DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. أحمد عبد الملك

د. أحمد عبد الملك

د. أحمد عبد الملك
أخبار متعلقة
 
في حديث للرئيس الأمريكي الجديد أوباما أكد نيتهُ فتحَ محادثات مع إيران، ومدّ اليد لنظامها في حال عَمَدَ إلى «تليين مواقفه». وأشار في حديث لقناة «العربية» إلى أنه يعتقد أن «من المهم أن نكون مستعدين للتحدث مع إيران، كي نقول - بكل وضوح - أين هي خلافاتنا؟ ولكن أيضاً... أين هي إمكانيات التقدم؟»، وجاء في بيان للبيت الأبيض أن مقاربات وأطراً عامة ستوضع في الأشهر المقبلة لهذا الموضوع. وعلى غرار ما كان يصدر من كوندوليزا رايس فإن رايس الأخرى (سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس) قد دعت إلى اتباع سياسة دبلوماسية نشطة ومباشرة تجاه إيران في موضوع الملف النووي؛ في الوقت الذي حذرت فيه من «أن الضغوط على طهران ستتضاعف إذا رفضت وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم». وعلى نفس الخط أشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إلى أن طهران «تتوقع تغيّراً ملموساً في السياسة الأمريكية حيال إيران»، ولم يعلق كثيراً على هذه القضية مكتفياً بالقول: «إن إيران ستنتظر لترى ما إذا كانت هذه التغيّرات قد حصلت أولا؛ وسنعلق على ذلك في الوقت المناسب». إنه من المبكر - أمس- أن نحكم على مشاريع أو خطوات الإدارة الأمريكية تجاه إيران أو تجاه قضايا الشرق الأوسط برمتها. لكن مُحددات تلك الخطوات أو المشاريع الخاصة بإيران، لابد أن تأخذ في الاعتبار الدور الإيراني في الشرق الأوسط! وملامح هذا الدور في دعم الاستقطابات، ودعم طهران لمنظمات تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل «إرهابية»، وعلاقات إيران الوطيدة مع سوريا، وقضية السلاح النووي الإيراني، ومناكفة طهران المستمرة لواشنطن في هذا الشأن؛ والتدخل الإيراني في الشأن العراقي، وكذلك «تعكير» حرية الملاحة في الخليج، حيث تكررت «المشاغبات» من الزوارق الإيرانية ضد قطع البحرية الأمريكية التي تجوب مياه الخليج. هذه على ما نعتقد أهم ملامح أجندة «الخلاف» بين إيران والولايات المتحدة. وهو خلاف لن يُحل بتصريحات أوباما «الوردية» أو «توجسات» ملالي إيران، أو «تحديات» نجاد -الذي لم يعلن ترشيح نفسه حتى الآن لفترة قادمة- حيث تنتهي ولايته في هذا العام. وأما المشهد السياسي العربي نفسه فمنقسم حول مواقف ونوايا إيران. فدول ترى أن إيران تشكل تهديداً للعرب، آخذاً في الاعتبار مواصلتها تخصيب اليورانيوم، واحتلالها الغاشم للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ودعمها للجماعات المتشددة (حزب الله في جنوب لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين). وهذا الدعم يضّر بالاتجاه العالمي نحو السلام، ويشق الصف الفلسطيني، ويعرقل جهود دول الاعتدال في التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط؛ وبناء أسس الثقة والسلام في المنطقة. وفي المقابل، يرى المشهد في «دول أخرى» أن العدو الإسرائيلي لا ينفك عن تهديد جيرانه. وأن النضال حق شرعي لكل الشعوب التي تقع تحت الاحتلال، وأن النضال اللبناني هو الذي حرّر جنوب لبنان، وأن النضال الفلسطيني يستحق الدعم العربي والدولي للفوز بحق تقرير المصير. والحال أننا