أخبار متعلقة
من اربعين عاما توقف عن العمل الصحفي.. ودخل العمل التجاري.. وبين هاتين التجربتين كان لحياة ضيفنا لهذا الأسبوع فهد بن حمود بن فهيد البقعاوي العديد من الخبرات الحياتية سواء كانت تجارية أم إعلامية.. فهو إن تحدث في جوانب العمل الصحفي شعرت بأنني أمام رجل قد تمرس العمل الإعلامي بكل جوانبه, لذلك تجده يتحدث ويضع العنوان أو المحاور للقائنا معه.. وإن تحدث في الجانب الآخر في العمل التجاري شعرت بأنني أمام رجل أعمال خاض تجاربه فكانت النتيجة منها ربحه أو خسارته. ضيفنا نشأ في مدينة حائل تحت ظل والده حمود البقعاوي الذي كان يعمل في إمارة منطقة حائل.. وكان من رجال الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل في ذلك الوقت..وكان يعتمد عليه في إرساله إلى مناطق البادية للإصلاح فيما بينهم..وإحضار المطلوبين.. ومن مسقط رأسه حائل واصل دراسته الابتدائية في مدرسة الفيصلية بحائل.. ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية وكان عمره في ذلك الوقت 13عاما.. وانتقل بصحبة أخيه الأكبر, الذي كان يعمل في شركة خاصة.. وأقام معه مطلع الخمسينيات الميلادية.. واتجه للعمل في البريد بمدينة الخبر وواصل دراسته المتوسطة والثانوية في معهد الثقافة العربي في الفترة المسائية.. لديه الكثير من التجارب الإعلامية في الصحافة السعودية.. ضيفنا من جيل الرواد الأوائل الذين تركوا بصمات واضحة في الصحافة السعودية وبالأخص في المنطقة الشرقية.. ولنبدأ الحوار معه.
غذاء الروح
قدمت إليك بالمنزل وأنت تقرأ.. وواصلت الحوار معك بالمكتب وأنت تقرأ.. ما سر اهتمامك بالقراءة؟ ـ القراءة هي غذاء للروح.. وهي من هواياتي المفضلة اليومية.. مع رياضة المشي.
كنت في السابق أقرأ بمعدل ست ساعات متواصلة يوميا.
عمالقة الكتاب
لمن كنت تقرأ من الكتاب؟
ـ قرأت لعمالقة الكتاب والأدب أمثال طه حسين والعقاد وإحسان عبد القدوس ومصطفى وعلي أمين والمنفلوطي والتابعي وغيرهم من كتاب الجيل وقتها... حتى أن راتبي من البريد كنت أنفق أغلبه على شراء الكتب والمجلات والجرائد.
أول راتب قبضته
كم كان المبلغ الذي تتقاضاه من البريد؟
ـ كان لا يتعدى 350ريالا فقط.
التقنية الحديثة
كيف ترى مسببات العزوف عن القراءة عند الكثير من الشباب في وقتنا الحاضر ؟
ـ في الواقع إن العزوف عن القراءة له مسبباته.. منها وسائل التقنية الحديثة مثل الانترنت والقنوات الفضائية تسببت في ابتعاد الكثير منا عن القراءة.. على الرغم من كونها هامة في إضافتها للإنسان من الناحية التعليمية. ولعلي أتعجب من بعض الشباب الذين يضيعون أوقاتهم في الطرقات والمقاهي دون الاستفادة من إضافة معلومة أو قراءة كتاب أو صحيفة.
القراءة ثم العلم
وبماذا تنصحهم في هذا الوقت؟
ـ أقول لهم القراءة ثم العلم ثم العلم.
الاعمال كانت سائدة
الأجواء الثقافية بما فيها الصالونات الأدبية.. كيف كنت تراها في السابق بالمنطقة الشرقية؟
ـ كان المجتمع في المنطقة الشرقية خاصة في الخبر قليلا. فقد كانت الأعمال مسيطرة على حياة الكثير من الناس في ذلك الوقت.
