عزيزي رئيس التحرير
ما هو وجه الشبه في العطاء بين الإنسان والنملة ?
فقد ذهبت مسرعاً لإحدى زوايا غرفتي لأتخلص من النمل بطريقتي الخاصة وفجأة توقفت لحظات ودقائق لأتأمل في هذا المنظر المزعج الجميل حتى أصبح شعوري متناقضا بين التخلص من النمل وبين التفكير والإعجاب فيه حتى طال انتظاري وطال تأملي إلى عدة ساعات لأبحث وأقرأ أكثر عن سر هذا النمل العجيب فشاهدت العجب العجاب وسألت نفسي كيف أكتب موضوعا عن ( النمل ) فسأحتاج إلى صفحات وليس صفحة واحدة أليس في القرآن سورة من أطول السور بعنوان ( النمل ) ؟ ولماذا سمي بوادي النمل في كتاب الله ؟ فجميعنا نعرف قصة النملة مع النبي سليمان عليه السلام عندما أحست بالخطر على بني جنسها حذرت وقالت : إن الخطر قادم .. عجيب أمر هذه النملة فلم تهرب بنفسها عندما أحست بالخطر فمن منا اليوم من ينام وهو يحمل هم هذه الأمة كما تحمله النملة لعشيرتها . فالنملة لها صبر عجيب قد لا يتميز به بني البشر عند بناء بيتها فهو يسقط فتعاود بناءه ثانية وثالثة وعاشرة حتى يستقيم البناء ونحن لا نصبر على بناء مشروع وكذلك نشاهدها عندما تصعد الجدار الأملس تسقط فلا تنسحب ولا تيأس وتنصرف فتحاول من جميع الجهات حتى تصعد وتصل دون استسلام ، فالنملة فيها العجائب والدروس فننظر لها أنها حشرة من الحشرات الصغيرة وهي من أفضل المخلوقات في الكون من الناحية الجدية فهل رأيتم يوما من الأيام نملة نائمة فهي لا تتوقف عن بحث الرزق فنشاهدها تحمل من رزقها أثقل من وزنها مرتين وهي تقطع مسافات طويلة لتحقيق الرزق ، ومن صفات النمل الصدق والتضحية وحب الخير لبني جنسها فعندما تشاهد الرزق فإنها ترسل إشعاراً لباقي النمل ليشاركوها هذا الرزق فيسير جميع النمل بخط ثابت لا يوجد فيه انحراف يميناً أو شمالاً ، وإذا مرضت النملة تذهب بها باقي النمل إلى البيت لمعالجتها ، وإذا تواجد ماء يسد طريق النمل تتقدم نملة واحدة تضحي بنفسها لبني جنسها لتكتشف عمق هذا الماء بعد ذلك يتشابك النمل لصنع جسر فوق هذا الماء حتى يتم العبور من فوق هذا الماء ، فمجتمع النمل مجتمع عجيب ففيه الترتيب وعدم الفوضى كما نشاهدها في بعض البشر ، وهناك في بيوت النمل تخطيط وتوزيع للغرف فهناك غرفة للراحة وغرفة للضيوف وغرفة للمستودع ، ومايشغل الكثير منا هو كيف التخلص من النمل عندما يدخل ويداهم بيوتنا ونتجاهل العمل الكبير الذي يقوم به هذا النمل العجيب ، وأخيراً قارن نفسك أخي وأختي مع إخوانك في مجتمع البشر مع مجتمع النمل ستجد نفسك بعيداً عن هذا المجتمع المتعاون والمخلص فإذا تكاسلت أخي وأختي تذكر العزيمة والإصرار في مجتمع النمل ، وأخيراً لم تنته قصتي مع النمل حتى تم إصراري على التخلص من هذا النمل في وقت الليل فلم أجد نملة واحدة فمن صفات النمل أنه يعمل من الصباح حتى قبل المساء فيذهب للبيت للراحة لبدء صباح جديد ، فانتهت قصتي مع النمل ولم أستطع التخلص منه فقد أخذتني العاطفة والاحترام والتقدير لمجتمع النمل . محمد علي الطويرة - الأحساء