لم يكن يوم الثلاثاء الموافق للثالث والعشرين من شهر الله الحرام عام 1430هـ يوما عاديا في المحكمة الإدارية بالمنطقة الشرقية فقد لفت غمامة من الحزن مبنى المحكمة بمن فيها دون استثناء على فقد رأس الهرم فيها إنه صاحب المعالي الشيخ محمد بن عبدالله الزبن الذي وافته منيته فجر ذلك اليوم لقد كان بالامس معهم على كرسي العمل لقد صلى الظهر معهم والتقى ببعضهم لم يعلموا ان هذا هو اللقاء الاخير الذي لن يعقبه لقاء اخر يا الله – رحماك رحماك يا رب هكذا الدنيا لقاء وافتراق في لمح البصر. لقد غشي الجميع الحزن حتى المراجعين واصحاب القضايا صدموا بهذا النبأ الحزين لقد خيم الهدوء والوجوم على المكان وأصبح مكتبه خاليا سوى من مدير مكتبه سلمان بن سند الشمري الذي عبر عن أسفه لفراق الشيخ حاله كحال القضاة والمشايخ من المحكمة بالمنطقة وخارجها الذين عبروا عن اسفهم لفراق الشيخ وفقده حين التقينا بهم.ارتحل القمر
صاحب الفضيلة الشيخ ابراهيم الرشيد قاضي الاستئناف بديوان المظالم بالمحكمة الادارية سال قلمه بهذه الاسطر معبرا عن حزنه على فقد الشيخ محمد فقال: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر نعم لقد فقدنا بدرا منيرا اضاء للناس في الظلمات ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا شيخ محمد لمحزونون ولا يقول الا ما يرضي ربنا (انا لله وإنا إليه راجعون). ان اليد لتعجز عن مسك القلم ويضعف القلم عن سطر الألم ويحار الفكر في محطات الزمن حين نما الي وفاة الزبن عندها سال القلم وامتزج حبره بدمع العين ليعبر عن حرقة في الصدر على فراق الحبيب والشيخ اللبيب والد الجميع الشيخ محمد الزبن وماذا عساني ان اقول او اكتب عن شيخ جمع من الخصال الحميدة الشيء الكثير عايشناه سنين عديدة فرأينا فيه من الخصال النبيلة فيه الحلم والأناة والصفح الجميل عمن أساء.. لم يتعامل مع الناس بمنطق الشدة والقوة بل باللين والرفق والحكمة.
كان يقف مع المظلوم حتى ينصفه ويأخذ له حقه كما انه كان يقبل الحق مهما كان مصدره لا يكابر نعم قد يصر على رأي يظن انه الحق لكن ان تبين خلاف ذلك عدل عنه (فرحم الله شيخنا رحمة واسعة وجمعنا وإياه في جنات الخلود).
يقبل الخلاف في الرأي
فضيلة الشيخ عبدالعزيز اليحيى رئيس المحكمة الادارية بالنيابة ورئيس المحكمة السادسة عشرة تحدث عن فقد الشيخ قائلا: ربما اتفق الجميع على كثير من السمات التي تميز بها الشيخ الراحل رحمه الله والشعور بألم الفراق يلف الجميع لاسيما من هم بالمحكمة الادارية بالمنطقة الشرقية كونهم – عايشوا الشيخ وكانوا قريبين منه فالفارق الزمني بين رؤيته وفقده لم يتجاوز الاربع وعشرين ساعة ولكن قضاء الله وقدره ولا راد لامر الله ولا معقب لحكمه سبحانه ولا يسعنا الا ان نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) وإذا كنت سأذكر شيئا من مآثر الشيخ ومآثره كثيرة فإني اذكر امرين.
الامر الاول: تقبله لاختلاف وجهات النظر وتنازله عن رأيه وتراجعه اذا احتدم النقاش مراعاة لئلا يتطور الامر خاصة اذا كان الامر يسوغ فيه الخلاف لوجهات النظر. الامر الثاني: متابعته الشخصية لمنسوبي الديوان من قضاة وإداريين فيما يخصهم من ترقيات وغيرها فكان يظهر اهتمامه الفعلي بالعاملين معه مما يعطيهم الشعور بالارتياح ان الشيخ يعيش هموم الجميع والحمد لله على كل حال نعم مصابنا في الشيخ جلل وخسارتنا فادحة ورحيله مر على الجميع لكنه امر الله وقضاؤه. وعن كيفية تعامله مع الآخرين فقد ذكر اليحيى أنه كان يمثل قدوة وأنموذجا يحتذى به يحرص على ان يكون وسطا في تلك الامور فلا غلو ولا جفاء كما لا يحب الغلظة والشدة فقد كان يكره الضعف والتردد ويعجبه الحزم والحسم متمثل الحكمة في قول القائل:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
رئيس المحكمة الادارية بمكة المكرمة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد النصار قال: لا احب الكتابة إطراء ولا أحبذ الإطراء ثناء لأنني أرى ان افعال المرء هي التي تتحدث عنه وليست الأقوال ولو كان فضيلة شيخنا محمد بن عبدالله الزبن حيا لما رضي ان يكتب عنه حتى بما يصف حاله لأنه رجل رغب عن الظهور وابتعد عن البروز إعلاميا ذلك انه يؤمن بأن من يفعل أفضل ممن يقول ويفعل ومن لا يقول ولا يفعل أفضل ممن يقول ولا يفعل.. وإن كان رغم ذلك مبرزا دون قصد منه.
