DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهام احمد

الهام احمد

الهام احمد
أخبار متعلقة
 
جرب أن تفتح باب منزلك وتدخل ،وكأنك تدخل إليه لأول مرة ،ثم القِ نظرة على ألوان الجدران، وتوقف لحظة واغمض عينيك، وبينما هذه الصورة مستقرة في خيالك ،اسأل نفسك ،هل تشعر بالراحة عندما تتذكر لون غرفة نومك، غرفة المعيشة أو المطبخ ؟ هل تشعرك تلك الألوان بالاتساع ؟ أم أنك ترى الحوائط قريبة أو ضيقة ؟ هل يمكنك أن تغير قطع الأثاث دون الخوف من اضطرارك لتغيير الألوان أيضا؟ هل يشكل لك اللون علاقة مع ارتفاع السقف أو إحساسك بقربه ؟ هل تشعر وأنت تنظر لطلاء أفضل غرفة لديك بالمنزل بالسعادة أو الضيق ؟ تلك المشاعر لاتنشأ من فراغ سواء كانت سلبية أو إيجابية ،لأن اختيار الألوان في المنزل يعتبر جزءا أساسيا في إشعارك بالرضا أو الغضب أو الارتياح أو التوتر. والسؤال هل هذا الموضوع يمكن أن يكون له نفس أهمية انهيار سوق الأسهم أو الامراض المنتشرة في العالم أو تدني مستوى المعيشة ؟ تجيب بلا تردد، نعم لأنك لايمكنك أن تغير مايحدث في العالم حولك ،لكن يمكن أن تغير نظرتك إليه ببعض اللمسات الهامة التي تعيش فيها ومعها يوميا . وهذا مايذهب إليه علماء النفس، حيث يجدون ارتباطا وثيقا بين الألوان حولك وبين قدرتك على التعايش مع المنغصات اليومية . لكن كم منا يفكر في الاختيار المناسب له أكثر من اهتمامه بالموضة أو آراء الناس؟ قلة فقط. وتلك القلة يهمها الشعور الفياض بالسكينة حينما تنتقل عيونها بين ألوان غرف المنزل . بل أن اختيار الألوان لديهم يشكل العنصر الاساسي لروح المنزل . وعندما تكتسب هذا الشعور بالرضا من السهل أن يقتنع الآخرون بمزاجك حتى لو اختلفت عنهم ...هل تعرف لماذا؟ لأنك ستكون بمزاج صافٍ ونقي لأن تنتقي أجمل العبارات وأجمل الأوصاف لأركان منزلك بألوانها الجذابة ، لأنك لن تجد صعوبة أن تختار الملامح السعيدة التي ستبدو على وجهك وأنت تفعل ذلك. لهذا فأنصحك عزيزي القارئ أن تعيد النظر في الألوان التي اخترتها لمنزلك وسترى الفرق. وسنحاول من خلال هذا المقال أن نظهر لك التأثير النفسي لكل لون ،بحيث يساعدك على انتقاء اللون المناسب حتى لاتقع فريسة الإحساس بالكآبة حينما يجف الطلاء ولاتعرف ما السبب وراء ذلك الضيق ،بينما يكون السبب الوحيد هو اختيار خاطئ من قبلك . وكما يقول أحد مصممي الديكور: إن اختيار الألوان يعد احد أهم العناصر المكونة للديكور من حيث كونها العنصر المشترك في الحوائط والأسقف والمفروشات والأثاث والإضاءة وغيرها من المفردات التي تتحد لتعطي لنا الصورة الجمالية والنفسية للمنزل. ويمكن تقسيم الألوان إلى فئتين: الألوان الدافئة والألوان الباردة. وأهم مصدر للألوان الدافئة هو الأحمر والأصفر ومن مشتقاتهما البرتقالي والأخضر، وهي ألوان ترمز إلى الدفء والحياة. فإن كنت تبحث عن الكرم والفرح والإرادة والانطلاق أو أمرا فاتحا للشهية فاستخدم اللون الأصفر في غرفة المكتب، ولكن يفضل عدم طلاء كل الجدران به لأنه قد يكون مثيرا للجهاز العصبي وينصح بإضافة لون أخر إلى الطلاء كالأزرق ليكون بمثابة عنصر مهدئاً. أما إن كنت تبحث عن الشعور بالطاقة والإحساس بالسرعة والحركة فاللون الأحمر يناسب المداخل وأحد الجدران في غرفة المعيشة أو جدران السلالم أي لاتبالغ في استخدامه بكثرة لأنه يثير الأعصاب، و يمكن أيضا أن تكتفي به في قطعة