اولى صحف الشرقية
لم تكن هناك إصدارات في الصحف المحلية بالشرقية ؟
كانت هناك صحف أسبوعية.. منها الخليج العربي وكان يرأسها عبد الله الشباط.. وصحيفة أخبار الظهران ويرأسها عبد الرحمن العبيد رئيس النادي الأدبي السابق.
معرفة الشباط في البريد
عملت في صحيفة الخليج العربي مع عبد الله الشباط.. كيف بدأت تجربتك في العمل الصحفي معه؟ ـ أثناء عملي في البريد تعرفت على عبد الله الشباط الذي كان يرأس تحريرجريدة (الخليج العربي).. التي كانت تصدر أسبوعيا في الخبر.. حيث كان يأتي الينا في البريد في كثير من الأوقات. قرب عملي من الجريدة
هل كانت تربطك علاقة معه قبل معرفتك به من الصحافة؟
ـ لا..كان يأتي لاستلام البريد من عندنا.. وكان البريد قريبا من المبنى الذي توجد فيه الجريدة.
تعاونت في قسم الاشتراكات
المبنى الذي تصدر من الجريدة.. كيف كان ؟
كان صغيرا.. حيث تقبع في قبو المبنى.. الذي كانت به البلدية.. وتعرفت أكثر على الأستاذ الشباط في إحدى المرات.. وعرض علي وقتها أن أتعاون معهم بالعمل في الصحيفة في قسم الاشتراكات الحكومية.
اكتشف موهبتي في الكتابة
كيف أكتشف فيك موهبة الصحافة؟
ـ بعد فترة من العمل معه.. لمس ولعي بحب القراءة وميلي الشديد للكتابة.. وقد شجعني على أن أقوم بالإشراف على صفحة (الجيل الصاعد).. التي تهتم بالشباب الناشئ.
عالم الصحافة كانت هذه الخطوة هامة بالنسبة لك في عالم الصحافة؟
نعم وبكل تأكيد.. بل كانت بمثابة النقلة إلى عالم الصحافة . فقد حققت لي هذه الفرصة حلما كنت أتمنى أن أكون جزءا منه.
الطموح الكبير
وكم كان عمرك في ذلك الوقت؟
كان لا يتجاوز السادسة عشرة.. ووقتها أحسست بأن المسؤولية أصبحت كبيرة بالنسبة لي.. والطموح بات أكبر.
انطلاقة واسعة
أثناء عملك في جريدة الخليج العربي.. كانت لك مشاركات في صحف أخرى؟
نعم.. كانت لي مشاركات في صحيفة أخبار الظهران وجريدة القصيم وعكاظ والندوة..التي كنت فيها من أوائل المتعاونين.
متى كان ذلك؟
ـ قبل 45عاما.
قضايا خدمية ومحلية
وما الأطروحات التي كنت تتناولها في كتاباتك؟ ـ كانت في القضايا الاجتماعية والمحلية.. وغيرها.
مؤمنه الاشهر
من من الكتاب الذين كانت لهم مشاركات في الكتابة في ذلك الوقت؟ ـ أتذكر منهم عبد العزيز مؤمنة وله عمود أسبوعي في جريدة الخليج العربي وغيره من الكتاب الموهوبين الذين لا يحضرني ذكرهم حاليا.
كتاب الامس اقوى
رؤيتك الى كتاب الأمس ومقارنتهم بكتاب الجيل الحالي من خلال اشرافك على صفحة الجيل الصاعد ؟ ـ كتاب الجيل الحالي غير كتاب أمس.. وفي واقع الأمر لمست في السابق لدى هؤلاء الشباب أسلوبا عذبا ولغة قوية رصينة.. وكان لديهم حب كبير للكتابة.. بخلاف بعض كتاب اليوم من الشباب , الذين يفتقدون الأسلوب والمفردات والثقافة.. ولا شك أن الصحافة أمانة تتطلب المصداقية في العرض لنقل الخبر الصحيح من مصدره الحقيقي.
