DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
هل الهوية هي فقط ما تسجله بطاقة الأحوال؟ أو البطاقة الشخصية؟ أو جواز السفر؟ أم أنها تشكل الانتماء غير المكتوب، والجذور التي تمتد في عمق الأرض دون أن يراها أحد، أو يزايد عليها أو يدعو لها؟ في الماضي، حتى قبل اختراع الورق، كانت الهوية لا تحتاج إلى أدلة ثبوتية، وكانت تخلدها فصائد الشعراء، والمساجلات.. والحروب أيضاً، كانت الحضارات تنطلق بعزيمة قوم لم يكونوا في حاجة لأن يكتبوا على صدورهم أنهم بنو فلان، أو يحتفظوا في جيوبهم بما يدل عليهم.. كانت الأعمال وحدها والإنجازات، شاهداً عليهم وشاهدة في نفس الوقت. الآن.. وفي مرحلة متقدمة جداً ـ عمّا كان من قبل ـ وفي مجتمع مثل مجتمعنا.. كيف يستطيع الواحد منّا أن يقول أو يؤكد إنه «سعودي»، كيف لنا أن ندقق في صحة الانتماء، وكيف نحفر الأرض لنبحث عن الجذور؟ هل يكفي أن يفاخر أيّ منّا بهويته، بمجرد الشكل الظاهري، بمجرد الغترة والعقال، والثوب الأبيض؟ أم أننا في حاجة أكثر من أي وقت مضى، لأن نؤكد هذه الهوية بالعمل، وبتأكيد الوحدة الوطنية التي تضم تحت لوائها كل الأصناف والتيارات، والأفكار، دونما استعراض عنصري، أو تصنيف قبلي، أو استعلاء شخصي! في دولة مثل الولايات المتحدة، يتكون هذا الخليط العجيب من البشر، بألوانهم، وأعراقهم، وأصولهم وأديانهم، ولغاتهم، دونما تاريخ يمكن أن يسجل، أو جذور يمكن أن تتجاوز ثلاثمائة عام على الأكثر، ومع ذلك، كان «الحلم الأمريكي» تلك الطائرة الورقية المزركشة التي تطير في السماء تخطف أبصار من هم على الأرض، تعلن مرحلة من التحدي والإبداع، رجل ملون من أبٍ كيني هاجر إلى ولاية نائية، أصبح الآن رئيساً لأقوى قوة في العالم، نابغون من مختلف بلاد الدنيا، حطوا رحالهم في الأرض البعيدة، وصاروا أعلاماً تفخر بهم الولايات المتحدة دون أن يجرؤ أحد للإشارة إلى أصلهم وفصلهم، ولهذا يفخرون بأمريكيتهم، وبذلك الوطن الذي لملمهم واحتضنهم.. كان الحلم الأمريكي، مجرد عبارة لرجل أسود اسمه مارتن لوثر كينج، كان يبحث عن المساواة والحرية لمن اضطهدوا وعانوا أقسى أنواع التمييز. اليوم.. كيف يكون لنا نحن أيضا «الحلم السعودي» الذي يقوده الفارس عبد الله بن عبد العزيز؟ وكيف نجذر بعقولنا وأفكارنا وسلوكياتنا هذا الحلم، الذي يرتقي فوق كل التصنيفات والنظرات العنصرية، ويتجاوز العصبية والقبلية والادعاءات الأخرى التي تتنافى مع ما ندعيه من الإسلام العادل والمتسامح والمضيء، والذي قلب حياة البشرية قبل 1400 عام، بالدعوة الخالدة، بجوهر الإنسان، لا بشكله ومظهره وقبيلته ولونه ومكانته؟