DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لا ضوء في آخر النفق، يمكن أن ينهي المجزرة الجارية في الأراضي الفلسطينية؟ ولا أمل يبدو في الخروج من المذبحة التي انجر الجميع للمشاركة فيها بقصد أو بدون قصد! تعددت الأسباب والموت واحد، والوضع الراهن يستلزم وقفة متأنية، ليس مع العدوان طبعاً، وليس تأييدا له، وليس شماتة بما يحدث كما يفعل البعض، ولكن لاستخلاص العبر من هذا الانتحار الجماعي الذي يساق إليه الفلسطينيون قسراً تحت وطأة الضربات والاعتداءات والقصف والمحرقة التي تتعمدها الدولة العبرية تحت سمع ونظر العالم. صحيح أن المقاومة حق مشروع لكل الدول، وأن العدوان يجب أن يكون جريمة حرب تحاسب عليها القوانين الدولية، لكن النتائج المريعة لحرب الإبادة تلك، تستوجب من كل العقلاء في العالم التفكير في وضع حد لهذا الانفجار المستمر في منطقة الشرق الأوسط، ووضع حل عادل للأزمة يعيد للفلسطينيين حقوقهم المغتصبة ويحميهم من قوة البطش والعدوان. محرقة غزة، تجعل من الأخلاقي على كل دول العالم عدم ترك هذا الشعب وحيداً، وتأكيد مصداقية الشرعية الدولية وعدالتها وقيم الإنسانية التي تحتم حق الاختيار للفرد وللشعوب، والوقوف مع الحاجة البشرية وحق الحياة الحرة الكريمة والمستقلة، ولا يصح أبداً أمام مشاهد القتل المجانية، ومرأى الأطفال والنساء وهم يدفعون حياتهم بدون جريرة ارتكبوها، دفاعاً عن حقهم في الوجود كسائر البشر، وليس من اللائق أبداً أن يترك هذا العالم قوة وحشية كالدويلة العبرية تمارس هيمنتها وإفلاسها الأخلاقي على شعب أعزل وسط هذا الصمت الذي يقترب من المشاركة في الجريمة. إسرائيل فشلت في فرض نفسها كجار يمكن الوثوق به، والعرب فشلوا في الاتفاق على حد أدنى من التوافق ودفعوا ضريبة الانقسام الفكري والسياسي، والفلسطينيون فشلوا أيضاً ـ وهو الأهم ـ في أن يفرضوا أنفسهم كقوة متحدة لشعب واحد، بل قدموا المثال الأسوأ في تاريخ كل الحركات النضالية، بانقسامهم وتشرذمهم وجريهم وراء مصالح فصائلية، وأطماع فئوية، وتخوين وخيانة للأسف يندى لها الجبين. كم يكون مخزياً أن نرى في عز هذه الحملة العدوانية، من يشمت من بينهم بما يحدث، وكم يكون مؤلماً أن يترنح البعض ويشكل طابوراً خامساً يساعد العدوان وينتشي بكل هذه الدماء التي تسيل وكأنها لا تعنيه! هذه الأخيرة وحدها تعيد الذاكرة لرأس المملوك جابر الذي لا يزال حياً في الذاكرة العربية، وما أكثر مثل هذه الرؤوس على الأرض الفلسطينية، للأسف!