DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آراء متباينة تجاه رواية مظاهر اللاجامي «الدكة»

آراء متباينة تجاه رواية مظاهر اللاجامي «الدكة»

آراء متباينة تجاه رواية مظاهر اللاجامي «الدكة»
أخبار متعلقة
 
تباينت وجهات نظر الحاضرين بالمقهى الثقافي في نادي المنطقة الشرقية الأدبي حول رواية مظاهر اللاجامي «الدكة» مساء الأربعاء الماضي. وأثارت الرواية الثانية للاجامي، والصادرة عن دار فراديس في البحرين، موجة من الاختلاف في الآراء، حيث ثمن بعض الحضور جرأة المؤلف، فيما نفى آخرون أن تكون الجرأة وحدها كافية لجعل الرواية جيدة. وأثنى بعض المناقشين على لغة الرواية، التي وصفوها بـ »الشاعرية»، فيما اعتبر آخرون ان فيها لغة مربكة وغامضة. وامتد الخلاف بين الحضور ليشمل تقنيات الرواية التي وصفت حيناً بالحداثة والتجديد، وحيناً آخر بالتفكك وعدم الوفاء بتقنيات الرواية. وتتناول «الدكة»، وهي المكان المرتفع الذي يغسّل عليه الموتى، من خلال أبطالها قضايا اجتماعية وأخلاقية وسلوكية مختلفة مثل الاغتصاب والمثلية وتعاطي المخدرات والتفكك الأسري، وتنتهي بتحول شخصياتها الرئيسة إلى أشخاص مأزومين و انتحار بطل الرواية. وقدم ابراهيم الشمر قراءة قصيرة للرواية، وقال ان اللاجامي ينطلق من المشاكل الموجودة في الواقع الاجتماعي ويجسد أزمة شخوصه الوجودية، وتعالقهم مع الواقع، وأثناء ذلك يقارب التابوهات ويخترقها. مضيفا ان شخصيات الرواية تتسم بالاضطراب والعنف. وأوضح الشمر ان اللاجامي يعري شخصياته، المارقة عن النسق، في متواليات من الصدام تكشف القضايا المسكوت عنها، ويسبر خلال ذلك عوالم مدينته القطيف بعذاباتها الممتدة في الزمن وإنسانها المغيب. وقال ان الثيمة الأساسية في الرواية هي التغييب الاجتماعي للأفراد والذي رمزت له الرواية من خلال توظيف الدكة والموت، ووصف تقنية الرواية بأنها شبيهة بروايات تيار الوعي. ونفى الناقد أحمد سماحة أن يكون أسلوب الرواية قريباً من أسلوب تيار الوعي. ورأى أن الكاتب أغرق الرواية في تفاصيل كثيرة دون أن يعمقها أو يربط بينها ربطاً جيداً، منتقدا ضعف ما اسماه «التفاعل بين جميع العناصر» في الرواية من أجل الخروج برواية متماسكة. وقال سماحة ان الكاتب لم يعمق أبعاد شخصياته، مؤكداً ارتباك السرد في الجزء الأول من الرواية بسبب توالي أكثر من صوت في رواية الأحداث داخل الرواية. وذكر أنّ الرواية صنعت أطراً كثيرة ولم تركز على أحدها، فالقارئ يخرج من إطار ليدخل في آخر قبل أن يكتمل الأول. ووصف الكاتب بـ »الموظِّف الجيد»، الذي تنبئ روايته بروائي قادم، ولكنه ليس باللاعب الجيد الذي يجيد ربط الأطر المتفرقة ببعضها. موضحا ان الكثير من الروايات تناول فكرة الإنسان المطحون والناس المظلومين التعساء، ولكن الفارق يكمن في كيفية التناول التي تشكل جدة الرواية وتبرر وجودها. وخلص سماحة إلى القول ان أي رواية لا يمكن أن تخلو من أيديولوجيا لأن الكاتب لا يكتب الرواية جزافاً ولكنه يريد أن يوصل فكرة معينة. ووصف القاص عبد الله الوصالي الرواية بـ »المربكة» ولغتها بـ »اللغة الصعبة»، التي وقعت في التكلف والاعتساف. وقال ان اللغة اضطرته إلى إعادة الجملة لأكثر من مرة، مشيراً إلى ان لغة الرواية وظفت توظيفاً أعلى يطغى على عناصرها الرواية الأخرى. وذكر الوصالي ان اللغة الشعرية تناسب الحوار الذاتي (مونولوج)، ولا تتناسب مع حوار الرواية (ديالوج)، لكنه هنأ الكاتب على جرأته في تناول الأمراض الاجتماعية التي لن تنزاح عن المجتمع ما لم يُسلط عليها الضوء. وقال ان الرواية تحوي مفارقة لأن السوداوية والقهر والتجديف يهيمنان عليها وشخصياتها، بينما أسماء شخوصها ذات طابع إيجابي وديني. مضيفا ان الكاتب حاول أن يكون محايداً وألا يبدو مؤدلجاً في اتجاه معين، ولكنه صار كمن يمشي على حبل مشدود، إذ لم تخل الرواية من ظهور الأدلجة بعض الأحيان. وأوضح الوصالي ان إيصال صوت المقهورين يمكن أن يتم عبر بيان اجتماعي، لكننا أمام رواية يجب تقييمها بمعايير الرواية. وقال محمد الرشيد ان اللاجامي يمتلك مخزوناً ثرياً من الكلمات والصور، التي وصفها بـ »المفرطة في الشاعرية». وأضاف ان الرواية تستعرض المشاكل الاجتماعية لكنها تبالغ في الكآبة وتخلو من المضامين والحكمة. وقال انه كان بإمكان اللاجامي أن يجعل روايته أفضل من حيث وضوح الأحداث وطبيعة الشخصيات التي اتسم أكثرها بالسلبية والشذوذ. ورأى القاص حسين السنونة ان «الدكة» في الرواية ترمز لأكثر من معنى، وان البطل فيها هو اللغة التي حفزت الكاتب على المزيد من السرد، وان قدرته على الوصف تحفز القارئ على مواصلة القراءة، واصفا تقنية الرواية بـ »الجديدة والتجريبية». وأوضح أن الرسالة الأساسية في الرواية هي نقد النسيان، الذي تمثل بنسيان الأموات والأحياء من أبناء مجتمع الرواية وعدم استثمار طاقاتهم. وقال ان الرواية تعبر عن صرخة ألم واعتراض لم تكن موجودة في المجتمع قبل هذا الجيل من الكتاب. واختلف القاص زكريا العباد مع السنونة في احتلال اللغة لبطولة الرواية، وقال ان البطولة يحتلها الضياع والقلق والصراع والتفكك النفسي والاجتماعي والأسري من خلال شخصيات مضطربة يتناول الكاتب من خلالها ثغرات المجتمع وأزماته. وأضاف ان اللغة الشاعرية في الجزء الأول من الرواية شكلت ثقلا أبطأ من حركة السرد وقلل من تفاعل القارئ. واتفق العباد مع سماحة في ضياع الخيط، الذي يربط أحداث الرواية وشخصياتها وعدم اكتمال بعض الشخصيات في الرواية. وقال ان الرواية لم تتخلص من هيمنة أجواء رواية اللاجامي الأولى «بين علامتي تنصيص»، وان بعض شخوصها تشكل امتدادا لشخصيات الرواية الأولى إلى درجة قد تصل إلى التطابق بعض الأحيان.