هل ينجح المبعوث الأمريكي الجديد للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل في تحقيق السلام؟ صحيح أن التاريخ يقول :»اذكروا محاسن موتاكم» إلا أن الفشل الواضح لإدارة الرئيس السابق جورج بوش والنهاية غير الجيدة لثماني سنوات من الجدل، يجعل من الضروري الاعتراف بأن التفتيش عن بعض هذه الحسنات خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، لم يسفر سوى عن كوارث، كانت بمجملها ترجمة واضحة وصريحة لعناوين فاشلة.. فلا السلام الذي تعهد به بوش تحقق، ولا حل الدولتين وفق رؤيته أصبح قريباً، بل إن النهاية الوداعية كانت أكثر من مجزرة في غزة! ولا شك أن ميتشيل، الذي يأتي للمنطقة مستثمراً نجاحه في إنهاء ثمانية قرون من النزاع الأيرلندي، يحمل معه أيضاً شكوكه السابقة فيما يتعلق بالعلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو بين الفلسطينيين والفلسطينيين، بالشكل الذي يقوض عملياً حل الدولتين، في ظل التسارع الإسرائيلي في غرس المستوطنات، ما يعقد حقيقة وجود أو إنشاء دولة فلسطينية «قابلة للحياة» كما يقال.. خاصة وأن الواقع على الأرض ينبئ بأكثر من كارثة، مزاد انتخابي في تل أبيب على جماجم فلسطينية، وتصارع فلسطيني بين غزة ورام الله على كرسي وهمي في دولة لا وجود لها، وحالة فوضى عربية غير مسبوقة. ميتشيل شخصياً لا يحمل عصا موسى (وإن كانت إدارته قادرة على لجم جموح تل أبيب إذا أرادت)، والإسرائيليون بكل أحزابهم وتياراتهم لا يختلفون إلا في الشكل، أما المضمون النهائي فلا يختلف عن كل وصايا عصابات إجرامهم سواء تلك الراقدة في غيبوبة الإنعاش كشارون، أو تلك التي تجوب العالم بحثاً عن معاهدات أمنية مثل ليفني،، وطبيعة المجتمع الصهيوني من الداخل لا تزال عدوانية بالأساس، رغم كل ما يتشدقون به عن السلام من وجهة نظرهم، والذي لا يعدو كونه دورانا في دائرة مغلقة من المفاوضات والشعارات التي لا تقدم أرضاً ولا تحفظ عرضاً. خادم الحرمين الشريفين قال أمام قمة الكويت، إن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة للأبد، ما يعني تهديداً بموقف آخر، ربما يضع مجرمي تل أبيب أمام واقع محتمل، بالتأكيد لن يكون 2009 مشابهاً لما قبله!