DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التحرش الجنسي بالأطفال

التحرش الجنسي بالأطفال

التحرش الجنسي بالأطفال
التحرش الجنسي بالأطفال
«بغاء الأطفال» أو الاعتداء الجنسي على الأطفال .. مرض اجتماعي خطير، بدأ يظهر مؤخرا بشكل واضح في كثير من الأمكنة، وينتشر بدهاليز ضيقة يتوه فيها المجرم والمجني عليه، وقصص عن هذه الآفة لا تنتهي إلا إلى ثقوب سوداء في ثوب المجتمع وجروح في جسده . آثار سلبية حادة، على الفرد والمجتمع جراء تفشي مثل هذه الأمراض، ونتائج وخيمة لجريمة تولد جرائم كثيرة، وفي المقابل .. محاولات جادة في القضاء على هذا المرض ما أمكن، وتوصيات وتوجيهات من ذوي الاختصاص تطالعونه في التقرير التالي: اثناء عودتي • في البداية التقينا ببعض الحالات من الأطفال المجني عليهم الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي وبأولياء أمورهم، فهذا والد الطفل عبد المحسن .ع من الدمام يذكر بأن ابنه تعرض للاعتداء الجنسي وذلك أثناء عودته من المدرسة للمنزل حيث كانت المسافة بعيدة بين المنزل والمدرسة، ويضيف بأنه علم عن الحالة بعد أن رفض ابنه الذهاب للمدرسة مطلقاً، وبعد مساءلة الابن اتضح أنه قد تعرض للاعتداء جنسيا، مما اضطر ولي أمره إلى تغيير مدرسته وتغيير حتى موقع السكن بغية أن يزرع في نفس ابنه الثقة فيما يكون تحت الملاحظة. العلاج الجسدي والنفسي • وهنا أيضا والدة الطفل وليد.ن بالخبر تقول :» لاحظت وجود بعض البقع على ملابس ابني مما أثار الشك بداخلي، وبعد فتره اتضح لي بأن ابني يتعرض للاعتداء الجنسي من قبل أحد أقاربه،الأمر الذي اضطررت معه إلى إبلاغ شقيقه الأكبر لمعالجة الوضع دون إبلاغ والده، لكي لا يتطور الوضع، والآن نحن في فترة العلاج الجسدي والنفسي لابني المجني عليه ممن انسلخ عن قيمه الإنسانية من أجل شهوة عمياء شاذة» .قام بتهديدي واعتدى عليّ. • وهذا ن.ع ( 15 عاما) يعترف لنا بأنه قد اعتدي عليه جنسيا من قبل أحد زملائه الذي يسكن بجوارهم في نفس الحي، ويقول :» ذهب بي زميلي إلى منطقة بعيدة عن السكان، وقام بتهديدي واعتدى علي، فأبلغت والدي ، ثم بلغ والدي الجهات الأمنية». • ومن الجانب الآخر المظلم، يعترف ح.م( 23 عاما) بأنه سبق وأن اعتدى جنسيا على طفل عمره 10 سنوات، وقال :» كنت أشاهد الأفلام الإباحية والخليعة دائما بعيدا عن مراقبة والدي، كما كنت أتابع وأبحث عن أي مقطع أو صورة جنسية من (البلوتوث ) ، ولما استدرجت الطفل كنت في قمة الهياج الجنسي كما كنت أحاول أن أطبق ما شاهدته من شذوذ في الأفلام الجنسية على الضحية. تعريف الاعتداء * في محور موضوعنا يقول المختص في شؤون الأسرة خالد المداح :» إن الاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، وهو يشمل تعرض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسيا، ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخليعة والمواقع الإباحية». الدلائل الجسدية * وعن الدلائل الجسدية للاعتداء الجنسي حسب الفئة العمرية للطفل وجنسه أضاف المداح:» كثيرة ومنها أعراض جسمانية غير مبررة، وصعوبة في المشي أو الجلوس، وكذلك بعض الأمراض والأوجاع في الأعضاء التناسلية، أو إفرازات أو نزيف أو التهابات متكررة في مجرى البول، وكذلك أوجاع بالرأس أو الحوض، بالإضافة إلى الصداع، وأن تشاهد الملابس الممزقة والملابس الداخلية مبقعة أو ملطخة بالدم». أسباب الاعتداءات الجنسية • وعن أبرز أسباب الاعتداءات الجنسية على الأطفال يقول المداح :«ضعف الوازع الديني الذي يرد الشخص (المجرم) على ارتكاب جريمته، وغياب الرقابة الأسرية سواءً في محيط المنزل أو المدرسة أو الحي، وكذلك التفكك الأسري وكثرة الخلافات مما يدفع الأبناء للهروب من المحيط الأسري بحثاً عن إشباع رغباتهم واحتياجاتهم من العطف والحنان، ومن الأسباب أيضا مشاهدة الأفلام والصور الإباحية عن طريق القنوات الفضائية أو الانترنت، أو مرافقة أصدقاء السوء وخاصة ممن يكبرونهم سناً، ولا نغفل عاملا مهما ومؤثرا بشكل فاعل وهو التعري أمام الطفل «. حماية أبنائنا من الاعتداء • وعن