تعتبر فكرة إنشاء مركز خليجي لرصد الأمراض الوبائية في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تمت مناقشتها على طاولة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول المجلس، خطوة متقدمة في عمل المكتب، وتعزيز مجالات التعاون والتنسيق والتكامل في العمل الصحي بين دول المجلس.
نعلم أن هذه الفكرة قد تكون متزامنة مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، وما صاحب ذلك من مخاوف عالمية في المناطق الموبوءة ورغم ان دول المجلس آمنة من هذا الوباء العالمي، الا ان ذلك لا يمنع ان تفتح لنا هذه الكوارث الابواب للعمل الجاد والتنسيق بين الهيئات والمؤسسات الصحية، من اجل منع الاوبئة والامراض قبل تفشيها ، فذلك حماية للشعوب الخليجية وحفاظا على سلامتها وصحتها.. إن العمل على مشاريع كهذه يعتمد على ربط حقيقي ومتكامل بين الهيئات والقطاعات الصحية في دول المجلس بما يحقق سرعة تبادل المعلومات والاستشارات والتواصل المباشر ضمن منظومة شاملة ومقننة تتمتع بالمرونة والديناميكية.. ولا شك في ان المضي في هذا المشروع سيعمل بشكل عميق على تعزيز كل ما يصب في مصلحة وصحة أبناء دول المجلس وكذلك المقيمون فيها.
ولعل فكرة كهذه تفتح الطريق أمام مشاريع صحية اكبر، كالمشاريع البحثية المشتركة في الامراض المنتشرة، والبرامج الصحية التوعوية الهامة، وكذلك تعزيز جودة الخدمات المقدمة في المراكز الطبية من خلال الاستفادة من تجربة الباحثين الخليجيين المتميزين، وجهود كليات الطب، والمراكز البحثية المرموقة، والمستشفيات التخصصية التي حققت نجاحات علمية على المستوى العالمي .. والاطلاع على التجارب الهامة في مجالات دقيقة ليتم تعميمها وتطويرها، والاستفادة منها في جميع المراكز الصحية في دول المجلس.. ان تحقيق مزيد من الترابط بين القطاعات الصحية في دول المجلس وتكامل المشاريع بينها اصبحا مهمين للغاية بحكم التقارب الجغرافي والاجتماعي وتشابه الأنماط الحياتية والغذائية بين ابناء الخليج، لذا فان القضايا الصحية والأمراض، تكاد تكون متطابقة في بيئاتنا الخليجية، وبالتالي فان تنسيق الجهود الصحية سيجني ثماره أبناء المجلس على مستوى الخدمات الوقائية والصحية والعلاجية.
