DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ما سيسمعه ميتشيل في الرياض

ما سيسمعه ميتشيل في الرياض

ما سيسمعه ميتشيل في الرياض
أخبار متعلقة
 
التوجه الإيجابي لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تجاه مشكلة الشرق الأوسط، يشير إلى إمكانية حدوث اختراق حقيقي سعياً لإنهاء النزاع، وما الترحيب السعودي اللافت بتصريحات أوباما الأولى، إلا إدراك بجدية السعي الأمريكي لوضع حد للمأساة الأخلاقية قبل الوضع السياسي. فالمملكة التي قدمت مبادرتها للسلام، كانت ولا تزال تأمل، أن تجد هذه المبادرة ما يليق بها كحزمة متكاملة وصريحة وواضحة لإنهاء الصراع، وما أعلنه خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الكويت الأخيرة، من أن هذه المبادرة ـ التي طرحت أمام قمة بيروت عام 2002 وتبناها كل العرب ـ لن تبقى مطروحة للأبد على الطاولة، في إشارة إلى أن صبر العرب بدأ بنفد، وأنه لا يمكن أن تظل أياديهم ممدودة بالسلام القائم على العدل، بينما يمارس الطرف الإسرائيلي سياسة الاقتلاع والتخريب والعدوان. خادم الحرمين الشريفين تحدث بلسان كل مواطن عربي، شاهد ويشاهد ما يجري على الأرض في غزة، وشاهد أيضاً التلاعب الإسرائيلي بمفهوم السلام، وشاهد أيضاً الوضع العالمي غير المنصف الذي يتعامل للأسف بعين واحدة، ليحول القضية الفلسطينية من قضية شعب وأرض إلى مجرد «حالة إنسانية» تحتاج للتعاطف والرثاء. صحيح أن إدارة الرئيس أوباما، نجحت ـ في أيامها الأولى ـ في الاقتراب من عش الدبابير في الشرق الأوسط، وما إرسال مبعوثها جورج ميتشيل إلا دليل واضح على أن أوباما يختلف عمن سبقه، خاصة أن الرئيس الجديد نفسه في أول تصريحاته أبدى رغبته الجادة في بناء علاقات قوية وبنّاءة مع العالم الإسلامي، وكان قراره بإغلاق معتقل جوانتانامو سيء السمعة، إشارة مهمة للعالم الإسلامي بإنهاء هذا الملف الذي لطّخ سمعة الولايات المتحدة، وبداية عملية تقريب واضحة، يمكن أن تتجاوز سلبيات أحداث سبتمبر الكارثية. ربما يكون من الحكمة عدم الإفراط في التفاؤل بالنسبة لقدرة الإدارة الجديدة على تحقيق اختراق فعلي من عدمه، لكن المؤشرات كلها تعطينا دلالات بسيطة، حول شخصية القيادة نفسها. فإدارة يعترف رئيسها علناً بأن الأمريكيين «يرتكبون أخطاء أيضا» تختلف تماما عن إدارة أخرى، كانت تزعم أنها «تتلقى وحياً» لتبرّر كل أفعالها وتمرّرها على رؤوس الجميع. ما يهمّنا في الوقت الرّاهن، هو أن تنجح الإدارة الجديدة في تحقيق ما قاله أوباما، عن استعداد الولايات المتحدة لإطلاق «شراكة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة مع العالم الإسلامي».. وكلها أقوال يبدو أننا ـ كعرب ـ نسمعها للمرة الأولى من رأس الهرم الأمريكي، ويبدو أيضاً أنها تعكس رغبة صادقة في فعل شيء يكتبه التاريخ لهذه الإدارة. نحن في المملكة مثلاً ـ وكما قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ـ نعتقد أن «مشكلة الشرق الأوسط، تظل محور الأزمات في المنطقة، وأحد أسباب عدم استقرارها، وأن تركيز الجهود الدولية لحل هذه الأزمة، من شأنه أن يسهم تلقائياً في حل بقية أزمات المنطقة التي تعد إحدى تداعياتها»، وهذا الاعتقاد الذي يشاركنا فيه بقية الأشقاء العرب، هو ما دفعنا لتقديم رؤيتنا للسلام. بقي فقط، أن نجد حرصاً مماثلاً من بقية الأطراف يتجاوز الكلام أو التأييد، ليصب في خانة الجهد الحقيقي والمخلص. بالتأكيد سيسمع المبعوث الأمريكي ميتشيل في الرياض عندما يزور المملكة يوم الأحد المقبل، مجمل هذه الرؤية التي لا تغيب عنه، وبقي أيضاً أن تدرك الإدارة الأمريكية ومعها قادة تل أبيب، أن من يريد صناعة السلام حقيقة، عليه أن يعرف أن «عش الدبابير» ليس هنا في الأرض العربية، لكنه هناك، في تل أبيب، في الكنيسيت، في عصابات الاستيطان، في متطرفي الحاخامات وأحزاب اليمين الإسرائيلية، في روح الكراهية والانتقام والقتل الموروثة أو التي تنبت يومياً على سفوح جبل صهيون. المشكلة هناك .. وليست هنا، هذا هو التحدي الذي يجب أن يفهمه العالم.