DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رأي اليوم

رأي اليوم

رأي اليوم
أخبار متعلقة
 
بكلمات موجزة, لكنها تذهب إلى العمق مباشرة لتلامس القضية كاملة, كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام العلماء والمفتين المشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها من تأكيد على ضرورة تأهيل العلماء والمفتين لتقديم الفتوى وفق ضوابط وشروط يجب أن تتوافر في أهلها. كما أن إشارته حفظه الله إلى وسائل الإعلام ودورها في ضبط الفتوى بحيث لا يتصدى للإفتاء غير العلماء الثقات العارفين, دليل دامغ على دور وسائل الإعلام الكبير في التأثير على المتلقين مما يتطلب مسؤولية إعلامية للقائمين على هذه الوسائل وخاصة الفضائيات. ومما لاشك فيه أن هذا المؤتمر الذي شارك فيه علماء ومفتون من كافة أنحاء العالم جاء كنتيجة حتمية بعد ان بدأ يلوح في الأفق شيء من الفوضى في عالم الفتوى, وبعد ان استغل البعض الفتوى لنزع الخلافات وبث الآراء الشاذة التي تغرر ببعض الشباب, كما حدث مع من غُرِّر بهم لتبني أفكار تكفيرية وهدامة ومنحرفة لا تقود الا الى ثقافة الموت والعنف والإقصاء. لذا تأتي أهمية هذا المؤتمر لتأطير الفتوى ووضع ضوابط وشروط لها بحيث لا يتصدى لها الا العلماء الثقات من أصحاب العلم والتجربة والمعرفة العميقة, ذلك ان الفتوى ليست مجرد رأي عابر بل هي من الخطورة بمكان ان لا يتصدى لها الا الحكماء والثقات, ولذا كان التركيز في المؤتمر على ان تسير الفتاوى على الوسطية والابتعاد عن الإثارة وعما يسبب الخلاف والنزاع والبعد عن كل الفتاوى والآراء الشاذة التي قد تؤثر على بعض شباب المسلمين. ويمكن القول إن المسئولية في هذا الإطار متعددة ومتشعبة فمن الضروري ان تتفاعل وسائل الإعلام المختلفة مع نتائج هذا المؤتمر, فهي وان كانت تقدم ما تقدمه من مادة إعلامية للفتوى بحسن نية الا ان هناك من قد يستغل هذا الأمر بشكل او بآخر, لذا عليها ان تستفيد من خبرة الهيئات الشرعية المعتمدة للإفتاء حتى لا يصبح الميدان مجالا لمن هب ودب. ومن الضروري هنا أيضا التشديد على الدور المناط بالبيت والمسجد والمدرسة بتوعية المجتمع والأبناء بضرورة الحصول على الفتوى من المؤسسات الشرعية المعتمدة حتى لا يقع البعض في مكائد المتصيدين والمتربصين بأنصاف المتعلمين والتغرير بهم في أعمال إجرامية مشبوهة تضر أوطانهم. يعلم الجميع أننا في عالم متغير وفي عصر انفتاح بل ثورة معلوماتية هادرة لا تتوقف لحظة واحدة, وفي ظل هذا الضجيج المعلوماتي هناك من يتصيد للفجوات, للولوج بأفكاره الهدامة الى المجتمع.. وهنا يقع الدور على العلماء الثقات لتوعية الأمة وتبصيرها بأمور دينها وحفظها من الخلل والزيغ. وللتصدي لكل من تسول له نفسه للإضرار بالأمة والمجتمع.