DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المليحان: تأخّـرت كثيـراً في نشر مجموعتي القصصيـة الأولى

المليحان: تأخّـرت كثيـراً في نشر مجموعتي القصصيـة الأولى

المليحان: تأخّـرت كثيـراً في نشر مجموعتي القصصيـة الأولى
أخبار متعلقة
 
أكد القاص جبير المليحان أنه تأخر كثيراً في نشر مجموعته القصصية الأولى، موضحاً أنه اختصر فيها مراحل كثيرة مرّ بها أثناء كتابة القصة. وقال في حوار مع (اليوم) إنه ما زال يجرّب الشكل المقنع له في الكتابة، في محاولة منه لتجاوز تجاربه السابقة، مشيراً إلى أنه قبل أكثر من عام فكر في التخلص من ركام القصص التي كتبتها، حتى يصدر المناسب منها عبر مجموعتين أو ثلاث. ويبدو المليحان في مجموعته الجديدة «الوجه الذي من ماء»، الصادرة عن نادي حائل الأدبي، شاهدًا على متغيرات حياتية وإنسانية، وواقفًا على أيام تركت أثرها في ذاته. ويُعيد المليحان في المجموعة قراءة الوجود من خلال أبسط مظاهره «السجادة» أو من خلال أعلاها «النجمة»، واضعًا تساؤلاته في جمل عديدة نثرها على صفحات مجموعته بتأمل وهدوء كبيرين. وكان لـ(اليوم) هذا الحوار مع رئيس النادي الأدبي بالدمام مؤسس شبكة القصة العربية القاص جبير المليحان، والذي أجاب فيه عن عدد من الأسئلة حول مجموعته القصصية الأولى، وتجربته مع الفضاء الالكتروني، وكتابته للأطفال. ثيمة الماء * الماء في مجموعتك، هل هو أنشودة أم رمز فلسفي؟.. قدر، استعطاف، رجاء، توسّل، كيف هي ثيمة الماء لدى جبير المليحان بين الثابت والمتحول من رؤية الأدباء فيها على مرِّ الزمان ؟ ـ الماء هو الحياة، وهو محاولة لردم قبح عري الصحراء، ووحشتها .. هذه الصحاري التي تحيط بنا غرست في نفوس الكثير من سكانها جفافها. كثيرون يشبهون جلدها .. إن الماء معادل موضوعي لحالة الجفاف التي يلبسها المجتمع مخفيا الكثير من إنسانيته وحقيقته البشرية؛ جفاف يأخذ حد القسوة راسما لونا واحدا للحياة : أبيض حيث الرجل بلباسه وسلوكياته (في حدود ضيقة جدا أيضا)، وأسود حيث المرأة بكل تفاصيل مسيرتها وإنسانيتها .. الصحراء ليل ونهار فقط .. أما الماء فهو طري وحي وملون ومتحوّل وله موسيقى، ويضم كائناته دون حدود .. الماء يغلب الجبال .. الماء شجر.. عشب.. لغة.. فن .. وهو في قتال مرير مع الصحاري عبر كل الشواطئ والأنهار.. الماء أغنية للحياة .. الماء الحياة. قرار الإصدار * «الوجه الذي من ماء».. مجموعتك هذه تنتمي إلى الكتابة الحديثة، عبر تشخيص الأشياء وقراءة خفاياهم، حيث خلعت على تلك الأشياء الحسّ والشعور ونسجتهم في كتابة سردية أشبه باللوحات منها بالسرد ذي البناء التقليدي، فهل التجربة الحديثة هي انعطافة لابدّ منها ؟ ـ تأخرت كثيرا في نشر مجموعتي الأولى، وقد اختصرت فيها مراحل كثيرة مررت بها أثناء كتابة القصة.. ما زلت أجرّب الشكل المقنع لي في الكتابة محاولا تجاوز تجاربي السابقة .. وأعتقد أن ذلك أمر ضروري، وإلا على الكاتب أن يتوقف إذا كرر مقولاته .. السرد رؤية للحياة، والحياة لا تتكرر، وكثير من التفاصيل التي عشناها ونعرفها من الغرابة بحيث تتجاوز اللا معقول .. وهذا دور السرد؛ أعني أن يتغلغل في المسكوت عنه.. أن يلامس الأحلام .. أن يقول الخفي .. وتلك شهادته .. قبل سنة وبضعة شهور من الآن فكّرت في أن أتخلص من ركام القصص التي كتبتها، وأصدر (المناسب) منها عبر مجموعتين أو ثلاث .. ثم التفت قارئًا خطواتي وأقرر شكلا آخر للكتابة لا أراه الآن واضحا.. حزن على التغير * تقول في الإهداء: «إلى أصدقاء كانوا وأيام فرّت وأشياء كثيرة تغيرت ألوانها !».. هل هو أسى على ماضٍ ولّى، ولماذا لا تبقى الألوان وفيّة لصورتها التي خبرناها ؟ - نعم هو أسى الفقد .. نفقد براءتنا باستمرار، كما يفقد الربيع لونه .. أيامنا صحراء واسعة، التحوّل الكبير في كل ما حولنا، هذا الركض المتسارع وكأننا سنفقد الطريق الآن، تحوّل مجتمعنا إلى آلة استهلاك همجية دون معنى .. فقدنا ذاكرة جيل تتسرب ألوانه من بين أصابع الأيام. فقدُ معنى أن تتحدث من أجل شيء، وتعمل من أجل شيء.. ليس لك فقط، إنما لمن يشتركون معك في رؤيتك وهمك من أصدقاء في أيام فرت فعلا .. تلتفت الآن لترى أشياء كثيرة تغيرت ألوانها ولا تملك غير أن تغني بحزن لمجتمع يسكنه العطش . الفضاء الإلكتروني * بصفتك قائمًا على موقع القصة العربية، حدِّثنا عن تجربة الأديب مع الفضاء الالكتروني، إلى أي مدى كان الانتقال إليها سهلاً ومرنًا، وما انعكاساتها عليك ؟ ـ كانت لي إشكالات مع بعض الصحف؛ توقّفت عن الكتابة في بعضها، ومنعت من الكتابة في بعضها. وعندما انفتح الفضاء، بدأت تجربتي مع بداية القرن كموقع شخصي، وهالني الإقبال الكبير من كتاب القصة الراغبين في النشر، وهكذا تحول موقع القصة إلى موقع عربي متجاوزا الحدود والجمارك والرقابة إلى أفق مفتوح. وقد تعززت التجربة بإضافة منتدى القصة العربية، ثم مطبوعات القصة العربية الورقية. ونخطط الآن لنقلة كبيرة في برامج شبكة القصة العربية خلال منتصف العام هذا العام. * من خلالها ذلك، ما تقييمك لمسيرة القصة المحلية بمعنى هل وصل القاصّ/ القاصّة، إلى مشروعه الكتابي المتبلور؟ ـ تقييمي لمسيرة القصة المحلية، فأقول واثقا من أن القصة القصيرة في تطوّر واتساع وبأساليب متجددة، وبكتاب جدد يطرحون رؤاهم بأساليب كتابية مدهشة. الكتابة للطفل * يُقال دائمًا إن الكتابة للصغار أكثر مشقّة من الكتابة للكبار، كيف لامست هذه المقولة في كتابتك؟ ـ أن تكتب للطفل قصة جيدة فلا بد أن تكون طفلا؛ فلا يستطيع الكاتب أن يجعل عمله مقبولا من هذا الكائن الصغير إن لم يفكر مثله، ويحس مثله، ويرى ما يراه. والأطفال يرون الحياة ـ بكل ما فيها ـ لعبة، وكل ما فيها من شجر وحيوان وجماد قادر على الحركة واللعب والضحك والحديث والغضب. لقد تعلمت من الأطفال الكثير جدا في كتابة القصة لهم، فبمجرد قراءتي أي نص موجه إليهم أعرف من خلال عيونهم أنه نص جيد أو فاشل. إنهم صادقون وبارعون ولا يجاملون أبدا. وقد استفدت من خبرتي التربوية في توظيف خصائص النمو وقاموس اللغة لدى الفئات العمرية المختلفة. * لماذا ضمّنت إحدى مجموعاتك القصصية الموجهة للكبار قصة للأطفال؟ ـ مجموعتي القصصية الأولى ضمت قصة «الصديقان»، باعتبارها تقرأ للصغار والكبار. * لم نرَ لك مجموعة قصصية مطبوعة للأطفال، رغم غزارة نتاجك القصصي الموجّه للطفل؟ ـ أصدرت عام 2004 مجموعة «الهدية» وهي مكرّسة للأطفال، وقد طبع منها 150 ألف نسخة عبر العلاقات العامة بشركة أرامكو السعودية، وتوزع عن طريقها بالمجان. البطل «سين» * قصة «سين»، هذا الرمز/ الصراع بين المدينة من خلال الحداثة والتكنولوجيا وأسلحتها، وبين القرية وروابيها، هل بمقدور الكلمة / القصة القصيرة معالجة موضوعة المدينة، وما حمولات تلك المعالجة ؟ أي هل تتمخض عن تغيير يُعيدنا إلى جماليات وإيجابيات القرية دون التخلي عن رفاهية المدينة ؟ ـ «سين» بطل قصة «الجراد»، والقصة لا تتحدث عن صراع المدينة والقرية، إنها تطرح إشكالية الرؤية المستكينة، الثابتة، النائمة والمستقرة بدون أسئلة، مقابل أسئلة الرؤية المتجاوزة والتي تستشعر خطر الغزو القادم من الخارج بقوة السلاح. فهي بوجهين: واحد يستمر في نفيه واستكانته حتى يحيق الخطر، وآخر ينذر قبل وقوعه.