اكسسوار أو نسيج على الحائط . وفي غرفة المعيشة التي تعد أهم غرفة يقضي فيها أفراد المنزل أوقاتهم فيمكن استخدام اللون البرتقالي ،لأنه يعطي إحساسا بالسعادة والطفولة والبراءة ويمكن معه اختيار قطع مختلفة الألوان من الأثاث تتدرج بين الأحمر والبني والأخضر لتضفي شعورا أكبر من الدفء والحميمية والترحيب . بينما يحذر مصممو الديكور من استخدام الألوان الباردة مثل الأزرق ومشتقاته كالبنفسجي والتركواز والأخضر الغامق والرمادي لأنها ألوان تثير الحزن والملل. والأغرب أنها قد لاتشجع الموجودين في الغرفة على تبادل الحديث . أما الحديث عن اللون الأزرق الفاتح فهو كما تم وصفه (يتربع على عرش الألوان الباردة ومن أكثر الألوان الموحية بالعمق الشديد ويبعث على الإحساس بالنقاء والصفاء والأرستقراطية والروحانية والهدوء الذى يصل في بعض الأحيان إلى درجة السلبية ويذكرنا بالسماء والمياه والهواء. والأزرق من أكثر الألوان التي تعطي بعدا للمكان ويرمز للعظمة ،وفي نفس الوقت فهو لا يفرض نفسه على المنظر بل يعطي للأشياء امتدادا طبيعيا، كما انه يساعد على الاسترخاء والتركيز) ،ويزداد جمالا إذا أضيف إليه اللون الأصفر ،حيث يساعد على التركيز والإلهام وهو مناسب لغرفة المكتب . أما الأزرق الغامق فالشعور الذي يضفيه بالسكينة يناسب غرف الأطفال . والحقيقة إن الألوان الباردة إن أضيف عليها لون آخر أعطت شعورا بالحيوية كالتركواز ولمسات من البرتقالي وهي مناسبة للاستقبال . وربما إن تذكرنا بأن اختيار الألوان يعتمد على أمزجة الأفراد فإننا لايمكن أن نقول بأن هناك لونا جيدا ولونا سيئا ،إنما علينا فقط أن نعرف التأثيرات التي يمكن أن نعدل بها مزاجنا بين وقت وآخر ،فكلنا تنتابنا تقلبات نفسية لها مسبباته الشخصية ،وقد نحتاج للتغيير لنشعر بشيء من السلام. فمثلا اللون الأخضر يعطي شعورا بالنضارة والإشراق والإحساس بالتوازن والأمل ولمسة رائعة من الطبيعة الخام، ولكن درجاته المختلفة لها تأثيرات مختلفة فالأخضر النعناعي والأكوا يوحيان بالانتعاش والغامق بالسكون . وستجد أن بعض الناس الذين يميلون إلى الشعور بالعظمة والغرور يستخدمون اللون البنفسجي والبعض الآخر الذين يميلون للعمق والتركيز يستخدمون نفس البنفسجي لكن بدرجات أفتح. أما اللون الأبيض فيوحي بالنقاء والسعادة والفرحة وهو من الألوان المحفزة والمضيئة والرقيقة والناعمة ويرمز للنقاء والبراءة. والجميل أن الألوان يمكن أن تختلط لتكون لونا جميلا متناسقا، وقد تجد بعض الأشخاص الذين يقومون بتجارب عدة باستخدام بعض المخدات الأرضية وعلى الأرائك لمعرفة مدى ارتياحاهم لتمازجها . وسواء استخدمت لونين أو لونا واحدا أو مجموعة من الألوان المتقاربة فأنت تصنع ذوقك الخاص وتعيد مزجه أكثر من مرة لتجد أمرا واحدا في النهاية، أنك وصلت لما تريد تأثيره عليك. لهذا من الخطأ الاعتماد على رأي الآخرين في مدى جودة ماتختار من ألوان لأن لكل شخص مزاجه الشخصي. لكن من المهم أيضا أن تحاول دراسة تأثير الألوان حتى لاتتنافى والذوق . لهذا نقول: لابد أن تكون دقيقا لأن إعادة طلاء المنزل مرة أخرى ستستهلك منك وقتا ومالا. والأهم دع جمال روحك يسكن المكان وسترى بأنك ستحصل على مايقوي استعدادك للحياة بما فيها من صعود وهبوط. لؤلؤة: سليني عن الذكريات لأفتح دفتر أقدارنا.. وأمحو تفاصيلنا الغائبة (محسن الزاهر شاعر سعودي) [email protected]