الأمن والسلام العالميان والتعايش بين الشعوب بعيدا عن النزاعات المسلحة من الأهداف الهامة لأي تجمع عالمي.. العالم قرية كونية صغيرة تتفاعل قضاياها ومشاكلها في المنعطفات والتقاطعات وكل انسان معني باشادة السلام وتوفير الامن من اجل ان تتعايش البشرية لأن العصر الحاضر بتعقيداته يفرض تحديات كونية لابد من التكاتف لإيجاد الحلول لها.
والمملكة في هذا الإطار تستضيف الدورة الـ27 لمجلس التفاهم العالمي لأول مرة ويعقد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ بحضور 200 شخصية سعودية وعالمية من القيادات السياسية والفكرية والاقتصادية ، من بينهم 28 رئيس دولة ورئيس وزراء سابقين لمناقشة تحديات الأمن والسلام العالميين.
هذا التجمع هدفه صناعة ديناميكية جديدة للنقاش وإيجاد التصورات في كيفية تحقيق النمو الاقتصادي بعد أن عصفت الأزمة الاقتصادية العالمية باقتصاديات الدول وزادت الهوة بين مجتمع ونادي الأغنياء ومجتمع ونادي الفقراء والمملكة باستضافتها لمجلس التفاهم العالمي إنما يجيء عطفا على دورها المتنامي والصاعد في المشاركة في القرار العالمي إزاء المشاكل والصعوبات التي تعترض العالم ودوله وحضارته. فالمملكة دولة ذات حضور قوي على المستوى الدولي وهي التي شاركت في قمة العشرين الاقتصادية العالمية التي رسمت حلول الأزمة العالمية المالية وهي أيضا من كبريات الدول المانحة في العالم للدول المحتاجة والفقيرة والدول التي تهددها الازمات وهي كذلك الموفر الاول للطاقة في العالم من خلال انتاج النفط وبالتالي هي تتحمل مسؤوليتها التاريخية في المشاركة والبناء العالميين مع ميزات اضافية قلما تتوافر لدولة اخرى واهمها زعامتها للعالم الإسلامي ومبادراتها السياسية والدبلوماسية الرائدة البعيدة عن المصالح السياسية وكل ما تنشده هو إحلال الأمن والسلام في أرجاء المعمورة لأنها رسالة تاريخية تؤمن بها المملكة منذ توحيدها كدولة على يد الملك المؤسس وأصبحت من التقاليد الراسخة في الدبلوماسية السعودية والمبادرات التي تطلقها لتحقيق المناخ الآمن ليعيش الإنسان موفور الكرامة والعزة في مجتمعه الصغير وعلى كوكب الأرض لأنها رسالة لا تختص بحضارة دون أخرى او جنس أو عرق او قومية دون أخرى . إنها رسالة كونية تؤمن بها المملكة وتشارك المخلصين لتحقيق هذه الرسالة وأهدافها السامية.