أما وقد انتقل فضيلته من هذه الحياة الفانية فكان لابد لي ان أبوح بشيء مما أعرفه وهو ما يعد قطرة في بحره المتلاطم ان فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الزبن قاضي التمييز (الاستئناف) بديوان المظالم رئيس المحكمة الادارية بالمنطقة الشرقية.
ولكن عندما اريد ان اتحدث فما عساي ان أقول؟ هل أتحدث عنه شابا تخطى العشرينات من عمره عندما كان يزور اخي الأكبر (إبراهيم) وهو من أصدقائه فهو الشاب المستقيم الرزين الذي لم تكن له صبوة الشباب الذي يضفي على المجلس الأنس والطرفة ضابط الامان للمجلس ان رأى انحرافا في حديث او لغطا انبرى لضبطه بروية وتأن يمزج نصحه بنكتة او قصة يوقره الجميع محل مشورة اصدقائه ومرجع الرأي في زملائه.
ذو همة في طلب العلم يروي لي رحمه الله من سيرته العلمية انه التحق بمعهد اعداد المعلمين بعد المرحلة الابتدائية فأصبح معلما وكان في ذلك مراعيا حالته وحالة اسرته المادية ولكن هذا لم يثنه عن طلب العلم والعلا اذ كان شغوفا به فالتحق بالسنة الدراسية النهائية (الخامسة) بالمعهد العلمي ببريدة اجتازها متفوقا على أقرانه ثم التحق بكلية الشريعة منتسبا وتخرج منها فدرس في المعهد العالي للقضاء وتخرج منه حاصلا على درجة الماجستير فتم اختياره قاضيا في ديوان المظالم.
زميل عمل
وأبان أن فضيلته رحمه الله باشر القضاء سنوات طويلة وقال: زاملته قاضيا في ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية ثماني سنوات بالاضافة لكونه رئيسا للمحكمة فكان قاضيا كما يكون القضاة الأفذاذ يسعى الى الصلح والتقريب بين الخصوم ما استطاع الى ذلك سبيلا فكم من أسرة اختصم افرادها فأنهى خلافهم صلحا مرضيا وكم شركاء تشاكسوا فأعقب مشاكستهم وفاقا ووئاما ينصرف منه الخصوم بعد الحكم راضين لما يبديه من وعظ وتذكير وإعلان بأن القاضي يحكم على نحو ما يسمع ويجتهد رأيه ويسعى الى اصابة الحق ولكن لا يعلم الحق الا الله ويخوف الخصوم بالله وان ما اخفاه خصم في الدنيا فهو رصيد لخصمه يوم لا ينفع مال ولا بنون وذكر النصار شيئا من اخلاقه ان الشيخ كان يتفقد زملاءه ويرشدهم ويقدم لهم العون فيما يحتاجون اليه داخل العمل وخارجه لا يدخر وسعا في شفاعة حسنة ولكنه ابعد الناس عما يتسبب بالنيل من حقوق الغير. تلقيت منه دروسا في العلم والتعامل والادارة والارادة خلال تلك السنوات العملية فهو شيخي ومعلمي رحمه الله رحمة واسعة.
المنبر يشهد له
وان تحدثت عنه خطيبا فمنبر الجمعة يشهد له فهو خطيب مفوه ذو خطب مركزة قصيرة في مدتها غنية في موضوعها ومعانيها قوية في مؤادها وأهدافها يحدها حدا ويعد المستمع كلماتها عدا لا تزيد في جمعة عن اخرى لها عمق يشبع صاحب الفهم الرفيع ويفهمها كل من حضرها لا يتكلف في اسلوبها كان إماما وخطيبا لجامع الخليل بمدينة الدمام لسنوات عديدة من منهجه رحمه الله يقول: اذا خرجت الى طريق فكن مستعدا بخطبة فقد ترد لها حاجة من غياب خطيب او رغبة إمام ان تخطب الناس بدلا منه فتكون لها.
