عزيزي رئيس التحرير
المتابع لهذا الحدث في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المـرأة من خلال الفضائيات , وحضور المنتديات والنوادي , وعقد مركزالملك عبد العزيـز للحوار الوطني الكثير من اللقاءات في مناطق ومحافظات بلادنـا العزيزة , والقراءة الصحفية وتقليب الصفحات , يجد المتابع أن جريدة اليوم الغراء برعت في إبراز هذا الحدث على المستوى العـام الرسمي منهـا والاجتماعي ,, وأذكــر الآتي :
1 . برعايـة حرم المليك / إطــلاق أول حمـلة لدعم المـرأة .
2 . الأميـرة عادلة بنت عبد الله / الضغوط النفسية والمادية وراء العنف .
3 . الأميـرة جواهـر ترعى ملتقى مبادرة الطلاق , وسيدات يطالبن بإنشاء محاكم أسريـــة ومشروع وطنــي للحوار .
4 . خطة وطنيــة شاملة للتعامـل مع مشكلة العنف الأســري على جميع المستويـات .
5 . أ – من حقهـن أن يعشن حياة خاليـة من العنـف .
ب – بداية النهايــة الطلاق العاطفــي والطلاق الصـامت للكاتبـة / أنيسة الشريـف مكي .
وهذا .. فيــض من غيـض مما كتب حول حمايــة وحق المرأة التي تشكل نصف المجتمع , وهي الأم التي قـال الرسول محمد صـلى الله عليـه وآله : الجنـــة تحت أقــدام الأمهــات .
وهي الزوجـة التي بين القرآن الكريم مكانهــا في الآيــة :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ..!
وهي الجامعـة التي عبـر عنها الأديب في هذا البيـت :
الأم مدرسـة إذا أعددتهــا أعددت شعبــاً طيب الأعـراق
وهي ما قــال عنهــا التاريـخ : وراء كـل رجـل عظيم امــرأة عظيمـة .!
والأكثــر والكثير مثل هذه الحقائـق أعطى الإسـلام والسيرة النبوية الشريفـة المرأة الدور اللائـق بهـا في الحيـاة في ظـل الاحتــرام والكرامة والرعايـة , والمرأة حملت هذا الدور بكل اقتــدار وتفوق في كل ميدان أو نشــاط أو فعاليــة مما حققتـه مقـولة / المـرأة عظيمــة .
فالله سبحانه وتعـالى كتب لهذه الحيـاة الاستمراريـة من خلال الزوجين لجميع المخلوقـات ( الإنسـان والحيوان والنبـات ) ,, فقـال في محكم كتابـه الكريم :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ..!
فالرجـل والمرأة بالاقتـران يكوّنـا الأسرة , ومنهـا إلى القبيـــلة ومن ثم المجتمع فالشعب , إذاً ..
فالعنـف في هذه السلسلة لا مبــرر له ومن يمارسـه أشبه ما يكون بنصف الضمير والإنسانية والتربية , ومن جانب آخر , فالرجـل لا يمكن أن يعيش دون أنيس ومؤنـس بجانبـه وهي المــرأة ( الزوجـة ) ومن يكن كذلك , فهو أشبـه بالمجنـون .
وفي هذا السيـاق أود أن أعرض رأيـي تجـاه حيــاة سعيدة تستقيم بين الزوجين على المأذون الشرعي وهيئة وجمعيـة حقوق الإنسـان ومركـز الملك عبد العزيــز للحوار الوطنـي والقـراء , وهـو أن هنــاك حقوقا شرعيـة وحقوقا عرفيــة بين الزوجيـن تحتـاج إلى التوضيـح والتنظيـم والاثبـات والنشر في وثيقـة عقد الزواج والوسائـل الإعلاميــة وما يمكـن أن يقـر منهـا أو الموافقــة عليـه إلى جانب الشروط الشخصيـة للطرفيــن .
فالاقتــران الزوجي حق شرعي مشترك للاستمتـاع الثنائـي إلى جانب الاحترام والكرامة .
وهنــاك من جانب الزوجة / الرضاعـة والتربية والوظيـفة والراتب والخدمة المنزليـة والسكن المستقـل .
ومن جانب الرجـل / الزواج المتكرر والسفر والاهمـال والتهميش والصمت .
إن التوصـل بين الجهات الشرعية والحقوقيــة والعرفيـة إلى قـول الفصـل في هذه العناصـر التي تشكل في معظم القضايــا اختلافــات بين الزوجين والأهـل ما يكفـل الاستدامة والاستقامـة والحيـاة السعيـدة , ويبعـد العنـف والتعسـف الأسري وحمايـة المرأة ( الزوجـة ) والأطفــال .
يوسف بن معتوق بوعلي ـ الاحساء – الهفوف