عدم تطوير انفسهم
ذكرت افتقادهم الأسلوب.. في تصورك ماالأسباب وراء ذلك؟
ـ أتوقع انصرافهم عن القراءة للكتب والبحوث العلمية.. وتنمية ثقافتهم وعقولهم.
استوحيته من الهموم
في إحدى مقالاتك.. اخترت فيها أسلوب الدعاء بدون مقدمات.. ما تعليقك على ذلك؟
المقالة فيها دعاء.. وكان في يوم عرفة.. وقد استوحيتها من هموم الآخرين.
توجه اجتماعي
في كتاباتك تميل للاتجاه الاجتماعي؟
نعم.. بداياتي في الكتابة كنت أمارس هذا الخط
وأشعر بسعادة عندما أقوم بخدمة ديني ووطني من خلال نقل هموم المواطنين للمسؤولين.
نصف المجتمع
كيف ترى دور المرأة حاليا؟ المرأة نصف المجتمع.. فهي الأم التي سهرت الليالي الطوال على راحة أبنائها لم تكل أو تمل.. وهي الزوجة التي شاركت الرجل مسيرة الحياة وقاسمته ما فيها من هموم ومسؤوليات.
التطوير بدأ من مصر
في بداياتك استطعت تطوير ثقافتك الصحفية واتجهت إلى مصر.. كيف جاءتك فكرة التطوير المهني؟
ـ في ذلك الوقت.. وأثناء عملي بالصحافة رغبت في تطوير إمكاناتي الصحفية , فأخذت اجازة من عملي بالبريد.. واتجهت إلى مصر، وخضعت لعدة دورات فانتسبت لأحد المعاهد الصحفية في مصر بغية الحصول على دبلوم في الصحافة واخترت القاهرة آنذاك حيث كانت مصر تعج بالاقلام الصحفية وعمالقة الكتابة والأدب.
قابلت عمالقة الاعلام
من من عمالقة كتاب مصر التقيت بهم ؟
التقيت بمحمد التابعي وإحسان عبد القدوس.. وكانت الصحافة تعيش أوج ازدهارها.. وانبهرت في الحقيقة بكثير من الكتاب والأدباء ورجال الإعلام.. فقد كان شيئا أشبه بالحلم بالنسبة لي أن أجد نفسي أمام عمالقة الصحافة.
اكتسبت الخبرة
ما الذي أضافوه إليك من خبراتهم ؟
في الواقع استفدت من خبراتهـــــم وتشجيعـــهم وتوجيههم لي. توليت ادارة مكتبة المانع
بعد عودتك من مصر.. كيف واصلت مشوارك الصحفي؟
عدت من مصر الى عملي في البريد، بالإضافة الى عملي في الجريدة.. وعاودت الدراسة الثانوية بالمساء , و لم يكن للطموح حدود آنذاك.. والتقيت بالأستاذ الكبير محمد المانع.. وكانت عنده مكتبة المانع في الخبر.. فقد عرض علي أن أشرف على المكتبة ,فلم أتردد في قبول عرضه.. حيث صادف ذلك هوى في نفسي , ألا وهو حب القراءة والاطلاع على الكتب.. وبقيت سنة استفدت فيها خبرة كبيرة في إدارة وعمل المكتبات.
المكتبة الأدبية الوحيدة في الخبر
بحكم خبرتك في مجال المكتبات.. بوعادل عندما قدمت إلى مدينة الخبر..هل تتذكر أول مكتبة فيها ؟ ـ عندما قدمت إلى الخبر في أول مرة كانت هناك مكتبة واحدة فقط في الخبر تبيع الكتب والصحف والمجلات.. وكانت تسمى «المكتبة الأدبية»، وكانت للمرحوم با يزيد.
