الشعوان .. مهندس ثغر الخليج الضاحك الذي لا ينساه أحد !!

تزخر المنطقة الشرقية في كافة محافظاتها ومدنها وقراها بالعديد من المجالس التي تعد بمثابة ملتقى يجتمع فيه الأهل والأصدقاء والأحباب ودليل على الترابط بين المجتمع منذ القدم .. ومع التطور والتقدم الذي شهدته البلاد وسرعة ايقاع العصر فإن الإجابة الحاضرة التي تسمعها دائما عندما تسأل شخصاً عن سبب غيابه عن إحدى المناسبات هي كثرة الارتباطات ومشاغل الحياة !! إلا أن ذلك لم يؤثر على تلك المجالس وما تزال عامرة وتفتح أبوابها امام القاصي والداني .. وعلى المستويين الانساني والشخصي فالمنطقة ايضاً ولادة وغنية بالشخصيات والاسماء اللامعة التى أثرت الوطن بأعمال وانجازات خالدة حفرت أسماءهم بحروف من نور في ذاكرة التاريخ وقلوب وعقول الاهالي . عبد الرحمن الشعوان ”يرحمه الله”.. أحد الأسماء اللامعة في سماء المنطقة الشرقية .. حفر بإنجازاته ورؤيته الثاقبة التي سبق بها عصره بسنوات طويلة اسمه بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ وداخل عقول وقلوب اهالي المنطقة عامة ومدينة الخبر بشكل خاص .. فهو احد ابرز الرجالات الذين تولوا رئاسة بلديتها خلال فترة تعد الاغلى في تاريخ المدينة الرائعة قدم خلالها اداءً وتخطيطا وتنظيما عصريا مستقبليا اسهم فى تحويل الخبر ” ثغر الخليج الضاحك ” الى قدوة ونموذج يحتذى في تصميم المدن الجديدة بربوع المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها لغربها .. ترأس عبد الرحمن الشعوان ”يرحمه الله” بلدية الخبر لمدة 18 عاما ونيفا خلال الفترة من 1372 الى 1390هـ والتي تعد الاغلى في تاريخ المدينة الرائعة .. قدم خلالها عملا متميزا ورائعا ومخلصا لا تزال آثاره ممتدة الى وقتنا الحاضر .. اتفق جيله على تكريمه واتفق اعضاء اللجنة المكلفة كذلك واما الجيل الحالي فاتفق من اتفق واختلف من اختلف وقالوا : ارامكو خططت المدينة ولم يفعل شيئا .. واقتبس وقلد !! .. ولا يحمل شهادات ولم يفعل شيئا. .. وقال آخرون لا نعرفه !! لكن تبقى الحقيقة الراسخة وهى انه درس وتعلم وعرك الحياة على امكانيات عصره بما يفوق حملة الشهادات والدالات. ضد التيار لم تكن ” ارامكو” تقوم بأعمال البلديات ولا البلديات تقوم بأعمال ارامكو ولكن ابن شعوان استثمر وأقام علاقات تعاون ذكية ومتميزة مع ارامكو وذلك بشهادة ارامكو نفسها .. فكانت بلدية الخبر من انشط بلديات المنطقة الشرقية في التعاون معها، واستعان ابن شعوان بخدمات القسم الهندسي في ارامكو في تنفيذ الرسومات الهندسية التي كان يطلبها منهم ومع ذلك عارض مهندس ارامكو حينذاك فرانك باترسون الخطط .. وقال قوله المأثور لابن شعوان: ” عندي مرسمة واوراق لأرسم لك ما تريد وهي لا تكلفني شيئا ولكن شوارع بهذا الاتساع ستكلف الدولة الملايين لتنفيذها من سفلتة وبنى تحتية وترصيف وتشجير وانارة ” وكان يطلق عليها ” احلام ابن شعوان” .. وكان ابن شعوان يبحر ضد التيار .. فالامكانيات قليلة وضعيفة وخططه عارضها المجلس البلدي وبعض من ابناء جيله وايضا ارامكو .. ولكنه بفضل الله تعالى وعونه وتوفيقه ثم بثقة ولاة الامر في هذا البلد الحبيب وبدعم حكومتنا الرشيدة صمد وجاهد وصبر