العنف ضد الطلاب والطالبات داخل المدارس كـ (ضربهم .. أو طردهم من الفصل .. أو توجيه الألفاظ القاسية إليهم أو غيرها من مظاهر العنف) تحدث بصفة يومية في بعض المدارس ويعاني منها الكثير من الطلاب والطالبات.
ورغم أن العنف داخل المدارس مخالفة لأنظمة التربية والتعليم .. فضلا عن أنه تصرف لا يليق بالتعليم والمعلمين وتشدد عليه وزارة التربية والتعليم باستمرار إلا أن ثمة معلمين ومعلمات وإدارات مدارس يمارسون العنف ضد الطلاب والطالبات على الملأ بذريعة إحكام السيطرة عليهم والحفاظ على هيبة المدرسة والمعلم.
بالتأكيد ليس كل المعلمين والمعلمات وإدارات المدارس يمارسون العنف ضد الطلاب والطالبات فمعظم هؤلاء النخبة يضرب بهم المثل في العطاء والتعامل مع الطلاب والطالبات .. لكن نسبة قليلة منهم اعتبروا مهنة التعليم وظيفة عابرة تضمن لهم الراتب آخر الشهر ولهذا تجدهم يتصرفون تجاه الطلاب والطالبات بشيء من العنف ودون مسئولية.
والعنف ضد الطلاب والطالبات قد يحدث لهم ضررا جسديا أو نفسيا قد يصل إلى تدميرهم وتغيير مسار حياتهم ومستقبلهم وطبيعة تفكيرهم وعلاقتهم بالمجتمع أو ربما يجعلهم يتسربون من المدرسة لاسيما في الصفوف الدنيا والمتوسطة .. ولهذا تعمل وزارة التربية والتعليم جاهدة للحد من حالات العنف في مدارس البنين والبنات.
وموقف وزارة التربية والتعليم من حالات العنف في المدارس لم يتوقف عند حث المعلمين والمعلمات على الابتعاد عن أشكال العنف واستخدام الأساليب التربوية السليمة فحسب بل كان واضحا وحازما ويصل أحيانا إلى درجة طي القيد أو إحالة المعلم أو المعلمة إلى وظيفة إدارية أو غيرها من العقوبات أو التنظيمات الإدارية التي تضع مصلحة الطالب في أولوياتها.
ويدرك الجميع أن عملية التعليم ليست مجالا للصراع النفسي أو الجسدي.. وأن المعلم ليس موظفا إداريا أو صاحب مهنة يدوية.. فالأمر متعلق ببناء إنسان يعتمد عليه مستقبلا.. وأن المعلم الحقيقي هو القادر على تحمل مسئولية هذا البناء دون الحاجة إلى ممارسة العنف أيا كان حجمه. والسؤال : في ظل تشديد وزارة التربية والتعليم على جميع مظاهر العنف والإيذاء داخل المدارس وتذمر الكثير من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور من هذه المظاهر السلبية هل سيتوقف المعلمون عن ممارسة العنف.. أم أنهم مقتنعون بما يفعلون حتى وإن كان ذلك على حساب مستقبل الطلاب والطالبات ؟