خمس مكتبات في الخبر
كم كان عدد المكتبات في الخبر؟ كانت خمس مكتبات منها العالمية ومكتبة النجاح ومكتبة النهضة ومكتبة المانع. خمسون مكتبة في الخبر فقط
هل اختلف هذا الرقم حاليا عما كان عليه في السابق؟
نعم.. الآن يوجد أكثر من «50» مكتبة بمحافظة الخبر , حسب آخر إحصائية.
التجارة سرقتني من الصحافة
عملت على افتتاح مكتبة بالخبر.. في ذلك الوقت وتحولت معك هذه الخطوة الى الدخول في عالم التجارة.. ما تعليقك على ذلك؟
التجارة سرقتني من الصحافة لاكثر من اربعين عاما.. وأتذكر أنني ألتقيت بالاخ والصديق عبد العزيز الجبر في مدينة الخبر.. وقد كان لدى الجبر في ذلك الوقت مكتبة بالاحساء.. واتفقنا على المشاركة في افتتاح فرع للمكتبة باسم المكتبة الوطنية في مدينة الخبر.. وقد استمرت شراكتنا ثلاث سنوات ,ثم انفصلت عنه.
المكتبة الادبية الحديثة
هل كنت تفكر في ذلك الزمان في امتلاك مكتبة؟ صدقني.. لطالما حلمت بأن أمتلك في يوم من الأيام مثل هذه المكتبة (الادبية).. وفعلا تحقق لي هذا الحلم , بعدما تركت العمل الحكومي في البريد.. وبدأت بفتح أول مكتبة خاصة . .وفي ذلك الوقت كان بايزيد قد أغلق المكتبة الادبية التي كانت أول مكتبة في مدينة الخبر لبيع الجرائد والمجلات والكتب العربية ,ومن حبي لهذه المكتبة فكرت في الحصول على ترخيص بنفس الاسم.. مع تغيير بسيط لما يحمله هذا الاسم من معنى وارتباطي به ولتاريخها في مدينة الخبر كأول مكتبة.. فحصلت على أول ترخيص باسم « المكتبة الأدبية الحديثة».
ولم يكن طموحي مجرد مكتبة واحدة فبفضل من الله وصل عدد الفروع الى ثماني مكتبات في الخبر والدمام والرياض بالاضافة الى عقود شركة ارامكو للادوات المكتبية وبعض الاستثمارات العقارية.
الوكيل الحصري للصحف والمجلات الآسيوية
الدور الثقافي في المكتبة.. كيف كان يوظف في خدمة المجتمع ؟
ـ أثناء هذه الفترة كنا من المكتبات القليلة التي توفر الجرائد والمجلات الآسيوية في مدينة الخبر .فقد كانت تعج في ذلك الوقت أيام الطفرة بالعمالة الأسيوية.. وبعدها صدر قرار وزارة الإعلام بان لا يفسح لمجلة أو جريدة من بلاد المصدر إلا أن يكون لها وكيل حصري في السعودية لضبط السوق بالإجراءات الرقابية من قبل وزارة الإعلام.. فقمت بافتتاح الدار الأدبية للنشر والتوزيع.. وبالفعل حصلت على ترخيص لها من وزارة الإعلام.. وعلى ضوء ذلك سافرت الى بعض دول شرق آسيا للحصول على هذه الوكالات.. وكنت أستورد يوميا أكثر من «10» آلاف صحيفة وكانت تباع دون رجيع.. وهذا قبل دخول الانترنت ووسائل الاتصال والقنوات الفضائية.. وأصبحت الوكيل الحصري لها بالمملكة.. وقمت بأفتتاح مكاتب توزيع في كل من الرياض وجدة والمدينة المنورة، بالإضافة الى الفرع الرئيس في المنطقة الشرقية. توقف جريدة الخليج العربي
يعني من هنا فكرت في إقامة مشروع خاص بك؟
ـ خلال هذه الفترة وبعد توقف جريدة الخليج العربي إبان صدور نظام المؤسسات الصحفية.. بدأت التجارة تسرقني من الكتابة وعالم الصحافة.