حتى وصل الى شاطئ الامان منتصرا .. ورحل ابن شعوان ” يرحمه الله” في 22/11/1408هـ مرفوع الرأس تاركاً وراءه مسيرة عطرة واعمالا لا تزال الى يومنا هذا شاهدة على ابداعه واخلاصه. بدوي فذ اما خميس بن رمثان ”يرحمه الله” هذا البدوي الفطن والرجل الفذ المبدع والدليل الخبير في صحارى وبوادي هذا الوطن الغالي والذي استعانت به شركة ارامكو العملاقة خلال الفترة من 1353 الى 1378هـ في بدايات التنقيب واكتشاف النفط في اعمال المسح والارشاد في مجاهل الصحراء والبادية للبحث عن مواطن استخراج الزيت حتى اصبح جزءا مشرقا من تاريخها وعلما من اعلامها تفخر به وسارعت الى الاعتراف بفضله وتكريمه باطلاق اسمه على إحدى آبار البترول ” بئر رمثان ” . عملة واحدة وابن شعوان وابن رمثان وجهان لعملة واحدة اسمها الابداع والاخلاص .. ولكن ثمة خلافا فى الامر هو ان ابن رمثان كرّمته ارامكو بينما ابن شعوان كرّمته اعماله وقلوب اهل الخبر، ولكن بقي تكريم الوطن له .. قد يتأخر التكريم ولكن الوطن لم ولن ينسى ابناءه المخلصين .. فبعد بئر رمثان في الظهران .. هل نرى قريبا شارع عبدالرحمن الشعوان بالخبر ؟ مشوار حياة * ولد عبدالرحمن بن عبدالعزيز فهد الشعوان ”يرحمه الله” في الهفوف بالاحساء عام 1333هـ .. فوالده عبدالعزيز هاجر من الرياض ”المعيقلية” الى الاحساء ”الهفوف” طلبا للرزق والأمن عقب توحيد المملكة .. ووالدته هي الجوهرة بنت عثمان علي الطويل من اهل ” الحريق” و توفي والده وهو في سن مبكرة وتولت والدته تربيته فدرس وختم القرآن الكريم ، وعمره 10 اعوام عند المطوع ”ابن جلعود” ، ثم تعلم الكتابة والحساب والانشاء عند عبدالله بن زيد بن حسين، وطاهر ابو خمسين و ارسلته والدته الى البحرين لإكمال دراسته ودخل المدرسة الخيرية هناك واكمل تعليمه الابتدائي ثم عاد الى الاحساء. مدرسة الحياة ومارس التجارة وعاش فترة من حياته مع البدو من ”آل مرة” وكان صديقه المقرب هو مبارك بن غلفيص النابت المري ” يرحمه الله ” وعركته مدرسة الحياة بين البدو والحضر وبين والصحراء والمدن وتعلم منها الكثير من التجارب والدروس ومعرفة طباع الناس و رشّحه اهالي الاحساء لرئاسة بلديتهم ولكنه اعتذر واضعا في اعتباره ان الاخلاص في العمل متعب وارضاء الناس صعب. وبعد حوالي 8 شهور تقريبا من اعتذاره عن عدم رئاسة بلدية الاحساء كلفه الامير سعود بن جلوي ”يرحمه الله” امير الاحساء حينذاك برئاسة بلدية الخبر ولم يتردد في قبول التكليف لمحبته وتقديره للأمير سعود ولعلمه ايضا بأنه لن يقبل اعتذاره وكان ذلك عام 1372هـ. جيل الرواد و يعتبر عبدالرحمن الشعوان من جيل الرواد المبدعين الذين ساهموا بفاعلية في بناء النهضة الكبيرة التي تعيشها بلادنا والذين كان سلاحهم بعد توفيق رب العزة والجلال الحب والاخلاص لعملهم ووطنهم وعيّن رئيسا لبلدية الخبر وتوابعها في الفترة من 18/10/1372هـ حتى تقاعد في 1/7/1390هـ و انتدب لرئاسة اللجنة المشكلة لدراسة احوال بلديات المنطقتين الشرقية والشمالية من 1/4/1385 حتى 1/5/1485 بموجب القرار الوزاري رقم 441 و كلف بالقيام بأعمال ادارة المرافق العامة بالمنطقة الشرقية كأول رئيس لها بعد فصلها عن البلديات بالاضافة الى عمله كرئيس