كيفية حماية أبنائنا من الاعتداء الجنسي أضاف المداح :» هناك بعض الوسائل والسلوكيات القولية والفعلية تحمي بإذن الله أبناءنا من الاعتداء الجنسي مثل توعية الأبناء منذ الصغر، وبشكل صريح بعيدا عن الابتذال والتطرف في الصراحة، وأن تكون التوعية حسب عمر الطفل مبسطة جداً مع الصغار، وبتوضيح أكبر مع الكبار، وكذلك غرس وازع رفض كل مالا يحبه الله في نفسية الطفل، مع عدم السماح للأطفال أن يناموا في فراش واحد، كما أنه علينا مراقبتهم أثناء اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم، كما يفترض ألا نسمح للأطفال الصغار باللعب مع الكبار والمراهقين، بالإضافة إلى أنه ينبغي للوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما، بينما يفترض الصداقة مع الطفل / الطفلة منذ أيامه الأول ومنحه الثقة بنفسه وبوالديه، وإشعاره بالأمان في أن يسأل، ويعرف، ويتطرّق لكل الموضوعات معهما، ناهيك عن توعية الطفل / الطفلة بضرورة أن يروي للوالدين كلّ غريب يتعرض له، وإشعار الطفل / الطفلة بالأمان التام في أن يروي تفاصيل أي موقف دون عقاب أو زجر مع محاولة إيجاد فرص متنوعة لأنشطة وهوايات أو رياضة يمارسها الطفل من سن صغيرة ويتطور فيها، كما أنه من الضروري ملاحظة الطفل باستمرار دون إشعاره بالرقابة الخانقة، ومتابعة ميوله في اللعب وحماية الطفل من مشاهدة قنوات فضائية، أو مجلات، أو أي مواد إعلامية غير مناسبة، مع عدم السماح للخدم والسائقين بالانفراد به مطلقاً « . القصص في السيرة النبوية. • ع.ا الأخصائي الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية يقول في سياق موضوعنا : « لابد من تقوية وتعزيز الجانب الديني للطفل وبيان العقوبة الدنيوية والأخروية عن طريق قراءة أو سماع القصص في السيرة النبوية.ومتابعتهم والسؤال عنهم في المدرسة والحي ومن هم أصدقاؤهم وأخلاقهم.وشغل فراغ الأبناء من خلال إلحاقهم بالأندية والمراكز الترفيهية وتنمية هواياتهم.وحماية الأبناء من مشاهدة القنوات أو المجلات الإباحية». المشكلة و العواقب • وعن مدى علاقة العمر بحجم المشكلة وما يترتب عليها من عواقب،.. يقول الأخصائي النفسي بالإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بالشرقية عبدالرحمن العكشان : « كلما كان المعتدي اقرب للطفل كان الوضع أصعب ويدخل في هذا عمر الطفل فكلما كان اصغر كانت المشكلة أصعب.اما العدوانية فكلما كان الاعتداء شديدا كان الوضع النفسي للطفل سيئا خاصة كلما صغر سنه». • وعن كيفية التعامل مع أصحاب الحالات من الاعتداءات الجنسية يضيف العكشان «: هناك بعض التوصيات للأهالي والمربين تتمثل في التصرف بحذر والحفاظ على هدوء الأعصاب وعدم إلقاء التهديدات للطفل، فالطفل بحاجة إلى الأمان والهدوء والدعم، إضافة إلى عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات أواللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه، مع عدم إلقاء المسؤولية على الطفل واستعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي الأهم في هذه الأوقات، ومن التوصيات أيضا الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان، وكذلك تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث( بالإضافة إلى تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم مساعدته. مساعدة الطفل • وعن كيفية مساعدة الطفل المعتدى عليه يقول العكشان :» عند اكتشاف اعتداء جسدي ، يفترض ألا تبالغ في ردة فعلك، والاحتفاظ بالهدوء، وأن تسمح للطفل أو الطفلة أن تشرح الاعتداء بكلماتها الخاصة، كما يجب الامتناع عن الأسئلة التي تقودها مثل، هل لمسك هنا؟، وكذلك الأسئلة التي تحتمل الإجابة بنعم أولا مثل هل يفعل هذا كل مساء؟، بمعنى أنه لا تصحح مصطلحات الطفل ، بل دعه يحكي القصة بكاملها في جو هادئ بعيد عن كثرة الناس، مع تصديقه بكل ما يقول، وعدم محاولة التقليل من حجم تجربته أو تجربتها، كما أن الاعتداء ليس خطأه،وأنه ليس سيئا ،وأن الاعتداء يحدث لكثير من الأطفال ، وأن الجميع سوف يكونون معه دائماً في مشكلته .

أخبار متعلقة