وإن ذكرته داعية فهو المحاضر الواعظ ألقى محاضرات ودروسا كثيرا يستغل كل فرصة ومناسبة في حضر او سفر وفي كل حال ما يناسبها يحرص على المواعظ القصيرة التي تحيي القلوب ولا يمل منها الحضور.
كان رحمه الله يهوى رحلات البر ويكثر منها ويقطع في أوقات قصيرة مسافات طويلة ويردد:
بعيد على كسلان او ذي ملالة
اما على ولهان فهو قريب
يعرف الاماكن ومواقعها فلا يكاد موقع في نجد بطوله وعرضه او شرق المملكة او شمالها الا ويعرفه وجاءه مرات عديدة صحبته في رحلات برية عديدة يؤكد التزاما بالسنة على ان يكون لكل رحلة امير يدبر شؤونها لئلا تختلف آراء الرفقة يأبى الا ان يقوم بخدمة الجميع مع ان أكثرهم اصغر منه سنا يتولى جمع الحطب وشب النار وشؤون الطبخ وخلافه بنفس طيبة لا تشعر معها انه انشغل عنك او ابتعد فهو يحدثك ويسمع منك وهو يعمل هنا وهناك اما احاديثه في السمر فحدث ولا حرج فتارة من قصص السير يصوغها بأسلوب محبب للنفس لا يمل يسقيك التاريخ وحوادثه ماء زلالا كل ما انتهى من فصل طلب الحضور منه فصلا اخر فيعطي من كنوزه الغنية بالعلم والحكمة والأدب وتارة من قصص حوادث الزمن التي تفيض عبرا وتزخر فؤائد يمزج كل قصة بآية او حديث او مقولة او شعر او حكمة وتارة يورد اية يفسرها او حديثا ويشرحه ويربطه بواقع الحال والزمان والامة.
فقيد الجميع
الشيخ أحمد العبد القادر القاضي بالمحكمة الادارية بالدمام قال إنما كان للحزن نصيب من القلب حينما وردنا نبأ وفاة شيخنا محمد بن عبدالله الزبن في فجر يوم الثلاثاء 23/1/1430هـ كان نبأ يزجي لنا غياب عالم شامخ وقاض فطن حصيف كانت لنا معه جلسات ثرية بالتجارب والخبرات والنصح والمشورة فأنى لامرئ يجالس الشيخ – رحمه الله – دون ان يستل منه الفوائد والعبر مع جزالة في العبارة وبراعة في الأسلوب والمنطق وسعة صدر ودماثة خلق وتواضع عجيب جم سويعات قليلة تدور رحاها مع نسمات الشيخ رحمة الله عليه الا ان ثمارها تجنى وآثارها عظيمة تبدى.
رغم هيبته ورصانته كان لطيفا محببا ودودا للنفس مرغبا لا تخلو المجالسة معه من فائدة وشاردة الا احتضنته عباراته وسطرها لنا بهدوء وتؤدة وأناة ولم يغب ذلك كله صراحته المعهودة وشفافيته الواضحة والتي كان رحمه الله يغلفها بأدب المحب ونصيحة المشفق.
وقفة وفاء
وفي وقفة وفاء ذكر القاضي فهد بن عبدالرحمن الحمام ما قاله الحكماء وهو: قالوا قديما الوفاء قليل في البشر واوفى الاوفياء من يفي للاموات لان النسيان غالبا ما يباعد بين الاحياء وبينهم, فيغمطون حقوقهم ويجحدون فضائلهم, فهذه عبارات وفاء, وكلمات ثناء موضوعها رثاء, ويكفي في وصف حزننا على فراق شيخنا انه لا يوصف ولا نسلي انفسنا الا بتذكر مصيبتنا العظمى بفقد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم, وما نسطره اليوم في سيرة الشيخ رحمه الله فنحن مأمورون به شرعا كما في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اذكروا محاسن موتاكم ولانه وجبت لتلك الجنازة الجنة وذلك بشهادة الناس عليها خيرا وايضا عرفانا لحق الشيخ علينا وليقتدى به من بعده ولا شك ان الذكر للانسان عمر ثان, وان من اعلى ما يمتاز به شيخنا الجليل, هو تفانيه في مساعدة الناس وبذل العون والشفاعة لهم وقد يتعجب البعض ان شفاعاته تعد بالمئات سواء للقضاة او الموظفين او عامة الناس الذين لا يعرفهم الشيخ رحمه الله وخاصة الضعفاء وهذا كثير ولعلي وقفت على اخر شفاعة له قبيل وفاته بقرابة اسبوع يشفع في طباخة تعمل بمعهد النور للكفيفات في مساعدتها بتمديد