لبلدية الخبر وتوابعها من 10/2/1385 الى 13/11/1386 بموجب القرار الوزاري رقم 137 في 10/2/1385 والتي اصبح اسمها حاليا مصلحة المياه والصرف الصحي وكانت ادارة المرافق العامة قبل ذلك تابعة للبلديات ولما تضخمت اعمالها رفع عبدالرحمن الشعوان اقتراحا لوزارة الداخلية وهي الجهة المسؤولة سابقا عن البلديات من خلال وكالة الوزارة لشؤون البلديات بفصلها عن البلديات وبعد موافقة مجلس الوزراء على الاقتراح تأسست ادارة المرافق العامة وتم في عهده بناء خزان مياه الخبر الحالي الواقع على شارع الأمير مقرن بالخبر. لجان وعضوية واشترك في لجنة دراسة الثروة السمكية وعمل مسودة نظام لصيد الاسماك والمحار من 4/3/1390 إلى 29/3/1390 بناء على امر وكيل وزارة الداخلية لشؤون البلديات و كلف عضوا بلجنة تحسين صحة البيئة في المنطقة الشرقية بعد تقاعده وذلك مندوبا عن وزارة الداخلية بهذه اللجنة منذ عام 1389. كما كلف بأول جولة على كل بلديات المملكة عام 1386 لدراسة احتياجات بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ” يرحمه الله ” عندما كان وزيرا للداخلية وقد تولى المناطق الغربية والشمالية والجنوبية فيما تولى زميله سليمان المعتاز رئيس بلدية الخرج المنطقة الوسطى. عمق واخلاص اتسمت نظرته التخطيطية والعملية في ادارة البلدية بالعمق والاخلاص وربط الحاضر بالمستقبل كما اتسم بالنشاط والديناميكية واستثمار واحترام الوقت الى ابعد الحدود والاشراف والمتابعة المباشرة منه شخصيا لجميع المشاريع مكتبيا وميدانيا وكان شعاره دائما سر النجاح العمل بإخلاص و تعتبر بلدية الخبر أول بلدية قامت بتركيب الاشارات الضوئية في التقاطعات في الشوارع ، واول بلدية اقامت اسبوع الشجرة وذلك في عام 1378 واول بلدية اقامت اسبوع النظافة عام 1374 واول بلدية اعتمدت تسميات منظمة للشوارع باجتهاد شخصي من رئيس البلدية عبدالرحمن الشعوان. واول بلدية قامت بمد خطوط اشجار الاثل الحاجز للرمال من الناحية الشمالية لمدينة الخبر لايقاف زحف الرمال على المدينة وهو ما سمي حاليا بحز الحزام الاخضر. و اول بلدية قامت بايجاد الاحراش لتمويل تشجير المدينة بالاشجار ذاتيا وهو ما سمي بمشتل البلدية والواقع في شارع الامير فيصل بن فهد (28 سابقا) وقد ازيل لفتح امتداد الشارع المذكور غربا ، كما كان متنزها فريدا من نوعه لأهالي الخبر وكان يرفض التسميات الغريبة مثل حي الصبيخة وقد عدله الى الخبر الجنوبية وانجاز الكثير من المشاريع الحيوية والبنى التحتية والاسواق والحدائق ومبنى البلدية الحالي، كما تميزت الخبر في عهده بنظافتها وتخطيطها العصري واتسمت شوارع الخبر جميعها تقريبا باستقامتها ، كما اتسمت مداخل المدينة باتساعها الكبير كشارع الظهران وشارع الملك عبدالعزيز وشارع الامير تركي (الكورنيش) وكان الطيارون يطلقون عليها مدينة المدرجات. وتخصيص اراضٍ للمدارس بمساحة 500/500م بعد ان كانت ادارة التعليم تطلب 50/50 فقط ولعلها اول بلدية قامت بهذا العمل. والموافقة على انشاء ملعب يعقوب في قلب مدينة الخبر (مقر نادي القادسية الحالي . تكريم معنوي تم تكريمه معنويا في المؤتمر الاول لرؤساء البلديات والمجمعات القروية الذي انعقد في فندق المريديان