نعتقد أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران ليس خلافاً على أسلوب وسلوك رئيس إيراني أو رئيس أمريكي! بل إنه اتجاه «عقائدي» عند إيران برفض كل الطروحات الأمريكية واعتبار الولايات المتحدة «الشيطان الأكبر» الذي يعيث في الأرض فساداً ويرعب دول العالم. وأن الولايات المتحدة لا تكف عن استعراض عضلاتها القوية والتدخل في أي منطقة من العالم اعتماداً على القوة العسكرية لا على المنطق ولا الحوار. كما يستحضر الشارع الإيراني موضوع التحالف القوي بين شاه إيران السابق والولايات المتحدة! وكيف أنه حاول «تغريب» إيران من ثقافتها الإسلامية وإخراجها من عباءتها الدينية. ولذلك جاءت ثورة الخميني كي تؤسس لنظام ثوري إسلامي يقاوم الثقافة (الشاهنشاهية)، ولتقيم ثقافة «العداء» لأميركا كمفهوم ثوري؛ بحكم الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل التي تحتل أراضي إسلامية، ومحاولاتها المتكررة إلحاق الضرر والهزائم المتكررة بالدول العربية والإسلامية، متجاهلة بذلك المبادئ الأساسية للحياة الأمريكية القائمة على الديمقراطية والحرية ووثيقة الدستور الأمريكي الذي يؤمن بالحوار وحق الشعوب في تقرير المصير. أما الولايات المتحدة -على الطرف الآخر- فتتوجس من نوايا إيران المستقبلية! وقد صنّفتها في «محور الشر». وترى الولايات المتحدة أن إيران -بحكمها العقائدي المتطرف- تمارس الضغط على الشارع الإيراني - الذي ينتفض من تحت جلده- من أجل تغيير النظام. وباسم الدين تحاول إيران أدلجة الشعب كي يتحرر من «ثقافة الحياة» التي تطلقها الولايات المتحدة، وتلزمه بتبني «ثقافة الموت»، حيث تستحضر الأروقة الأمريكية «شهادات» الموت أو «مفاتيح الجنة» التي كان البعض يوزعها على الشباب الصغار ويدفع بهم إلى خطوط التماس في الحرب العراقية- الإيرانية. وكانت تلك حرباً خاسرة حقاً، ولم يفهم الطرفان أبعادها ونتائجها إلا متأخرين جداً. كما تتهم الولايات المتحدة إيران بعرقلة جهودها في إقامة نظام ديمقراطي في العراق، بحكم تدخلها الاستخباري والمعلوماتي في جنوب بلاد الرافدين . وعلى الرغم أن علاقات دول مجلس التعاون مع إيران «متأرجحة»، حيث نجد علاقة «وطيدة» أحياناً مع بعض دول المجلس، ونجد أيضاً علاقة «فاترة» مع دول أخرى في الوقت ذاته! إلا أن موضوع احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث مازال مثار خلاف شديد نتيجة التعنت الإيراني، على رغم كل المحاولات التي بذلها مجلس التعاون ودولة الإمارات العربية المتحدة لحل الخلاف عن طريق الحوار المباشر أو اللجوء إلى القضاء الدولي. كما أن بعض دول المجلس تتوجس من التدخل الإيراني في شؤونها، وهو ما تعتبره هذه الدول محقة تدخلا وتهديداً سافراً لأمنها، وخصوصاً أن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات «مُميزة» مع دول المجلس، وتعارضُ إيرانَ في هذا الشأن. كما أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين ما فتئوا يكررون التهديدات لضرب مصالح الولايات المتحدة في دول المجلس، وهي رسالة واضحة. إذن، هل ستظل يد أوباما ممدودة إلى أبعد الحدود نحو إيران؛ أم أن الولايات المتحدة سوف «تقطع» يدَ إيران لو حاولت شدّ يدها بالقوة، وتنهي حالة «الغزل» غير البريء بين الطرفين؟!.  الاتحاد الاماراتية