يقول عز من قائل «كل نفس ذائقة الموت» لقد طوى القدر في طياته رمزا من رموز المنطقة الشرقية معالي الشيخ محمد بن عبد الله الزبن رئيس ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية والذي وافاه الأجل ليلة الثلاثاء الموافق للثالث والعشرين من شهر محرم الحرام لعام 1430هـ. وقد فجع بموته من عرفه واجزم بأنه حتى الذين لا يعرفونه الا بسمعته الطيبة فجعوا ايضا بموته .. لقد كان رحمه الله صاحب خلق كريم وسيرة عطرة .. كان مثالا للتواضع والتسامح وحب الناس , كان رحمه الله يعطف على الفقراء والأيتام والمحتاجين وينفق في سر دون من ولا اذى شفقة ورحمة بمن يقف على بابه منكسرا يسأله .. كان يوصي رحمه الله بألا يرد احد عن دخول مكتبه مراجعا كان او مستفتيا او زائرا او صاحب حاجة وهذه امور لا يعرفها كل احد لكني اعرف ذلك من خلال عملي معه احدى عشرة سنة ولكن عزاءنا ان الموت نهاية لكل حي .
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
ومن باب الوفاء لشيخنا احب ان اذكر صفة يتميز بها وقليل من يتصفون بها فقد كان رحمه الله اذا اخطأ على احد او حتى احس مجرد احساس ان الشخص تأثر من اسلوب الشيخ في ساعة غضب او نحوه ناداه واعتذر منه ولا يجد في نفسه حرجا من الاعتذار من اجل مركزه او جاهه بل على العكس يشعر بالسعادة, وهذه صفة لا يتمثل بها الا عظماء الرجال.
لقد توافد الى المسجد للصلاة على جنازته حشد كثير وفي مقدمتهم صاحب السمو نائب امير المنطقة الشرقية الامير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد ومعالي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رئيس ديوان المظالم وجمع من اصحاب الفضيلة القضاة ووجهاء واعيان المنطقة الشرقية .. كما اديت اكثر من صلاة بعد دفنه رحمه الله نظرا لكثرة المشيعين .. وامتلأت ساحات المقبرة بالناس والسيارات لدرجة ان المتأخرين بسبب زحام الطريق لم يجدوا مواقف الا خارج المقبرة . وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الحب للفقيد «والناس شهداء الله في ارضه».
لقد كان لوفاته رحمه الله حزن عميق في نفوسنا ونفوس عارفيه وقد ودعه محبوه المفجوعون فيه خير وداع فقد سارت جنازته في موكب يحف به الجلال ويتدافع فيه المعزون بالمناكب طمعا في الأجر.
فرحمك الله يا ابا احمد واسكنك فسيح جناته وبعثك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .. اللهم الهم ابناءه وبناته وافراد عائلته وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عبد الله بن متعب الغامدي
من المحرر:
كاتب هذا الرثاء هو الاخ الاستاذ عبد الله بن متعب الغامدي الذي عمل مع الفقيد فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الزبن يرحمه الله مدة 11 سنة انها شهادة عن قرب لبعض الصفات الحسنة والوجه الانساني لفضيلة الشيخ الراحل.
الرسالة شيء من الوفاء لعالم ومسئول وانسان ذكراه الطيبة حياة ثانية له.