بالخبر 6/5/1404هـ تحت رعاية وزير الشئون البلدية والقروية حينذاك الشيخ ابراهيم العنقري ”يرحمه الله” و توفي ” يرحمه الله” في ميدنة الخبر في 22/11/1408هـ ودفن في مسقط رأسه بالاحساء تنفيذا لوصيته. إيمان ومسئولية ما ذكر من فيض الانجازات الكثيرة المتميزة في مدينة الخبر خلال فترة تولي عبدالرحمن الشعوان رئاسة بلديتها يوم كانت كثبانا رملية وصحراء جرداء وأراضي وإمكانيات متواضعة جدا حتى اصبحت مدينة عصرية ويقول عبدالرحمن الشعوان ”يرحمه الله” في خطاب رسمي له عام 1392هـ: ” إن الذي يرى مدينة الخبر وتوابعها اليوم قد لا يبرر اندفاعي في تنفيذ الأعمال اما الذي رآها في عام 1372هـ فلا يصدق أن هذه المنطقة ستكون مدينة منظمة وحديثة، كما هي عليه الآن، كما يقول في نفس الخطاب : إن قوة الإيمان والصدق والاخلاص وشعوري بالمسئولية تجاه حكومتنا الجليلة وتجاه المواطنين هي الدفاع الاول لاندفاعي في تنفيذ المشاريع آنفة الذكر ولم ادخر جهدا بل بذلت مالي وجاهي وذلك في سبيل ما يشرف حكومتي ويريح المواطنين .. ان اندفاعي في العمل وإخلاصي فيه فرضه علي الدين والواجب وأن خدمتي في بلدية الخبر لمدة 18 عاما وانتاج الاعمال المتكاملة لهذه المدينة وان حصل بها خطأ فإنه خطأ غير مقصود اما الذي لا يعمل فإنه لا يخطئ. وصدق الشاعر حين قال: ==1==ما تشهد العين لا ما يقتفي الخبر ==0== ==0==ازهى المدائن في الشرقية الخبر شبت عن الطوق في ساعات مولدها ==0== ==0==وأوسعت في الخطى يحفها الخفر ألقيت في سوقها المكتظ منسأتي ==0== ==0==وضاع مني ثمين الوقت أدكر أها هنا كانت الدهناء قاحلة ==0== ==0==سبحانك الله يا حي ومقتدر ==2== دعم ورعاية وتحقق ذلك بتوفيق الله ”سبحانه وتعالى” ثم بالدعم والرعاية المتواصلة من لدن حكومتنا الرشيدة وكان عبدالرحمن الشعوان يعتز بتلك الفترة التي كان فيها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) وزيرا للداخلية، وكذلك الرجال المخلصون الذين عملوا في وكالة الوزارة لشئون البلديات: الشيخ عبدالله السديري والشيخ ابراهيم العنقري (يرحمه الله)، كما كان يعتز بثقة ودعم الامير سعود بن جلوي ومن بعده الامير عبدالمحسن بن جلوي (يرحمهما الله) ، كما كان لأهالي الخبر والمجلس البلدي الدور الكبير والفعال في هذه الانجازات. تاريخ المدينة ومما يحز في النفس ان ينسب الفضل لغير أهله من بعض افراد الجيل الحالي والذين يجهلون تاريخ مدينتهم فيبخسون المبدعين من أبناء هذا الوطن حقهم وإبداعهم وينسون كل تطور الى الأجنبي ومن ذلك قولهم :إن تطور الخبر يرجع الى شركة الزيت العربية الأمريكية سابقا أرامكو والحقيقة ان عبدالرحمن الشعوان استثمر وأقام علاقات تعاون ذكية ومتميزة مع أرامكو وذلك بشهادة ارامكو نفسها، فقد كانت بلدية الخبر من انشط بلديات المنطقة الشرقية في التعاون .. ويظل التكريم امنية وهاجسا لأهل الخبر ومحبيه وأبنائه الذين عاصروا هذا الرجل وعايشوا جهده وإخلاصه وإبداعه وعرقه وذلك بإطلاق اسمه على احد شوارع الخبر، فلا اقل من ان يحمل احدها اسمه وهي التي كانت جزءا من حياته وكفاحه وإبداعه عرفانا وتقديرا ووفاء لهذا الرجل. همسة عبد الرحمن الشعوان رجل في مدينة.. أخلص وأبدع للخبر المدينة .. بصماته على جبينها عشرون سنة مضت على رحيله !! لم ينسه الآباء .. فهل نسيه الأبناء .. لمن تشكو ”الخبر” هذا العقوق!! فلا شارعا يحمل اسمه!! وشوارع الخبر كانت جزءا من حياته ولا معلما يذكرنا بتاريخه!! ومعالم الخبر ”قصة” عن ابداعه.. وللوطن الحبيب ملحمة عن اخلاصه فمن يجيب النداء؟ ويمسح الدمعة .. ويحمل الراية.. ويجسد الحقيقة.. ويكتب التاريخ.. ويعطي الوفاء.. لمن أعطى الخبر الوفاء؟ ام يضيع النداء !! في زحمة الحياة .. وزحمة الروتين !! هل تحتاج (الشمس) الى دليل!! ام نظل نسمع (رجع الصدى)!! عفوا.. (وجع الصدى)!! هل ندرك هذا التكريم في حياتنا؟ ام تبادر اليه أجيال أخرى!! ”عبد الرحمن الشعوان” حسبك .. لن ينساك التاريخ. أمر سامي بإنشاء بلدية الخبر بفرعيها الدمام والظهران يعود تاريخ انشاء بلدية الخبر الى الخامس عشر من صفر 1361هـ - 1942م عندما أصدر المغفور له الملك عبدالعزيز ال سعود ”رحمه الله” امرا بانشاء بلدية الخبر بفرعيها الدمام والظهران. وكان اول رئيس لها آنذاك السيد لطفي ناجي الحداد وجاء انشاؤها ايذانا بالانطلاق في مسيرة عمرانية متواصلة شملت مختلف الجوانب فنفذ مشروع شبكة المياه والمجاري الذي اشتمل على حفر الابار الارتوازية واقامة محطات الضخ والصرف والتنقية وبناء الخزانات العلوية والارضية وبلغت تكاليفه حوالى 20 مليون ريال. كما انشئت الاسواق المركزية لمختلف السلع وبني الساند البحري واستصلحت اراضي البناء الساحلية وشقت الشوارع وعبدت وانيرت بالكهرباء وبنيت مصدات الرمال وانشئت الحدائق العامة والغابات الحرجية وغرست الاشجار في خطة تهدف الى اظهار المدينة وضواحيها بالمظهر اللائق بها وجعلها نموذجا للمدن المستجدة على سواحل الخليج العربي. وتعرف الخبر بأنها المنطقة السكنية المأهولة برجال الاعمال الاجانب نظرا لوجود معظم المؤسسات والوكالات التجارية ولتوافر الدارات السكنية الحديثة فيها. وكان للبيوت العديدة التي بناها موظفو ارامكو السعوديون في اماكن مختلفة من مدينة الخبر بموجب برنامج تملك البيوت اثرها في تطوير اسلوب البناء وتنشيط اليد العاملة، وانماء الصناعة المحلية فقد تم بناء نحو 1100 بيت فيها بموجب البرنامج. شعر ولؤلؤ لم يرد ذكر في اي من المراجع عن تسمية مدينة الخبر بهذا الاسم غير ان البعض يرجح ان لتلك التسمية علاقة بكلمة ”خبرة” وجمعها ”خبور” وهي منقع الماء في الجبل والمكان الذي تلتقي فيه مياه السيول والامطار وتتجمع. كما انها ايضا شجرة الدر والاراك وما حولهما من العشب، والثابت ان بعضا من ابناء الدواسر الذين نزحوا من البحرين عام 1342هـ -1923م جاءوا الى الخبر واستقروا بها وانذاك لم تكن الخبر سوى مجموعة من بيوت الشعر والاكواخ المبنية من الجريد اقيمت بالقرب من البحر ولجأ اصحابها الى البحث عن قوتهم في مياه الخليج يصطادون الاسماك ويغوصون بحثا عن اللؤلؤ الثمين. واستمرت هذه الحال عقدا او عقدين من الزمن حتى كان يناير عام 1935م اي في الوقت الذي كانت فيه اعمال التنقيب عن الزيت لاتزال جارية في هذا الجزء من المملكة. وفي ذلك الوقت وقع الاختيار على الخبر لبناء اول رصيف من صخور البحر والحجارة فيها يكفي لاستيعاب المراكب الصغيرة.