ليس حتى لجاحد أن ينكر أن المملكة هي دوما الساعية بقيادتها الحكيمة لرتق البيت العربي والإسلامي المهلهل ,وهي الواقفة دوما إلى جانب قضايا الأمة وحقوقها وبخاصة في فلسطين على سبيل المثال لا الحصر , وهذه المواقف عصية على الحصر والعد لضخامتها منذ نشوء المملكة. ولعل المفاجأة التاريخية والسارة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت كانت هي الدعامة الرئيسية والمحرك الأساسي للحراك السياسي الذي بدأت تشهده المنطقة ووقف العدوان الاسرائيلي المجنون على غزة, بهدف إيجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على قاعدة مبادرة قمة بيروت التي قدمها خادم الحرمين الشريفين بعد أن لوح ـ حفظه الله ـ بأن هذه المبادرة لن تبقى مطروحة على الطاولة طويلا, ما يعني ان السيل بلغ الزبى وان المنطقة ان بقيت تترنح تحت حالة اللاحرب واللاسلم وان بقيت العربدة الاسرائيلية فإن المنطقة مفتوحة على المجهول وامام كل الاحتمالات التي بالتأكيد ستؤثر على العالم بأكمله والذي لا يحتمل نيرانا جديدة اضافة لنيران المشاكل التي يواجهها فبدأ يتحرك بهدف الوصول الى حل للصراع في المنطقة. وما كان التحرك الأمريكي الحالي الجديٌّ تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط ليأتي بهذه القوة والزخم لولا الوقفة المشهودة لخادم الحرمين الشريفين في الكويت ولعل من سمع ما قاله الرئيس باراك أوباما في مقابلته لفضائية العربية تأكد من أن المراحل المقبلة ستشهد إنجازات حقيقية وأن تحركات العلاقات العامة السابقة قد ذهبت ولن تعود. ويتطلب الوضع الحالي من الأشقاء الفلسطينيين ادراك أبعاد ما حصل في غزة ولغزة وأن يعرفوا ان العملية السلمية قادمة وباتت قريبة وأنهم بالضرورة يجب ان يتحدوا على أساس برنامج الحد الأدنى و طوعاً استجابة لمصلحة شعبهم وتطلعاته وذلك لأنهم إن هم لن يتحدوا طوعاً فإنهم سيتحدوا تحت ضغط واقع الحال التي ستسفر عنه تطورات الأيام المقبلة. ولم تكن مبادرة السلام العربية ضرورية ومطلوبة ولازمة كما هي الآن وتصوروا لو ان قمة الكويت ذهبت في الاتجاهات التي أرادها البعض.. وتصوروا لو ان العرب استقبلوا الإدارة الأمريكية الجديدة بأيدٍ فارغة واستقبلوا جورج ميتشل بحيرة من ليس لديهم خيار الحرب وتخلوا عن خيار السلام .. تصوروا كيف؟
ولعل الخلافات العربيّة التي وأدها خادم الحرمين الشريفين في الكويت هي أهمّ عامل من عوامل نجاح الإسرائيليين في اختراق الصفّ الفلسطيني والصفّ العربي، والجرأة على العرب على هذه الصورة المهينة والاستخفاف بهم وبدمائهم وأرواحهم.