«اليوم» جريدتنا الأولى
ولكنك حاليا عدت للكتابة؟
ـ عدت إلى الحنين..عدت إلى القلم , الذي لم يغب يوما عني.. لذا أثرت من خلال جريدتنا الأولى في المنطقة الشرقية «اليوم» ألا أغيب عن الكتابة حتى أستخرج مكنون صدري وبوح خاطري فيما يفيد في تقدم وطني ورفاه بني قومي الذين أكن لهم كل الحب والتقدير والاعتزاز.
العمل الحكومي
فكرة مشروع «افتتاح المكتبة» كيف جاءت لك؟
ـ فكرة المشروع ظلت تراودني..ولم يكن من الممكن الاستمرار في العمل الحكومي مع تفكيري في العمل الحر..وتحقيق طموحاتي التي ظلت مسيطرة علي.. ففكرت في ترك العمل الحكومي بالبريد.
مبلغ مالي
ولكنها كانت مغامرة بالنسبة لك؟
ـ لا.. تحقق لي ما أردت فقد تسلمت مكافأة نهاية الخدمة.. وجمعت ما حصلت عليه من شراكتي مع الأخ عبد العزيز الجبر، فصار معي مبلغ معقول.
اسم العائلة اعاقني
هل شعرت بأن العمل الحكومي سوف يعيق انطلاقتك في التجارة؟
العمل الحكومي كان سيعيق انطلاقتي وطموحاتي المتعددة . فقد عرف عن عائلتنا بالعمل في القطاع الحكومي خاصة في (الامارة).. فوالدي كان يعمل في إمارة حائل وأخي الأكبر نايف يعمل في إمارة عسير في آخر أيامه , وأخي سعود الذي كان من أوائل المعلمين في منطقة حائل ومن بعدها عمل في إدارة التعليم رحمهم الله.. وأنا الوحيد من إخوتي الذي اتجهت للعمل في القطاع الخاص.. وتركت العمل الحكومي لتحقيق طموحاتي.
قبوري أول مدير للبريد بالشرقية
هل تتذكر من كان مدير البريد الأول بالمنطقة الشرقية؟
ـ إسماعيل قبوري كان أول مدير للبريد بالشرقية.
البريد.. كان بداية محطتك في العمل الوظيفي؟ ـ نعم..عندما انتقلت الى المنطقة الشرقية. أول عمل وظيفي كان في البريد.
13 سنة
كم كان عمرك آنذاك؟
ـ كان عمري آنذاك 13عاما.. وقد انتقلت بصحبة أخي الأكبر , الذي كان يعمل في شركة خاصة.. وأقمت معه في الخبر مطلع الخمسينيات الميلادية.
اعمل وادرس واكتب
وكيف وجدت مدينة الخبر؟
ـ لم تكن في الخبر نهضة عمرانية في ذلك الوقت.. فقد كانت الخبر في حدود شارع الملك عبد العزيز عند مستشفى الدوسري.. وفي ذلك الوقت اتجهت للعمل في البريد بمدينة الخبر.. ولم تقعد بي الهمة عند ذلك الحد , فواصلت دراستي المتوسطة والثانوية في معهد الثقافة العربي في الفترة المسائية و كنت في الصباح والعصر أذهب للعمل بالبريد ,ومن ثم أقوم بمواصلة الدراسة وبعدها أذهب للجريدة حتى الساعة الواحدة صباحا.
ومن كان مدير المعهد في ذلك الوقت؟
ـ عبد الله النافع يرحمه الله.