خدماتها او التعاقد معها بعد التقاعد وذلك لقرب تقاعدها ولرغبتها في رفع راتبها التقاعدي, ومن الصفات التي تتجلى في شيخنا حبه للنصح وتقبله فقد اخبرني رحمه الله انه اسف اسفا كبيرا لفقد شيخين عزيزين على قلبه بانتقالهما من فرع الديوان بالدمام وهما فضيلة الشيخ عبدالعزيز النصار رئيس المحكمة الادارية بجدة وفضيلة الشيخ محمد بن قزعان قاضي التمييز بديوان المظالم بالرياض وذلك لكونهما لا يتركان شاردة ولا واردة يفعلها الشيخ تستوجب النصح له فيها الا واخلصا له النصح مهتديا في ذلك بما قد اثر انه رحمه الله من اهدى الى عيوبي, وكان رحمه الله حازما مهابا قويا في الحق سريع الرجوع للحق والاعتذار تسكن قلبه رحمة عظيمة ومن المواقف التي اثرت في كثيرا وهو في نهاية العام المنصرم أي قبل وفاته بشهر تقريبا طلب مني حاجة فاعتذرت منه في عدم مقدرتي بتوفيرها له ووعدته باحضارها في السنة القادمة فقال: لا تكلف نفسك وهل انا من الاحياء في السنة القادمة انا لست منهم ثم هممت بالانصراف فقال لي يا شيخ فهد حللني فعارضته القول بل انت حللني فقال قد اكون اخطأت عليك او صدر مني أي فعل فحللني وكان هذا قبيل وفاته بشهر وهو بمثابة الوالد الكبير, فكأنه يعلم بقرب وفاته فتأمل الى تواضعه, وكان قبل وفاته بيوم زار اصحاب الفضيلة قضاة الديوان كلا في مكتبه ولسان الحال انها اخر زيارة ولقاء, وكان رحمه الله حتى يوم وفاته نشيطا في عمله متابعا لشئون موظفيه حتى انه اخر من غادر مقر العمل في يوم وفاته وذلك في حدود الساعة الثالثة عصرا, وقد حدثني فضيلة الشيخ صلاح الغامدي قاضي محافظة الخرمة وهو ممن تتلمذ على شيخنا فقال انه وعلاوة على ما يتمتع به شيخنا من الهيبة التي اطبق عليها كثير من الناس الا انه يتمتع بروح كبيرة من الدعابة التي لا تتعارض مع هذه الهيبة, ومن صفات الشيخ كما لحظت ذلك منه انه سريع التأثر تخنقه العبرة كثيرا, ولعل خطب الجمعة شاهدة بذلك فهو صاحب النبرة الحزينة المؤثرة, ولقد كانت خطب الشيخ رحمه الله مشهورة بقصر مبناها وعظم معناها, فقد كانت دائما تلامس ما يحتاجه الناس وما يشغلهم يصوغ ذلك بعبارة سهلة يسيرة يوصل فيها المطلوب, ولذلك كانت قريبة من افهام العوام مما جعلهم يحبونه ويتألمون بفقده عندما انتقل من جامع الخليل الى حيث سكنه الحالي. ومن المواقف التي لا زالت عالقة بذاكرتي, وهي تدل على تواضع عظيم تمتعت به شخصية شيخنا رحمه الله وذلك في جامع الخليل بدرسه المعتاد في الفقه في كتاب منار السبيل, فقد قرر الشيخ ان يبدأ بالقراءة في كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد, فقام احد الطلبة وذكر للشيخ ان احد طلبة العلم في مدينة الدمام له درس في فتح المجيد في احد الجوامع وذكر اسم الشيخ وهو يعتبر في منزلة ابناء الشيخ سنا, وقد فوجئت كما فوجئ غيري ان شيخنا رحمه الله قام بايقاف درسه في هذا الكتاب وقال الشيخ رحمه الله ان الشيخ الفلاني اعرفه وهو اعلم مني في ذلك ودرسه يكفي عن درسي هذا, وطلب منا الحضور للشيخ الاخر, فسبحان الله كم اثرت هذه الكلمة في النفوس وانطبعت في الذاكرة, فلم يكن معلما فقط بل كان معلما ومربيا رحمه الله رحمة واسعة. وهذا الموقف له دلالة عظيمة في التواضع الذي كان يتمتع به الشيخ وصفاء نفسه وسريرته وحبه للخير ونفع الناس من أي شخص. هذا ما جاد به القلم في ذلك, وكما قلت قدر الشيخ اعظم من ذلك, والمواقف لا تنتهي اسأل الله ان يرحم شيخنا وان ينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين.