط مهنته ويتأكد تماما أنه استقى الخبر من مصدر موثوق ولا يميل كل الميل أو بعضه لممارسة « الاثارة الصحفية « في مجالات لايجوز فيها استخدام هذه « اللعبة « وعلى المسؤولين في الصحف ان تكررت تلك الممارسة من بعض المحررين معاقبتهم بعقوبات مناسبة ورادعة 00 وأن لا يترك الحبل على الغارب لنشر تصريحات غير صحيحة تلحق الضرر بالصحف 00 وتلحق الضرر بالمحررين أيضا .
قلت في البدء ان القارئ هو الرأسمال الحقيقي لأي مطبوعة وعندما تتكرر « الأخطاء الصحفية « ان جاز تسمية تلك الأخبار بالأخطاء من أي مطبوعة فان الثقة بها من قبل القراء تتضاءل وتضمحل تدريجيا الى أن تفقد تماما ان استمرئ في ممارسة تلك « اللعبة « 00 ونعلم جميعا أن الصحيفة الملتزمة بالصدق في طرح أخبارها قد تتحول الى مصدر موثوق به من قبل وكالات الأنباء , ولامجال في نشر الخبر للاجتهاد أو الاثارة أو التلاعب بالمشاعر فالصحفي هنا ناقل لخبر يفترض أن تتوافر فيه عناصر المصداقية 00 ولايجب في هذه الحالة أن يحاط الخبر بالتخمين والحدس والتوقع والا تحول الى مصدر يشيع البلبلة في أذهان القراء وهذا ما يجب أن تتحاشاه كل الصحف دون استثناء.
[email protected] 