تجار اليوم غير الأمس
عندما دخلت العمل التجاري..كيف لك أن تقارن بين تجار الأمس واليوم؟ وأي جيل كان التعامل معه أسهل.
ـ تجار اليوم غير تجار الأمس.
تجار اليوم مغامرون
لماذا؟
طفرة الأسهم والمساهمات العقارية هي السبب..وفي الواقع أن التجارة في الماضي مبنية على قاعدة متينة .فقد تعلم التجار الصبر والمثابرة والحكمة وموازنة الأمور بشكل ايجابي وعدم الربح السريع وعدم دخول أي مشروع تجاري إلا بعد دراسته جيدا.. بينما تجار اليوم خاصة من حالفهم الحظ في طفرة الأسهم والمساهمات العقارية.. ولم يعايش تلك المراحل فيكون أساسهم ضعيفا «وهشا» وغير مبني على أساس.. وقد يصيبهم الغرور في بعض الأحيان معتقدين أنهم حققوا انجازا كبيرا وعدم أخذهم بالنصيحة من ذوي الخبرة.. والنتيجة أنهم في أول هزة يقعون لعدم خبرتهم والحكمة في موازنة الأمور.
الاساس القوي
إذن ما الذي يتطلب عمله في البحث عن قواعد أساسية في التجارة ؟
ـ المهم في التجارة هو الأساس القوي مهما كانت بسيطة.. وغير مقارنة بالأرقام الكبيرة.
كيف أثر العمل التجاري على حياة أولادك؟
ـ ابني حمود لمست فيه الحس التجاري منذ أن كان في التاسعة من عمره ,حيث كنت أصطحبه معي لإحدى المكتبات في شارع الأمير محمد بالخبر.. وقد أخرجنا بعض الكتب القديمة لوضعها في المستودع بسبب عدم رواجها ووضعناها في سيارة مكشوفة أمام المكتبة.. وبعد مدة افتقدته..وذهبت أبحث عنه ووجدته خارج المكتبة وقد باع أكثر من ربع الكمية من الكتب .
تعليم ابنائي
الى أين شق ابنك حمود طريقه الآن؟
ـ حاليا من شباب رجال الأعمال ومؤسس ورئيس مجموعة أفاق الخليج للتجارة والمقاولات بالإضافة إلى إشرافه على أعمالي الخاصة التجارية.. فجميع أولادي كان لي اهتمام بهم.. فقد كان ذلك شغلي الشاغل وهو تعليم أبنائي وحصولهم على الشهادات العليا..وإن كان الفضل الأكبر في حياتي لزوجتي على اعتبار أنني تزوجت وكان عمري في ذلك الوقت 25عاما ورزقني الله ثلاثة من الأولاد وخمسا من البنات أكبرهم عادل تخرج في جامعة الملك سعود تخصص إدارة عامة وحصل على الماجستير من جامعة الأمير نايف في نفس التخصص ويحضر حاليا الدكتوراة.. وحقيقة الأمر كانت ميوله منذ الصغر أكاديمية.. فقد استثمر في المدارس الخاصة ويعمل حاليا مديرا عاما لاحدى الشركات الخاصة.. ويأتي بعده ابني حمود الذي تخرج في أمريكا ادارة اعمال – قسم التسويق وابني رائد (الاصغر) تخرج في أمريكا تخصص نظم معلومات إدارية منذ أربع سنوات ويعمل حاليا في شركة أرامكو وخمس بنات الكبرى تخرجت في كلية الاداب وتعمل حاليا معلمة والثانية تخرجت في جامعة الملك فيصل نظم معلومات والثالثة تخرجت في جامعة الملك فيصل مهندسة ديكور داخلي والرابعة تدرس حاليا في جامعة الملك فيصل - ادارة تسويق وأصغرهم تدرس في المرحلة المتوسطة .
كلمة أخيرة ماذا تقول فيها؟
- اشكركم .. واتمني لجريدة (اليوم) المزيد من التطوير والنجاح.