قد يطول الحديث عندما نتناول موضوع المواهب واهمالها في أنديتنا وكأنها بضاعة رخيصة يمكن اهمالها والاتجاه في الطريق المختصر وهو شراء اللاعبين الجاهزين من الأندية الأخرى مع استمرار حالة الاسراف في الشراء بدفع الملايين غير المنطقية لأي لاعب تم شراؤه بأكثر من 10 ملايين ريال الا من باب الدخول في تحد مع الأندية الأخرى.
المدارس الكروية في الأندية اندثرت بشكل كبير بعد أن كانت شعلة من النشاط، ولنأخذ مثالا لها نادي الهلال الذي كان يفرخ اللاعبين فيأخذ ما يريد منها بعد سنوات من التدريب ويترك المجال للبقية للاتجاه الى أندية أخرى لترى مستقبلها، لكن أين هي مدرسة الهلال التاريخية التي كان الجميع يتحدث عنها؟ بل ان اتجاه النادي أصبح في طريق شراء لاعبين صغار من أندية أخرى مما يؤكد عجز الزعيم حتى عن تدريب لاعبين من مدينة الرياض واعدادهم للمستقبل كما كان سابقا.
لغة المادة التي طغت على بعض الأندية جعلت من المنافسة على شراء اللاعبين تمحو من ذاكرة رؤساء أنديتنا وأعضاء الادارة وأعضاء الشرف وحتى الجمهور تكوين مدارس للبراعم يتم الاهتمام بهم للمستقبل، فالحالة العامة الآن هو الاعلان عن فتح باب التسجيل للاعبين الصغار بعدد محدود ويتم الاختيار على أسس ملخبطة ومدربين أقل من عاديين وعلاقات مع آبائهم والحكم عليهم لساعات محدودة، ثم اختيار كمية محدودة وترك البقية يعودون الى بيوتهم، وتسليم اللاعبين المختارين لمدرب لا يمكن الاعتماد عليه في تنشئة لاعبين صغار في السن.
في اعتقادي أن مدرب الناشئة يجب أن يكون هو المدرب الذي يتم دفع المبالغ الطائلة عليه، مع فتح الباب لتواجد أكبر قدر من اللاعبين وليس الاختيار بالمجاملة، وتكوين مدرسة كبيرة في كل ناد لتفريخ اللاعبين والاتفاق مع شركة راعية خاصة بهم، وتكوين جهاز اشرافي بملعب خاص بأوقات تدريبية خاصة ومن ثم ستشاهدون كل ناد يحتار في اختيار اللاعب للفريق الأول مستقبلا بل يبتعد عن ابتزاز الأندية الأخرى عند شراء لاعب بطلب الملايين من الريالات.
تذكرت قصة لأحد الأندية الذي استعان بمدرب من الجنسية العربية لتدريب فرق الناشئة في النادي وكان أولياء الأمور كثيري التذمر من المدرب بسبب تلفظه بألفاظ لا تذكر هنا على اللاعبين، الأمر الذي حدا بادارة النادي الى فسخ عقده، ومن هنا فالعذر واضح لدى كثير من أولياء الأمور في عدم فسح المجال لأبنائهم بالاتجاه للنادي لعدم وجود الثقة في تواجد المدرب (المربي) القادر على تهيئة اللاعب الصغير مهاريا وأخلاقيا.
هذا الموضوع متشعب وكبير لكن ما طرحته هنا قليل من كثير والمتواجدون والمحيطون بالأندية يعلمون الكثير والكثير عن أهمية هذا الموضوع ولكن هل هناك (حياة لمن تنادي)؟
[email protected]